لغز فشل تحرير اليمن والوصول إلى صنعاء
صالح أبوعوذل
قال الدكتور خالد بحّاح، نائب الرئيس ورئيس الحكومة الأسبق، إن إدارة الرئيس عبدربه منصور هادي عملت في...
قال الدكتور خالد بحّاح، نائب الرئيس ورئيس الحكومة الأسبق، إن إدارة الرئيس عبدربه منصور هادي عملت في بدايات الحرب على استراتيجية واضحة للعودة إلى صنعاء، وكانت الروح العامة لدى الناس توحي بأنهم عائدون إلى بلدهم لا محالة.
وأوضح بحّاح، في مقابلة مع منصة بودكاست يمنية، أنهم تمكنوا خلال العام الأول للحرب، من مارس 2015 حتى مارس 2016م، من استعادة أجزاء واسعة من الشمال اليمني، شملت مأرب والجوف، وصولًا إلى فرضة نهم.
ما لم يقله بحّاح صراحة، هو أن قرار إزاحته من السلطة كان نقطة التحول التي عطّلت كل شيء. قد يرى البعض أن الرجل يدافع عن نفسه، لكن الحقيقة التي لا ينكرها أحد أن من عرقل جهود الحرب، وساهم في إعادة إنتاج قوة الحوثي بعد طرده من الجنوب ومناطق يمنية أخرى، كان قرارًا سياسيًا وعسكريًا داخليًا بامتياز.
وإذا كان لا بد من تحديد مسؤول مباشر عمّا جرى – بشهادة بحّاح نفسه – فإن علي محسن الأحمر، ومن اختاره ودفع به ليكون نائبًا للرئيس ونائبًا للقائد الأعلى للقوات المسلحة والمشرف على مسرح العمليات في شمال اليمن، يتحمل القسط الأكبر من المسؤولية.
وبالمناسبة، هناك قائد عسكري – وهو في الأساس مدني (رداد الهاشمي)، لكنه ينتمي إلى جماعة الإخوان – قاد الجيش إلى واحدة من أكبر الانتكاسات في تاريخه، حين سلّم وحدات عسكرية كاملة، بأسلحتها وأفرادها، للحوثيين دون أي مقاومة تُذكر. تم أسر المئات، وتشير بعض الأرقام والمصادر إلى أن الحوثيين أسروا أكثر من ألف جندي وضابط، واقتادوهم سيرًا على الأقدام إلى صنعاء.
هذه الانتكاسات تتجاهلها الصحافة السعودية إلى حدٍّ كبير، لأسباب قد تكون معلومة للكثيرين.
في المقابل، تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في منتصف العام 2017م، وفي منتصف العام 2018م كانت قواته على مشارف ميناء الحديدة. ولولا اتفاق ستوكهولم، لكانت مطالبكم اليوم أن يسلّم الميناء إلى ما كان يُسمّى حينها بـ«قوات اليمن السعيد». هل ما زال أحد يتذكر هذه التسمية؟
لقد ضاعت عليكم فرصة المطالبة بانسحاب المجلس الانتقالي من ميناء الحديدة. حظًا أوفر لكم في مأرب والبيضاء وإب.
انتظروا حتى يتم تحريرها، ثم طالبوه بالانسحاب.