متجر صغير يثير ضجة كبيرة.. «كارفور» يشعل الغضب في حي النخبة بباريس
خشيةً من الإزعاجات اليومية، وقع عدد من النجوم في باريس على عريضة لمعارضة مشروع إنشاء متجر "كارفور سيتي"، وقد رأى العديد من المعلقين في هذه الخطوة مظهرًا من الانفصال عن الواقع وشيئًا من النفاق الطبقي.
ومن بين هؤلاء النجوم: المغني ألان سوشون، والممثلان بيير ريشار وكاثرين فروت، ومدير الوسائط الإعلامية دونيز أوليفين، والوزير الفرنسي الأسبق جاك توبون، وهم من بين الموقعين على العريضة التي تعارض إنشاء متجر "كارفور سيتي" قرب حديقة لوكسمبورغ، وفقًا لما ذكرته صحيفة "لا ليتر" الفرنسية.
وقد أطلق هذه الحركة الاحتجاجية الصحفي الاقتصادي السابق برونو سيغري، حيث وجّه الموقعون انتقادات لرئيس البلدية جان-بيير لوكوك (من حزب الجمهوريين)، متهمين إياه بأنه وقّع على الترخيص المسبق لأعمال "كارفور" في سبتمبر/أيلول 2024 دون إعلامهم، رغم أنه سبق أن أكد لهم دعمه لموقفهم.
وأعرب عدد من المشاهير عن استيائهم من مشروع افتتاح متجر "كارفور سيتي" قرب حديقة لوكسمبورغ في الدائرة السادسة من العاصمة الفرنسية.
ردًا على ذلك، قال المسؤول المنتخب في تصريح لصحيفة "لوموند" الفرنسية: "جزء كبير من الذين وقّعوا العريضة عملوا أو لا يزالون يعملون في القطاع المالي. لقد ساهموا في تحويل الاقتصاد إلى اقتصاد مالي، وبالتالي ساعدوا في القضاء على المتاجر الصغيرة غير المربحة. إنهم أشبه بقرية من الأطفال المدللين يظنون أن كل شيء ملك لهم".
من جانبها، قالت موظفة سابقة في مجال الإعلام، طلبت عدم الكشف عن هويتها، في حديث للصحافة: "عمليات تسليم كارفور في السادسة صباحًا ستكون لا تُطاق. هذا حيٌّ سكني، وليس حيًّا عماليًّا. علينا أن نأخذ بعين الاعتبار بيئتنا، إنها مسألة سوسيولوجية!"
كما صرّحت سيلين هيرفيو، النائبة الاشتراكية عن الدائرة الحادية عشرة: "في الدائرة السادسة نحن مختلفون، نريد الحفاظ على طابعنا الخاص، على الجانب الثقافي، وعلى الجمال، وجودة الحياة لا نريد الانجرار في هذا المسار القسري".
ويُذكر أيضًا أن مجموعة من الشباب اعتادت التجمّع في المساء مؤخرًا في المنطقة، ما يثير استياء السكان. ويخشى كثيرون أن يؤدي افتتاح المتجر حتى الساعة العاشرة ليلًا إلى تشجيع بقاء هؤلاء الشبان لفترات أطول في المكان.
هل هذا الغضب مبرّر أم مبالغة طبقية؟
رأت شبكة "سي نيوز" الفرنسية أن الغضب الذي أبداه المشاهير إزاء افتتاح متجر تجاري تحت منازلهم أثار أيضًا السخرية والاستياء من بعض المعلقين، حيث وصف الكاتب أمين الخاتمي هذا التحرك بأنه "جانب من النفاق".
وأضاف: "إنه الخطاب المزدوج المعتاد. يدعون إلى مجتمع منفتح، شامل، يرحب بالمهاجرين وبمراكز تعاطي المخدرات لكن ليس في أحيائهم، لأنهم يريدون الحفاظ على نمط حياتهم الخاص".
في أوساط الطبقة السياسية، انتقدت وزيرة المساواة بين النساء والرجال ومكافحة التمييز، أورور بيرجي، ما وصفته بـ"الازدراء" و"التعالي" من قِبل النجوم الذين يعارضون إنشاء المتجر.
وقالت الوزيرة إن القضية ليست مجرد "صراع جيران طريف"، بل تمثل "مرآة للانقسامات داخل مجتمعنا، ومن يغذيها".
وأضافت أن الأمر يعكس "تعالي نخبة معيّنة، وازدواجية يسار معيّن، وازدراء طبقي وإقليمي ينبع من ذلك كله".