في الذكرى الخامسة لتحرير أرخبيل سقطرى: أصبحت نموذج في الأمن والأمان بعد تحريرها من الإخوان
محمد ناصر الشعيبي
الذكرى الخامسة لتحرير أرخبيل سقطرى من ميليشيا الإخوان الإرهابية تؤكد سقطرى أنها جنوبية الهوى والهوية...
منذالزمن القديم الذي لم يعرفه الريف اليمني ظاهرة الفصل بين الرجال والنساء ولم يعرف ظاهرة بمايسمى الحجاب قبل أن تأتي ظاهرة التحضر والمد الجديد قبل تسعة وعشرون عاماً وأما الآن يأتي علينا عادات وتقاليد دخيله على المجتمع اليمني.
ويتذكر جيلنا الذي ولد معنا والأجيال السابقة كيف كانت العيش في الأرياف كيف كان الرجال والنساء حتى من ضمن الأسر والعائلات المختلفة كيف كانوا يختلطون سويا ويتحدثون سوية بل كان يجمعهم الحقول والمناسبات الاجتماعيه والأعراس دون أي حساسيات أو أوهام حول صوابية العلاقة بين الجنسين.
بل كان الجنسين في بعض الأرياف يجتمعون في جلسات تناول القات ويتبادلون الأحاديث والنكات وبعض الأحيان يرقصون سويا بعض الرقصات الشعبيه المختلطة ولم نسمع أبدآ في ذلك الزمن البسط أن المصافحة بين الجنسين حرام أو تثير الشهوات كماهو الحاصل في زمانا الحاضر.
فكان الجميع يتصافحون بغض النظر عن أعمارهم وكانت المصافحة في الأرياف تتضمن تقبيل اليدين فتقبل المرأة يد الرجل الذي يصافحها ويقبل الرجل يد المرأة التي تصافحه.
لم تكن المرأة الريفية اليمنية حبيسة البيت كما نتوهم اليوم بل كانت منغمسة في المجتمع ورفيقة الرجل أينما ذهب وصديقة الطبيعه شجرا وحجرا ووديانا وحقولآ.
رغم أن في الأرياف كان يتم تفضيل الرجال على النساء بل وإعطاء الرجل سلطة قوية على المرأة إلا وأن المرأة الريفية لم تكن سجينة البيت كما هو الوضع في المدن والأرياف اليوم.
فهناك أرياف لم تكن تغطي المرأة شعرها كاملاً إذ كانت تكشف النصف الأعلى منه وفي أرياف أخرى كانت تغطي شعرها دون أن تهتم كثيراً بإحكام غطاء الشعر فكان طبيعياً أن ينزاح قليلاً ليكشف مايكشف وكان لبس المرأة اليمنية هو ذلك الفستان الأبيض والملون المنقوش الذي يكشف عنقها أو أعلى صدرها وكانت فساتينها ضيقة عند الخصر والصدر للاحتفاء بخصوبة المرأة ومعالم أنوثتها ،أما الشعر فكان إظهاره أو إخفاؤه يختلف من ريف إلى آخر.
أما إذا أردنا الحديث عن العادات والتقاليد فإن المجتمع اليمني كان مجتمعا مختلطا لايفصل بين الرجال والنساء ويجمع بينهما في مختلف مناشط الحياة.
لكننا لا نطالب فقط أن تكون العودة إلى الأصل ،فالماضي العظة والعبرة وكذلك نقول لا لإعادة النسج على منواله في هذا الزمن الذي نعيشه الذي أصبح المجتمع فيه متخلفا على ماكان عليه سابقاً