منيف خالد الرُبيح

أين نحن

وكالة أنباء حضرموت

أين نحن؟ هل ما زلنا على قيد الحياة أم أن البؤس الذي طالنا قد غطّى أنفاسنا حتى صرنا نعيش بلا روح نصحو على همٍّ وننام على آخر، ونتقلّب بين وجع الأمس وخوف الغد، نبحث عن بصيص أملٍ في وطنٍ أثقلته الهموم مع كل صباحٍ جديد، نحمل أجسادنا المرهقة إلى أعمالٍ لا تجلب لنا سوى التعب، نكدّ ونسعى،لكنّ الجيوب فارغة والقلوب ممتلئة بالحسرة. نعمل لا لنبني المستقبل،بل لنؤجل السقوط يومًا آخر الأسعار ترتفع بلا حدود والرواتب تنقطع كأنها لم تكن حقًّا لنا، بينما المواطن البسيط يذوب بين حاجاته اليومية وكرامته التي يحاول أن يحافظ عليها رغم القهر
أيّ حياة هذه التي نحياها؟ نعيش في زمنٍ صار فيه الأمل ترفًا

والابتسامة إنجازًا، والطموح حلمًا بعيد المنال ماذا عن شبابنا؟عن أولئك الذين في مقتبل العمر الذين كان من المفترض أن يعيشوا أجمل أيامهم، فإذا بهم يصارعون الواقع المرّ كيف لهم أن يحلموا بمستقبلٍ جميل، والغد مجهول يترصّدهم بغلاءٍ لا يرحم، وبطالةٍ تخنق الطموح قبل أن يولد أما صغارنا، فما ذنبهم إن كبروا في عالمٍ لا يعرف الاستقرار؟ يحلمون بالألعاب، ونحلم لهم برغيف خبزٍ آمن إنها مأساة تتكرر كل يوم، وطنٌ يتألم بصمت، وشعبٌ ينهكه الصبر لكنه لا يفقد الأمل نحن ما زلنا هنا، بين الحياة والبقاء، نحاول أن نعيش رغم كل شيء نتمسك بخيطٍ من الرجاء، لعلّ الغد يحمل لنا ما لم يحمله الأمس.