غياب كيمبيمبي.. سان جيرمان يخسر «روحه» قبل «معركة ميونيخ»

وكالة أنباء حضرموت

تلقى فريق باريس سان جيرمان الفرنسي ضربة موجعة، قبل 18 يومًا فقط من المباراة التي قد تغيّر تاريخ النادي.

ويواجه باريس سان جيرمان نظيره إنتر ميلان الإيطالي، يوم 31 مايو/ أيار الحالي، على ملعب أليانز أرينا بمدينة ميونخ، معقل فريق بايرن ميونخ الألماني، في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا.

إصابة كيمبيمبي
مع اقتراب العد التنازلي للنهائي الكبير، يستعد لاعبو باريس سان جيرمان لخوض ما قد يكون "مباراة العمر" بالنسبة لهم، والخبر السار لعشاق الفريق هو أن أيا من لاعبيه لن يغيب عن هذه القمة بسبب الإيقاف، حيث نجح لاعبو الفريق في تجنّب الحصول على بطاقات حمراء في نصف النهائي.

لكن الغياب الوحيد المؤكد تقريبًا في صفوف الفريق سيكون بريسنيل كيمبيمبي، المدافع الفرنسي الملقب بـ"بريسكو"، والذي يعاني من وذمة عظمية في المشط الثاني من القدم اليمنى، بحسب البيان الطبي الصادر عن النادي في 2 مايو.

ومنذ ذلك الحين، لم يصدر عن النادي أي تحديث رسمي بشأن مدة غياب نائب القائد، بحسب صحيفة "سبورتس" الرياضية الفرنسية، ليمثل غيابه بذلك ضربة معنوية للفريق العاصمي قبل الموقعة المرتقبة.

إصابة مزمنة.. وموعد حساس
بحسب البيان الطبي الصادر عن النادي الباريسي، فإن كيمبيمبي يعاني من وذمة عظمية في المشط الثاني من القدم اليمنى، وهذه الإصابة ليست جديدة تمامًا، بل هي امتداد لمتاعب جسدية لاحقت اللاعب منذ موسم 2022–2023، وتحديدًا بعد خضوعه لجراحة في وتر العرقوب.

ورغم الغموض الذي يحيط بمدة غيابه، تشير صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية إلى أن التعافي من هذه الإصابة يتطلب ما لا يقل عن ستة أسابيع، وربما يمتد لعدة أشهر، مما يضع نهائي ميونيخ خارج حسابات كيمبيمبي بشكل شبه رسمي.

خسارة فنية أم معنوية؟
رغم أن كيمبيمبي لم يشارك بانتظام هذا الموسم مع سان جيرمان، فإن غيابه لا يزال يمثل خسارة على صعيد القيادة داخل غرفة الملابس، خاصة أنه أحد أبناء النادي، ويمثل روح الـ"بي إس جي" الحقيقية، فهو من خريجي أكاديمية النادي، ويعد نائب القائد خلف ماركينيوس، كما يعتبر من أكثر اللاعبين ارتباطًا بالجماهير.

باريس واستعادة الحلم الأوروبي
يعد نهائي 2025 هو الثاني في تاريخ الفريق الباريسي بعد نهائي 2020 الذي خسره أمام بايرن ميونيخ بهدف دون رد.. ففي ذلك العام، واجه المدرب الألماني توماس توخيل ظروفًا مشابهة بغياب لاعبين مؤثرين، مما ترك أثرًا على النسق الجماعي للفريق.

أما هذا الموسم، وتحت قيادة الإسباني لويس إنريكي، فإن باريس سان جيرمان ظهر بصورة أكثر نضجًا وتكتيكًا، ونجح في تخطي مواطنه استاد بريست في ملحق دور الـ16، ثم تجاوز 3 فرق إنجليزية بالأدوار الإقصائية التالية بداية من ليفربول في ثمن النهائي، ثم أستون فيلا في ربع النهائي، وأرسنال في نصف النهائي، دون أي طرد أو إيقاف في صفوفه.

ورغم بعض الهزات المحلية، فإن المشروع الأوروبي ظل هو الأولوية المطلقة للنادي، وتأمل إدارته أن تكون هذه النسخة هي "نسخة التتويج" باللقب القاري للمرة الأولى.

جاهزية شبه كاملة باستثناء "بريسكو"
الأخبار الإيجابية أن جميع اللاعبين الأساسيين متاحون للمشاركة في النهائي، بعد عودة العناصر التي حصلت على راحة قصيرة بعد ضمان التأهل. ومن المرتقب أن يعتمد إنريكي على ثلاثي الهجوم عثمان ديمبيلي، خفيتشا كفاراتسخيليا، ديساير دويه، مع تواجد برادلي باركولا كخيار تكتيكي.

خط الدفاع سيكون بقيادة البرازيلي ماركينيوس، إلى جانب الفرنسي لوكاس هيرنانديز، بينما يواصل الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما تقديم عروض مميزة في البطولة الأوروبية.

ومع غياب كيمبيمبي، سيعزز المدرب ثقته في اللاعب الشاب دانيلو بيريرا أو نوردي موكييلي كبديل محتمل في مركز قلب الدفاع، في حال حدوث طارئ.

إنتر ميلان.. الخصم الأخطر
على الجانب الآخر، يخوض إنتر ميلان النهائي وهو يعيش لحظات كروية مثيرة.. فالفريق ينافس بقوة على لقب الدوري الإيطالي، ويملك تشكيلة قوية ومنظمة بقيادة المدرب سيموني إنزاغي، تضم عناصر مثل لاوتارو مارتينيز، وهاكان تشالهانوغلو، ونيكولو باريلا.

ويحذّر المحلل الإيطالي جيانلوكا دي مارزيو من التهاون مع الإنتر، قائلا: "باريس فريق يملك نجومًا، لكن الإنتر يملك توازنًا.. وإنريكي عليه ألا يقع في فخ السيطرة دون فعالية.. النهائي لن يُحسم إلا بتفاصيل صغيرة".

بين الماضي والحاضر.. فرصة لا تتكرر
لدى جماهير باريس سان جيرمان شعور قوي بأن هذه النسخة من دوري الأبطال قد تكون الفرصة الأنسب لتحقيق الحلم، والرد على رحيل كيليان مبابي نجم الفريق السابق إلى ريال مدريد الإسباني بعد نهاية الموسم الماضي.

في المقابل، يدرك إنريكي أن التتويج سيعزز مكانته كأحد أعظم المدربين الذين قادوا الفريق الباريسي، وأن الفوز سيكون بمثابة رد اعتبار بعد الإخفاقات الأوروبية المتكررة خلال السنوات الماضية.