ترامب يحذر من استئناف إيران برنامجها النووي من موقع مختلف
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أن إيران لم توافق على تفتيش مواقعها النووية أو التخلي عن تخصيب اليورانيوم، معربا عن اعتقاده بأن البرنامج النووي الإيراني قد تعرض "لانتكاسة دائمة".
وفي تصريحات للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، حذّر ترامب من أن طهران "ربما تضطر للبدء من موقع مختلف" إذا ما قررت استئناف برنامجها.
وأضاف، بينما كان في طريقه إلى نيوجيرزي بعد احتفاله بيوم الاستقلال في البيت الأبيض بشكل قاطع "ستكون هناك مشكلة إذا استأنفوه"، مؤكدا أنه "لن يسمح لطهران باستئناف برنامجها النووي، مشيرا إلى أن إيران لديها رغبة في عقد اجتماع معه."
وتأتي هذه التصريحات قبيل لقاء الرئيس الأميركي المرتقب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الاثنين، حيث أكد ترامب أنه سيناقش معه ملف إيران.
وتشير تصريحات ترامب إلى استمرار الموقف الأميركي المتشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني، كما تُظهر وعيه بإمكانية تكيف إيران ومحاولتها استئناف نشاطها النووي بطرق بديلة.
وهذا التحذير يعكس قناعة ترامب بأن إيران لن تتوقف عن طموحاتها النووية بسهولة، وأن الضغط المستمر ضروري لمنعها من امتلاك سلاح نووي.
وتأتي تصريحات ترامب بالتزامن مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة سحب آخر مفتشيها المتبقين في إيران مع احتدام الأزمة بشأن عودتهم إلى المنشآت النووية التي قصفتها الولايات المتحدة وإسرائيل.
وتتهم الولايات المتحدة وإسرائيل إيران بتخصيب اليورانيوم لصنع أسلحة نووية بينما تشدد طهران على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية.
وعلى الرغم من الموقف المتشدد لترامب، فقد أفاد مصدران مطلعان على المحادثات بين طهران وواشنطن، أن المبعوث الأميركي للبيت الأبيض، ستيف ويتكوف، يخطط للقاء وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في أوسلو، الأسبوع المقبل، لإعادة إطلاق المحادثات النووية، وفقا لما نقله موقع "أكسيوس" الأميركي.
وقال المصدران إن موعد اللقاء لم يُحدد بشكل نهائي بعد، ولم تعلن أي من طهران أو واشنطن عن الاجتماع رسمياً.
وأكد المصدران، وفق "أكسيوس"، أن ويتكوف وعراقجي على اتصال مباشر منذ نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران، بعدما توسطت الولايات المتحدة في وقف إطلاق النار بين الجانبين، مشيرين إلى أن مسؤولين من سلطنة عمان وقطر يواصلون الوساطة بين إيران والولايات المتحدة.
وقبل ثلاثة أسابيع شنت إسرائيل أولى ضرباتها العسكرية على مواقع نووية إيرانية في حرب استمرت 12 يوما. ولم يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تفتيش المنشآت الإيرانية منذ ذلك الحين رغم أن المدير العام للوكالة رافائيل غروسي قال إن ذلك يمثل أولوية قصوى لديه.
وأقر البرلمان الإيراني قانونا يعلق التعاون مع الوكالة إلى أن يتسنى ضمان سلامة منشآت طهران النووية. وفي حين تقول الوكالة إن إيران لم تبلغها رسميا بتعليق التعاون، فإن من غير الواضح متى سيتمكن مفتشو الوكالة من العودة إلى إيران.
وتتهم إيران الوكالة بتمهيد الطريق فعليا للهجمات عليها بإصدارها تقريرا في 31 مايو يندد بإجراءات تتخذها طهران، وهو ما أفضى إلى قرار من مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة يعلن انتهاك إيران لالتزاماتها بمنع الانتشار النووي.
وأدت الضربات العسكرية الأميركية والإسرائيلية إلى تدمير مواقع تخصيب اليورانيوم الثلاثة في إيران أو إلحاق أضرار جسيمة بها. لكن لم يتضح جليا حتى الآن ما حل بمعظم الأطنان التسعة من اليورانيوم المخصب، وخصوصا ما يزيد على 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة القريبة من درجة صنع الأسلحة.