الصحة العالمية: الطب التقليدي ركيزة لمواجهة تحديات الصحة

وكالة أنباء حضرموت

أكدت منظمة الصحة العالمية أن الطب التقليدي لم يعد إرثًا من الماضي، بل أداة فاعلة لمواجهة التحديات الصحية المعاصرة ودعم النظم الصحية.

أكد الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسيوس، المدير العام لـمنظمة الصحة العالمية، أن الطب التقليدي أصبح حاضرًا بقوة على خريطة الصحة العالمية، مشيرًا إلى الدور البارز الذي لعبته الهند في رفع مكانته ودمجه ضمن الأجندة الصحية الدولية.

وأوضح جبريسيوس أن التجربة الهندية، من خلال إنشاء وزارة متخصصة لأنظمة «أيوش» وإطلاق المركز العالمي للطب التقليدي التابع للمنظمة في جامناجار، أثبتت أن التراث والابتكار، والحكمة التقليدية والعلوم الحديثة، يمكن أن يتكاملا دون تعارض.

وأشار إلى أن الأيام الثلاثة الماضية شهدت مشاركة واسعة لأصوات من أكثر من 100 دولة، ضمت علماء وممارسين ووزراء وقادة من السكان الأصليين ومبتكرين، اجتمعوا على هدف مشترك يتمثل في الربط بين التقاليد الطبية العريقة والعلوم الحديثة، بما يعزز التغطية الصحية الشاملة والأنظمة الصحية المرنة والتنمية المستدامة.

وأكد المدير العام للمنظمة أن الطب التقليدي قادر على المساهمة في مواجهة عدد من التهديدات الصحية، من بينها الارتفاع المتزايد في الأمراض غير المعدية، وعدم المساواة في الحصول على الخدمات الصحية، إلى جانب تداعيات التغير المناخي، فضلًا عن دوره في دعم الرعاية الصحية المتمحورة حول الإنسان والمراعية للخصوصيات الثقافية.

منظمة الصحة العالمية

وأضاف أن «التزام دلهي» أسفر عن اتفاق الدول على خطوات عملية، تشمل تعزيز قاعدة الأدلة العلمية عبر بحوث صارمة وأخلاقية، وضمان السلامة والجودة وثقة الجمهور من خلال أطر تنظيمية متماسكة قائمة على تقييم المخاطر.

وشدد على أهمية حماية التنوع البيولوجي والمعارف التقليدية، مع احترام التراث الثقافي وحقوق الملكية الفكرية، وتقاسم المنافع بشكل عادل، إلى جانب تسخير التقنيات الرقمية والابتكار بشكل مسؤول لتحسين البحث والوصول إلى البيانات.

وأوضح جبريسيوس أن هذه الأولويات تمثل جوهر استراتيجية منظمة الصحة العالمية للطب التقليدي للفترة من 2025 إلى 2034، وهي استراتيجية تستند إلى العلم وتسترشد بالأخلاق وتقوم على مبادئ المساواة والتضامن العالمي.

ولفت إلى أن إطلاق مكتبة منظمة الصحة العالمية للطب التقليدي يُعد خطوة تاريخية، كونها منصة موثوقة لا تقتصر على حفظ المعرفة، بل تدعم السياسات والتعليم والابتكار القائم على الأدلة، وتحمي حقوق المجتمعات وتضمن الوصول العادل وتقاسم المنافع عبر الأجيال.

وختم بالتأكيد أن نجاح هذه الجهود سيُقاس بقدرة الدول على تحويل الالتزامات إلى سياسات وطنية واستثمارات فعلية في البحث والتعليم، مع دمج الطب التقليدي بشكل مسؤول وآمن داخل النظم الصحية، خاصة في الرعاية الصحية الأولية، بما يحقق فوائد ملموسة وعادلة للفئات الأكثر احتياجًا.