د. فائز سعيد المنصوري

الإسلام السياسي في اختبار الحقيقة؛ حزب الإصلاح نموذجًا للانتهازية وسوء التقدير

وكالة أنباء حضرموت

رغم أن حزب الإصلاح يقدم نفسه كمدافع عن الوحدة وممثل للتيار الإسلامي، إلا أن ممارساته منذ قيام الوحدة اليمنية حتى اليوم تكشف تناقضات جوهرية في خطابه وسلوكه السياسي؛ لقد أضاع حزب التجمع اليمني للإصلاح مشروع الوحدة، ثم يُخرِجُ أبواق خطباء ثورة التغيير عبر "بودكاست" ليثبتوا أن الإصلاح رمز الوحدة اليمنية، وهو أول من تمرد عليها، بشهادة رئيس الحزب نفسه، الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، حين كتب في مذكراته قوله: "كلفنا صالح بتشكيل حزب للتنصل من الاتفاقات التي كانت بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني". إذ عمل الإصلاح على تعبئة الشارع اليمني ضد الحزب الاشتراكي حتى حكم عليه بالكفر، وعندما اختلف الإصلاح مع الرئيس صالح أنشأ معه تحالف "اللقاء المشترك". فهل أسلم الاشتراكي أم كفر الإصلاح؟ لكن في عالم السياسة، كل الأساليب مباحة لدى الإصلاح، الذي سوّق نفسه في الشارع اليمني على أنه حزب إسلامي، حتى أدرك أبناء اليمن أن شعار الإسلام كان مطيّة استخدمها الحزب للوصول إلى قلوب عامة الناس وزيادة أنصاره.

وعندما جاء "الربيع العربي"، كشف الله حقيقة الأحزاب السياسية، وعلى رأسها حزب الإصلاح، الذي دفع بشبابه إلى ميدان التغيير، كما يزعم، فكان "ميدان الخراب". حينها أدرك كل يمني أن الأحزاب السياسية هي أحزاب خراب لا بناء، وشعارها "إسقاط الدولة والنظام"، حتى الحزب الذي رفع شعار الإسلام، تبيّن أنه شعار لغرض سياسي، لا لبناء دولة. وكان تقرير هلال وباصرة هو الختم الذي أكد، بما لا يدع مجالًا للشك، حقيقة من نهبوا ثروات الجنوب، وكان نصيب قادة الثورة وحزب الإصلاح هو النصيب الأوفر. ضاع اليمن الواحد بسبب سياساتهم الكاذبة، وعندما أسقط الحوثي صنعاء وتمرد على الدولة، ظن كثير من أبناء اليمن أن حزب الإصلاح سيقوم بنفس الدور الذي لعبه في حرب صيف 1994م لإسقاط مشروع الحوثي، فإذا به يوقع اتفاقًا معه بحجة تجنيب البلاد ويلات الحرب.

وعندما كسر أبناء عدن والجنوب غرور الحوثي، حتى وصلت الحال إلى أن الكلاب تنهش من أجسادهم، برز الإصلاح فجأة كحزب مقاوم للمشروع الحوثي، عبر وجوه إعلامية كـ محمد الحاوري، ومحمد الأضرعي، ومحمد الربع! هكذا يريدون أن يتسلقوا على انتصار الجنوب على الحوثي، بل يعمل إعلامهم ومحبوهم على تسويق مأرب وكأنها دولة، وهي في الحقيقة لا تتجاوز مديريتين مع سلطان العرادة، بينما بقية المديريات وعددها اثنتا عشرة تحت سيطرة الحوثي.

ثم يطلقون هاشتاج "قادمون يا صنعاء"!
على قادة حزب الإصلاح ومحبيه أن يكفوا عن تلك السذاجة السياسية والاعتقاد بأن الحقائق ستظل مخفية إلى الأبد. لقد دمرتم الدولة ثم تلطمون الخدود! كفكفوا دموعكم، وحرروا بيوتكم، ولا تعقلون فشلكم وخذلانكم بالتحالف. فمن أراد تحرير بيته، فليعتمد على بندقيته لا على بندقية جاره.

لم يعد الشعب اليمني بحاجة إلى شعارات جوفاء، بل إلى مراجعات سياسية صادقة، تبني ولا تهدم، توحد ولا تفرق، وتنتصر للوطن لا للحزب. اليمن لن يتحرر إلا بأبنائه المخلصين، لا بصفقات المتخاذلين.

تحياتي للشريف من أنصار حزب الإصلاح، ولا عزاء للمتخاذلين.

حفظ الله اليمن، جنوبه وشماله، وحضرموت من عبث المراهقات السياسية.

مقالات الكاتب