«ثاد».. «درع أمريكية» تدخل خط المواجهة بين إيران وإسرائيل
لم يكن دخولها على خط النار أمرا مفاجئا بل بدا انضمامها لحائط الصد الإسرائيلي لصواريخ ومسيرات إيران متوقعا حتى قبل اليوم الخامس للمواجهة.
ولا يعتبر هذا أول دخول لمنظومة "ثاد" الأمريكية المتطورة القادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية الفرط صوتية، على خط التصعيد بين تل أبيب وطهران.
وطفا اسمها للواجهة أيضا في أكتوبر/تشرين الأول 2024، حين قررت واشنطن تزويد حليفتها إسرائيل بهذا النوع من السلاح.
وتلك الخطوة جاءت حينها بعد أسبوعين من تلقي إسرائيل ضربة من إيران شملت إطلاق نحو 200 صاروخ، مع استمرار الحرب ضد "حماس" في قطاع غزة من جهة وحزب الله اللبناني من جهة أخرى.
وبالفعل، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لاحقا أنها أرسلت إلى إسرائيل العسكريين المسؤولين عن تشغيل نظام الدفاع الصاروخي العالي الارتفاع (ثاد)، الذي يُعتبر أحد أكثر الأنظمة تطورا في العالم ويتكوّن من منصات لإطلاق الصواريخ محمولة على شاحنات.
واليوم الثلاثاء، أعلنت إسرائيل استهداف مواقع عسكرية في غرب إيران بعد ساعات من تأكيد الأخيرة أنها أطلقت صواريخ ومسيّرات نحو مواقع في الدولة العبرية بينها مقر جهاز الموساد.
ويأتي التصعيد في خامس يوم من المواجهة غير المسبوقة التي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يريد "نهاية حقيقية" لها وليس مجرد وقف لإطلاق النار.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن بطاريات "ثاد" الأمريكية شاركت أيضًا في عملية الاعتراض، فيما لم يصدر بعد أي تأكيد رسمي لما ورد على لسان المصدر.
وبانتظار ذلك، تعود الأنظار لتتجه نحو منظومة «ثاد» ومدى فاعليتها في حماية إسرائيل من هجمات إيران.
منظومة صاروخية متعددة الطبقات
بحسب وكالة فرانس برس، تشكل منظومة الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية (ثاد) جزءا أساسيا من أنظمة الدفاع الجوي المتعددة الطبقات للجيش الأمريكي، وتعتبر أيضا إضافة إلى دفاعات إسرائيل الصاروخية القوية بالفعل.
وتحتاج بطارية "ثاد" عادة إلى حوالي 100 جندي لتشغيلها. وتحتوي على ست منصات إطلاق محمولة على شاحنات مع ثمانية صواريخ اعتراضية على كل منصة ورادار قوي.
وكانت شركة لوكهيد مارتن المصنعة لهذه الصواريخ قد سلّمت في 7 ديسمبر/كانون الأول 2023 منظومة ثاد لوكالة الدفاع الصاروخي في الولايات المتحدة، وهو بمثابة النظام الدفاعي الأمريكي الوحيد المصمم لاعتراض أهداف خارج الغلاف الجوي وداخله، حسبما قالت الشركة في تقرير على موقعها الرسمي.
كيف تعمل؟
تعتبر «ثاد» منظومة أمريكية متطورة تم إنشاؤها في 2008 ودخلت الخدمة لاحقا على مستوى الدفاعات الجوية للقوات الأمريكية.
تتخطى سرعة صواريخها سرعة الصوت بأكثر من 7 أضعاف وهي بذلك صواريخ فرط صوتية قادرة على مواجهة مجموعة من الصواريخ، خصوصا أن كل بطارية منها تضم أكثر من 45 صاروخا يمكن إطلاقها دفعة واحدة.
كما تعتمد المنظومة على رادارات متطورة جدا حتى إنها تعد بحد ذاتها بمثابة مركز للقيادة والتحكم ما يسمح لها بالعمل بشكل آلي لمواجهة كافة الأخطار وتحديدا الصواريخ الفرط صوتية.
ويقلل خبراء من اعتقاد البعض بأن نشر "ثاد" قد يكون مؤشرا على قرب اندلاع الحرب الشاملة في الشرق الأوسط، معتبرين أنه على العكس من ذلك، ربما قد يفرمل أي توجهات إيرانية فيما لو كان السيناريو يذهب باتجاه التصعيد بشكل أكبر.