اتحاد الأدباء والكتاب – عدن ينعي الشاعر المبدع كريم سالم الحنكي
بقلوب مثقلة بالحزن، وأرواح تودّع رفيق الكلمة النبيلة والجميلة ينعي اتحاد الأدباء والكتاب – عدن رحيل قامة شعرية وفكرية شامخة، الشاعر والأديب والباحث عبد الكريم سالم الحنكي، الذي غادر دنيانا يوم الجمعة الموافق 8 أغسطس 2025، بعد رحلة حياة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، حمل خلالها مشاعل الإبداع والمعرفة والنضال الثقافي.
وُلد الفقيد في محافظة أبين عام 1967، وفي بيئتها الغنية بالقيم الإنسانية والتقاليد العريقة تفتّح وعيه، قبل أن يخطّ طريقه الأكاديمي حتى تخرّج في جامعة عدن – قسم اللغة الإنجليزية وآدابها عام 1994، جامعًا في شخصيته بين دقة الباحث وشفافية الشاعر.
بدأ مسيرته العلمية مساعدًا للبحث العلمي في مركز الظفاري للبحوث والدراسات، حيث أسهم في حفظ الذاكرة الثقافية وتوثيق صفحات مضيئة من التاريخ، ثم تولى منصب سكرتير مجلة المركز بين عامي 2006 و2012، قبل أن يلتحق بهيئة التدريس في كلية الآداب – جامعة عدن كـ معيد منذ عام 2011، مواصلًا في الوقت نفسه عمله مترجمًا متعاقدًا مع المركز العربي للدراسات الاستراتيجية.
لم يكن الحنكي شاعرًا فحسب، بل كان صانعًا للجمال وناقلًا لروحه عبر الحروف. أهدى المكتبة ديوانه البارز "كم الطعنة الآن؟" (1995)، وحرّر كنزًا أدبيًا في كتاب "سفينة القلائد الحكمية والفرائد الحمينية" (2005)، وكتب دراسات نقدية بعمق ورصانة، كما فتح نافذة على الشعر العالمي بترجمته "قصائد عشق يابانية" المنشورة في مجلة نزوى العُمانية.
كان وجهًا مألوفًا في المهرجانات والملتقيات الثقافية: من المربد في بغداد، إلى الشعر العربي في دمشق، وصولًا إلى البرنامج الثقافي الياباني في طوكيو وكيوتو وهيروشيما، حيث مثّل الثقافة الوطنية بجدارة. وعرفه المستمعين عبر أثير إذاعة عدن في برنامجه الوجداني "خواطر الوجدان"، الذي ترك أثرًا خاصًا في قلوب جمهوره.
حمل قلمه بصدق في خدمة قضيته ووطنه، فكان من أوائل الناشطين في الحراك السلمي الجنوبي منذ عام 2007، ودفع ثمن الكلمة الحرة اعتقالًا وتضييقًا، دون أن يلين أو يحيد عن مواقفه النبيلة.
إن رحيله خسارة فادحة للمشهد الثقافي والعلمي، فقد غاب الجسد، لكن ستظل روحه حاضرة في نصوصه التي لا تموت، وفي ذاكرة قرّائه، وفي قلوب كل من ألهمته كلماته.
وإزاء هذا المصاب الأليم، يتقدم اتحاد الأدباء والكتاب – عدن بخالص التعازي إلى أسرته الكريمة ورفاقه ومحبيه، ضارعين إلى الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم الجميع الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
صادر عن سكرتارية اتحاد الأدباء والكتاب – العاصمة عدن
السبت 2025/8/9