الصوت عنصر أساسي في علاقة المستخدمين بالذكاء الاصطناعي

وكالة أنباء حضرموت

تتعاون شركة “أوبن إيه آي” مع المصمم التاريخي لمجموعة “أبل” جوني آيف منذ مدة طويلة على جهاز جديد يهدف إلى تسهيل استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في الحياة اليومية، يُتوقع أن يصبح منافسا لمكبرات الصوت والنظارات الذكية.

ومهما اختلفت النقاشات بشأن مزايا الذكاء الصناعي والتقنيات المطلوبة، ثمة أمر واحد مؤكد، وهو أن الصوت ذو أهمية رئيسية في هذا العالم الجديد في ما يتعلق بعلاقة المستخدمين بالذكاء الاصطناعي.

ويقول أوليفييه بلانشار من شركة “فوتوروم” “لم يعد من داعٍ للنقر على لوحة الأحرف أو للمس إذا كان بالإمكان التحدث بدلاً من ذلك. ويصبح الذكاء الاصطناعي (التوليدي) أكثر إنسانية” مقارنةً بالحوسبة التقليدية، “لذا فإن هذه التفاعلات (الصوتية) مفيدة.”

ويوضح رئيس “أوبن إيه آي” سام ألتمان ورئيس “ميتا” مارك زوكربيرغ أن النظارات والأجهزة الطرفية الصغيرة ومكبرات الصوت الذكية، وهي الامتدادات الجديدة للذكاء الاصطناعي، تهدف خصوصا إلى تشتيت انتباه المستخدمين عن الشاشات.

لكنّ بن وود يرجّح أن يكون التأثير “محدودا”. ويقول “الهاتف الذكي متغلغل في حياتنا. الناس يعتمدون عليه كثيرا.”

وتكثر التكهنات بشأن شكل وقدرات النموذج الأولي للجهاز القائم على الذكاء الاصطناعي الذي يعمل عليه جوني آيف، مبتكر هاتف “آي فون”.

وأفادت وسائل إعلام أميركية عدة بأن لا شاشة لهذا الجهاز، ولا يمكن أن يوضع كساعة أو كدبوس للزينة.

ويقول الأستاذ في جامعة نيو سكول كايل لي “لم نصل بعد إلى مرحلة دمج هذه التقنية في حياتنا،” أيا كان الجهاز المستخدم. لذلك لا يزال المجال متاحا لفئة جديدة من المنتجات.

ويرى روب هاورد من شركة “إينوفيتينغ ويذ إيه آي” أن “المسألة لا تتعلق بمعرفة شكل الجهاز، بل الأهم هل ستصمم هذه الشركات برامجها مع مراعاة احتياجات المستهلك.”

ولا تزال حاضرة في قطاع التكنولوجيا ذكرى الفشل الذريع لدبوس الذكاء الاصطناعي “إيه آي بين” (AI Pin)، وهو جهاز مربع يُلبس كالشارة ومجهز بمجموعة من ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي (الصور، المكالمات، الترجمة)، سرعان ما لم يعد موجودا في الأسواق بعد أقل من عام على إطلاقه في أبريل 2024، بسبب ضعف الإقبال على شرائه.

وأدى السعر المرتفع (699 دولارا) لهذا المنتج الذي ابتكرته شركة “هيومين” الناشئة وأداؤه الضعيف إلى التوقف عن طرحه في السوق.

ويشير المحلل في شركة “سي سي إس إنسايت” بن وود إلى أن “لدى شركتين كبيرتين اليوم مشاريع طموحة،” أولاهما “ميتا” التي تُراهن على النظارات الذكية من نوع “راي بان”، والثانية، “أوبن إيه آي” التي تسعى إلى “منتج مُكمّل”.

وأعلنت “غوغل” في مايو أنها تعمل على نظارة “إكس آر” (مزيج من الواقع المعزز والواقع الافتراضي)، بينما تُعوّل “أمازون” على منظومتها “إكو” (Eco: مكبرات الصوت والشاشات الذكية)، مدعومةً بإعادة ابتكار أداتها للمساعَدة الصوتية “إليكسا” (Alexa). ولكن، ثمة طرف لا غنى عنه غائب عن المشهد.

ويقول أوليفييه بلانشار ”إن هذا السعي إلى جهاز الذكاء الاصطناعي المثالي كان ينبغي أن تبادر إليه أبل قبل مدة.”

ويؤكد المحلل أن “أبل” تأخرت في دخول عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، وترى راهنا أن عرضها يمر عبر “آي فون”.

وتعزّزَ هذا الانطباع الاثنين بالعرض الذي قُدّم خلال مؤتمر المطورين العالمي الذي أبرزت خلاله المجموعة الكاليفورنية كل ابتكارات هاتفها الذكي الشهير.

وتوقع أوليفييه بلانشار أن يكون بمثابة “مركز” لمنظومة الذكاء الاصطناعي التوليدي، وقويا بما يكفي للعمل من دون اتصال بالإنترنت ومن دون الاعتماد على السحابة (الحوسبة مِن بُعد).

ويمكن أن تكون هذه الوحدة المركزية بمثابة واجهة لمجمل المعدات التكنولوجية القابلة للاستخدام عبر الذكاء الاصطناعي التوليدي.

لكنّ بن وود يذكّر بأن “الهواتف الذكية تُوفّر أصلا بعضا من هذه الميزات”، “وكذلك النظارات الذكية ومكبرات صوت إيكو أو شاشات غوغل نيست هابس الذكية.”

ويتوقع روب هاورد أن تكون المنافسة شرسة، “لأن عدد الأشياء التي يمكن ارتداؤها أو حملها محدود.”

وإذ يلاحظ الشريك في شركة رأس المال الاستثماري “20 في سي” نائب الرئيس السابق “لشركة فيسبوك” جوليان كودورنيو أن “الأجهزة المادية غير سهلة،” يؤكد أن “أوبن إيه آي هي الوحيدة القادرة على القيام بذلك، ولديها المواهب، وفي مقدمهم جوني آيف وفيدجي سيمو (…) ولديها التمويل.”