"الانتقالي" في الواجهة والشرعية فارة (1 - 2 )
خالد الكثيري
في مقابل فرار "شركاء الشرعية" وتنصلها عن واجباتها، فإن المسؤولية كل المسؤولية تلزم "المجلس الانتقالي...
مجانية الصحه والتعليم والإنجاز الذي احتفى به الوطن ،أصبح في مهب الريح وذكرى قديمه يتغنى بها الاجيال .
كم كنت أتمنى ألا نصل الى ماوصلنا اليه اليوم ، الشاهد اننا كل سنه ومنذوا غداة الثورة أصبحنا نتخلف عن كل منجز ومكسب حققته الثورة والوطن واهمها مجانية الصحة والتعليم لكل مواطن ، ولكن لا يبقئ الحال من المحال ، تغير الحال ودخلت الدولة في حروب متتاليه حتى وصلنا الى وضع اسوء مما كنا فيه .
أن تتاخر رواتب الموظفين في كل شهر بل هناك ممن لم يستلموا رواتبهم منذوا أشهر في الجهاز الحكومي ، وهذا قد القى بظلاله على الكثير من المرافق الخدميه ، وخاصة مجال الصحة و التعليم الحكومي والتى تفتقر الى اي موارد ماليه ذاتيه ، تساعد المعلمين في أحتياجاتهم المعيشيه والظروف الصعبه التى يعانيها المعلم أو المواطن من غلاء الاسعار وارتفاع سعر الدولار، وهي أشكالية يعاني منها موظفي الدوله جميعا ، بسبب تأخر الرواتب وهم لايملكون دخل أخر يساعدهم في أجتياز هذه المحنه التى اوجدتها الحكومه بسبب أجرأءت روتينيه أتخذتها البنوك أمام هولاء الموظفين ، وأيضا عجز الحكومه عن توفير السيوله الماليه للبنوك التجاريه المنوطة بصرف الرواتب .
ولعل أسوء مايمكن أن نراه اليوم ، هو أن ادارة التربية والتعليم في عدن ، قد سمحت للمدارس بأن تفرض رسوم أو جبايه غير شرعيه تحت مسمى المساهمة المجتمعيه ، على الطلبه والطالبات في المدارس الحكوميه ، وذلك لسد أحتياجات المدارس الماليه ، من دفع رواتب المعلمين المتعاقدين الذين توفقت رواتبهم المدعومه من المنظمات ، وأيضا تأخر رواتب المعلمين المنتظمين بسبب تأخر رواتبهم الشهريه ، حيث فاجأتنا بعض المدارس الحكوميه في الشيخ عثمان ، بطلب من واولياء الأمور المساهمه بدفع رسوم مبلغ ألف ريال شهريا وبعض المدارس الفين شهريا والبعض أكثر من ذلك ، على كل طالب يدفعها ولي الامر الطالب او الطالبه الى المدرسه ، تحت مبرر أن المعلمين المتعاقدين لم يستلموا رواتب منذوا أشهر ، والمعلمين المنتظمين تأخرت رواتبهم في البنوك وانهم عاجزين عن مواصلة التعليم للطلبة، وهي سابقة خطيرة وأنذار مبكر يكشف عن سوء مستوى الحال الذي وصلت اليه مهنة التعليم الحكومي في عدن . وهي ظاهرة قد سبقت اليها وزارة الصحه وهي رسوم المساهمه المجتمعيه على المواطن ، والتى بدأت بخمسين ريال يمني فقط ، وعندها كانت الرواتب تكفي المواطن وسعر الدولار منخفض جدا ، بينما اليوم أصبحت مستشفيات الحكومه تنافس مستشفيات القطاع الخاص ، الكشف بألف ريال يمني وكل فحص تدفع فيه ثمن الفحص الذي لا يقل عن الف ريال يمني ، واذ كان هناك عمليه جراحيه عليك أحضار مستلزمات العمليه على حسابك .
مجانية الصحه والتعليم والإنجاز الذي احتفى به الوطن ، أصبح في مهب الريح وذكرى قديمه يتغنى بها الاجيال .
قد لا الوم المعلمين عن طلبهم هذا من أولياء أمور الطالبات ، لانهم يعانون ولا يستطيعون مجابهة ظروفهم المعيشيه الصعبه ، ولكني أحمل الدولة سوء أدارتها ، أمام تأخر الراتب أكثر من نص شهر وأحيانا ربما أكثر من ذلك ، وراتب المعلم المحدود الذي لايكاد يكفي متطلبات معيشته ، أمام الغلاء الواقع في بلدنا وما تشهده من أنفلات كبير في الاسعار بسبب أرتفاع الدولار الذي يضعف من قيمة الريال اليمني ، ألا أن ذلك أيضا هو حال جميع موظفي الدوله في المرافق الخدميه .
هم وحدهم الفقراء المدقعون من يرسلون أبنائهم الى المدارس الحكوميه ، هم الموظفين في المرافق الخدميه والمتقاعدين عن الخدمه الذي لا يستطيعون دفع رسوم المدارس الخاصة ، ولا يستطعيون حتى توفير لقمة العيش بسلام ، والذين يعانون في كل لحظة الافراج عن رواتبهم الزهيدة من البنوك ، مثلهم مثل المعلمين الذي يعانون ، هولاء سوف يحجمون غدا عن أرسال أبنائهم الى مدارس الحكومه ، لانهم لايستطيعون توفير لقمة العيش بسلام أمنين ، فكيف سيدفعون ثمن تعليم أبنائهم في مدارس الحكومه ، لا يمكن أن أطلب الرجاء من خايب الرجاء .
أحمد الجعشاني