د. وليد ناصر الماس

ما بين التخلف والتقدم

وكالة أنباء حضرموت

عندما تذهب لطلب العمل في بلد متقدم، لا تُسأل عن دينك أو مذهبك أو عرقك أو قبيلتك، ولا يُنظر للون بشرتك، بل يُطلب منك مؤهلاتك وخبراتك، ويُنظر إلى ما يمكن أن تقدمه للبلد الوافد إليه، هذه هي المعايير الحديثة للعيش والحصول على فرصة عمل في المجتمعات الراقية، على عكس ذلك تماما تأتي معايير العمل والعيش في المجتمع المتخلف؛ إذ يجب أن تكون لديك قبيلة قوية، وان تنتمي إلى عرق يشارك في حكم البلد، وأن تكون من أتباع مذهب له أتباع كُثر، وان يكون لون بشرتك مقبول.


في الحالة الأولى أمكن بناء دولة، لأن أهم أسس ومبادئ الدولة الحديثة المساواة بين أبناء الجنس البشري، في ظل قانون عادل لا يمكن لأي كان تجاوزه، في مجتمع يشهد تنوعا ثقافياةواضحا، ويؤمن بمبدأ التغيير، ويتيح لأفراده متسعا للتأمل والإبداع والابتكار.


أما في الحالة الأخرى فنحن بصدد مجتمع متخلف تغيب عنه الدولة، وتضيع فيه الكرامة، وتبرز في ظله التباينات الثقافية والاجتماعية، ويُدار من قبل جماعات وشلل، لا تؤمن أصلا بالمساواة في الحقوق، ولا تعير أدنى اهتمام لمبدأ المشاركة بالحكم، يُغيب في ظله العقل، ويُحارب لديه التغيير، وتُقمع فيه جهود التفكير والإبداع، فتعم مظاهر الفوضى والجهل.


ترفض النظم الحاكمة في البلدان المتخلفة التغيير بمختلف أشكاله، كونه يمس مصالحها غير المشروعة، المبنية على تكريس الجهل والخرافة في أوساط المجتمع وتغييب الوعي وتقديس رجل السلطة

مقالات الكاتب