حضرموت أرض الطوابير!

طابور على خبز الروتي المعدل وزناً وسعراً، طابور على التموين بالديزل والبترول بالكيلومترات فيما لا تبعد آبار النفط الحضرمية سوى كليو مترات، طابور الغاز المنزلي في كل مكان، طابور غير مرئي للمرضى بانتظار المخيمات الطبية المجانية لأنهم لا يقوون على إجراء عملية بسيطة، طابور بانتظار الرواتب من حضارم عسكريين ومدنيين وطوابير.. طابور هنا وطابور هناك حتى أصبحت حضرموت تتميز بهذه السمة، طوابير الفقراء تصعد وتطول وتسجل حضرموت2020م – 2021م من أشد المناطق فقراً.. طوابير تتوافد إلى حضرموت، نازحون من محافظات أخرى هرباً من العنف والحرب, تلتفت يميناً ويساراً تشاهد طابوراً وطابوراً مع ارتفاع في الأسعار التي هي الأخرى ترتفع يومياً كطابور أسعار باهظة وطوابير من بيانات المطالبة والاستنكار صادرة عن طوابير من أحزاب ومكونات حضرمية!!
لم تشهد حضرموت مثيلاً لهذه الطوابير إلا في سبعينيات القرن الماضي وهي حالة في كل مناطق الجنوب.. وما بين طوابير السبعينيات واليوم فرق كبير في النظام السياسي الاجتماعي وفي السعر فطوابير السبعينيات على المواد التموينية وتصرف بالبطاقة التموينية إلا أن مخصصك الذي تشتريه تحصل عليه سيما المواد الغذائية، وكان الوضع حينذاك فقر مدقع ولكن هناك تساوياً في الفقر وتنتهي الطوابير سريعاً, اليوم حضرموت غنية بمواردها الطبيعية المنتجة والتي ترفد الدولة اليمنية المغتربة بالمال وعلى أرضها الطوابير وبعضهم في الطابور لأيام في الانتظار وأمامه من أسرته طابور من المتطلبات اليومية كالقوت والعلاج…الخ
الطابور أصبح ظاهره تحتاج تشخيصاً حقيقياً بعيداً عن التنظيرات والمغالاة في البيانات أما طابور الاحتجاج السلمي أو الوقفات والقعدات والتظاهر فإن الاتهامات تطال المواطن البائس الجائع, فإذا كان في السبعينيات يطلق عليك إن تحدثت من سوء الأوضاع فأنت ثورة مضادة!
وإن تحدثت اليوم عن الأوضاع التي هي سيئة وتزداد باتجاه الأسوأ فإنك مواطن ممول من جهات خارجية ومرتزق ومدفوع الأجر أو حوثي أو طابور خامس، حتى التهم الجاهزة هي طابور لا ينتهي.. إذن هل تريدون لحضرموت أرضاً وإنساناً أن تموت؟!

مقالات الكاتب