الدوريات الكروية والروح الرياضية الغائبة
فهد حنش
الكل يعلم أن الرياضة تحمل معاني سامية وغايات عظيمة، فهي وسيلة لبناء الإنسان جسدياً وذهنياً، وتقوي ال...
الفصل الأول: رفوف الموت:
في العاصمة عدن، لا تحتاج إلى كثير من البحث لتجد نفسك أمام رفوف مكدسة بالأدوية.. لكنها ليست أدوية، بل عبوات مزينة تحمل تواريخ انتهاء مضحكة أكثر من نكات المقاهي.. بعض الأدوية منتهية منذ سنوات، لكنها ما زالت تباع وكأنها نبيذ معتق يزداد قيمة كلما طال عليه الزمن!
الفصل الثاني: الصيدلي.. أو البقال المتنكر:
في العاصمة عدن، لا تندهش إن دخلت صيدلية لتكتشف أن من يصرف لك الدواء شاب مدني كان بالأمس يبيع الشيبس والبيبسي.. الشهادة الطبية الوحيدة التي يملكها هي "شهادة خبرة في الغش التجاري".. هذا العامل يعرف كل شيء إلا الفرق بين مضاد حيوي ومسكن، ومع ذلك يصرف لك الدواء بثقة كاملة وكأنه جرّاح دماغ متخرج من هارفارد!
الفصل الثالث: شركات الدواء.. مصانع الأمل المزيف:
شركات الأدوية هنا أشبه بمصانع "حلوى مغشوشة"، تنتج أصنافًا من الأدوية المزورة والمقلدة، بعضها لا يحتوي على أي مادة فعالة، وبعضها الآخر يحتوي على مواد فعّالة جدًا… لدرجة أنها تفعّل رحلتك إلى القبر بلا تأخير!
الفصل الرابع: الجهات الرقابية.. أشباح بلا ظل:
الرقابة في العاصمة عدن مثل الأدوية الأصلية: نادرة ومفقودة.. الجهات المختصة مشغولة إما بالتصوير في المناسبات، أو بالنوم العميق على مكاتبها.. لا ترخيص يفحص، لا شهادات تُراجع، ولا حتى سؤال بسيط: هل هذا الصيدلي يعرف الفرق بين فيتامين C والسمّ القاتل؟
الفصل الخامس: المواطن بين المطرقة والسندان
المواطن بالعاصمة عدن المسكين أصبح فأر تجارب بلا عقد عمل.. يشتري الدواء وهو يعلم أنه قد يكون بداية النهاية. أمامه خياران:
المرض بلا علاج.
العلاج الذي ينهي المرض… ومعه المريض!
الفصل السادس: خاتمة سوداء:
في النهاية، العاصمة عدن اليوم ليست مدينة تبحث عن علاج، بل مختبر كبير للموت البطيء.. الأدوية منتهية الصلاحية والمزورة تحولت إلى تجارة رائجة، الصيادلة الوهميون يمارسون مهنة الطب بجرأة، والرقابة غائبة كليًا. وهكذا، يبقى السؤال معلقًا:
هل نذهب إلى الصيدلية لنشفى.. أم لنحجز مكانًا في المقبرة؟
- نائب رئيس تحرير صحيفة "عدن الأمل" الإخبارية، ومحرر في عدد من المواقع الإخبارية.