صالح أبوعوذل

من يعرقل معركة تحرير صنعاء؟

وكالة أنباء حضرموت

زعم أحد الإخوة اليمنيين، وعلى شاشة قناة الحدث السعودية، أن «الجنوب» يعرقل معركة تحرير صنعاء.
وأثناء استرسال المتحدث في مزاعمه، كانت القناة تعرض مشاهد لجيش الإخوان في مأرب، قبل أن يظهر فجأة اللواء صغير بن عزيز، الذي تقدّمه بعض التيارات الإقليمية بوصفه بطلًا مفترضًا لحرب قادمة، لكنها—للمفارقة—ليست باتجاه صنعاء، بل باتجاه عدن.
صغير حمود بن عزيز 
@AzizSagheir
، وهو من أبناء حرف سفيان بمحافظة صعدة، يُقدَّم—وفق تصنيفات بعض اليمنيين—بوصفه «سلاليًا ينتمي إلى الهضبة الحوثية ذات الامتداد الإيراني».
أما شقيقه قيدعي حمود بن عزيز، فهو قيادي في جماعة الحوثيين، وربما يشغل منصبًا متقدمًا، يُشار إليه أحيانًا بوصفه رئيس هيئة أركان قوات الحوثيين.

هذه ليست كوميديا سوداء، بل مجرد نقطة في بحر من المبررات التي تجعل الجنوب يفرض خياراته السياسية والعسكرية، دون أن ينتظر من أحد أن يملي عليه مساراته أو قراراته.
وبالمناسبة، وخلال مؤتمر الحوار الوطني، كان اللواء صغير بن عزيز عضوًا في فريق عمل الجيش والأمن.
ويخبرني أحد المشاركين آنذاك أن صغير بن عزيز شعر بالاستياء، وتوجّه إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، طالبًا ضمّه إلى فريق عمل قضية صعدة، الذي كان يُشرف عليه في ذلك الوقت علي البخيتي.

سأله الرئيس: ما علاقتك بالحوثيين يا صغير؟
فكان رده:

«أريد أن أعقد معهم مصالحة كي أعود إلى منزلي».
أنا لا ألوم هذا التصرف. أي إنسان يرغب في العودة إلى بيته سيسعى إلى ذلك، والمصالحة—بهذا المعنى—تصرف إنساني ونبيل.

لكن ما هو غير النبيل اليوم، هو توزيع صكوك العمالة للحوثيين من خارج حدود اليمن، خدمةً لجماعة دينية متطرفة، في وقت ينقسم فيه العسكر بين الولاء لها والولاء للحوثيين، وفق النمط ذاته.
ولك في صغير بن عزيز مثالًا:
مؤتمري يقف في صف الإخوان ضد العميد طارق صالح، ويرى أن وجهة الحرب يجب أن تكون صوب عدن، بينما يقف شقيقه القيادي الحوثي قيدعي بن عزيز في صف الحوثيين، رافعًا شعار محاربة إسرائيل، لكنه يحشد قواته باتجاه مكيراس والحد وسناح والشريجة.

مقالات الكاتب