عمليات سرية ومكافأة للقبض عليه.. 5 أدوات أمريكية للإطاحة برئيس فنزويلا
في مسعى منها لتصعيد الضغوط على الرئيس الفنزويلي، بهدف الإطاحة به؛ تتخذ أمريكا عدة خطوات، ضد نيكولاس مادورو والذي لا تعترف بفوزه في انتخابات 2024.
آخر تلك الخطوات، تصنيف وزارة الخارجية الأمريكية، رسميًا جماعة «كارتيل دي لوس سوليس» المتمركزة في فنزويلا كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO).
وكانت الولايات المتحدة قد حذّرت في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، بأنها ستمنح الجماعة هذا التصنيف بعد أن فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليها.
وادّعت واشنطن أنّ الكارتيل «مسؤول عن عنف إرهابي في أنحاء نصف الكرة الغربي، إضافة إلى تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا».
وفي يوليو/تموز الماضي، قالت وزارة الخزانة الأمريكية، إنها تعامل الكارتيل كـ«إرهابي عالمي مُدرج على لائحة خاصة»، وذكرت آنذاك أنه قدّم «دعمًا ماديًا» لمنظمات مصنّفة كإرهابية، بينها ترين دي أراغوا—وهي جماعة فنزويلية بدأت كعصابة داخل السجون—وكارتيل سينالوا المكسيكي.
وتنفي كاراكاس أن مادورو وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية أخرى يديرون كارتيل دي لوس سوليس.
وخلال فعالية «يوم الطالب» في قصر ميرافلوريس الرئاسي في كاراكاس، يوم الجمعة 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، ألقى الرئيس نيكولاس مادورو خطابًا.
وتقترب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إتمام ثلاثة أشهر من حملة ضربات تستهدف سفنًا يُشتبه بأنها ضالعة في تهريب المخدرات في جنوب البحر الكاريبي وشرق الهادئ. وبحسب أرقام الإدارة نفسها، قُتل ما لا يقل عن 83 شخصًا منذ أوائل سبتمبر/أيلول الماضي.
ضربات جاءت بالتزامن مع تعزيز أمريكا وجودها العسكري هذا الشهر بوصول أكبر حاملة طائرات أمريكية إلى المنطقة، بما تحمله من آلاف الجنود وطائرات شبح وسفن حربية إضافية.
ويرى مراقبون أن الضربات والوجود العسكري إلى جانب الضغوط الاقتصادية على كاراكاس تشكّل محاولة أمريكية لزيادة الضغط بهدف إطاحة مادورو، إذ لا تعترف واشنطن، بفوزه في انتخابات 2024.
تصنيفات إرهابية
قالت وزارة الخارجية إن هذا التصنيف يأتي وفق قانون الهجرة والجنسية الأمريكي، وإن الولايات المتحدة ستستخدم «جميع الأدوات المتاحة لحماية مصالحها الأمنية وحرمان الإرهابيين وتجار المخدرات من التمويل والموارد».
ويقول خبراء قانونيون إن تصنيف الكارتيلات كمنظمات إرهابية يفتح الباب أمام ملاحقات جنائية أوسع.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفنزويلي إيفان بينتو خيل يوم الإثنين إن كاراكاس «ترفض بشكل قاطع وحازم ومطلق» هذا التصنيف، واصفًا إياه بأنه «اختلاق سخيف».
وأضاف في بيان على «تليغرام»، أن الولايات المتحدة تستخدم هذا التصنيف لـ«تبرير تدخل غير شرعي وغير قانوني ضد فنزويلا»، بهدف الإطاحة بمادورو.
عقوبات |مريكية
وفي يوليو/تموز الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات على كارتيل دي لوس سوليس باعتباره «إرهابيًا عالميًا مُدرجًا على لائحة خاصة»، مدعية أنه قدّم دعمًا ماديًا لمنظمات مثل ترين دي أراغوا وسينالوا.
وقالت وزارة الخزانة، إنها جمّدت جميع الأصول والممتلكات المتعلقة بالكارتيل داخل الولايات المتحدة أو لدى أي جهة أمريكية. كما قطعت العلاقات مع أي كيان يملك الكارتيل أو مرتبطوه 50% أو أكثر من حصصه.
وأكد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) أن انتهاك العقوبات قد يعرّض الأفراد -أمريكيين أو أجانب- لعقوبات مدنية أو جنائية.
وفي يناير/كانون الثاني، فرضت إدارة الرئيس جو بايدن المنتهية ولايته عقوبات على ثمانية فنزويليين مرتبطين بمادورو.
ولسنوات، فرضت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى عقوبات على شخصيات وكيانات فنزويلية، كما فرضت واشنطن قيودًا على تصدير التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج إلى فنزويلا.
مكافآت سخية
من بين الخطوات الأخرى التي تتخذها أمريكا ضد كاراكاس، رفعت إدارة دونالد ترامب في أغسطس/آب الماضي، قيمة المكافأة مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو إلى 50 مليون دولار. وكانت إدارة بايدن قد رفعت المكافأة من 15 إلى 25 مليون دولار عند تنصيب مادورو لولايته الثالثة.
ويواجه مادورو تهمًا أمريكية تتعلق بـ«الإرهاب المرتبط بالمخدرات وجرائم تهريب أخرى تعود إلى عام 2020».
كما قدمت إدارة بايدن السابقة، مكافأة قدرها 15 مليون دولار لمعلومات عن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز، و25 مليون دولار لمعلومات تؤدي إلى اعتقال وزير العدل ديوسدادو كابيجو روندون. ولم تُعدَّل هذه المكافآت خلال الولاية الثانية لترامب.
عمليات عسكرية وسرية
نفذت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 21 ضربة ضد سفن يُشتبه بضلوعها في تهريب المخدرات منذ أوائل سبتمبر/أيلول الماضي. وفشل مجلس الشيوخ هذا الشهر في فرض رقابة على الإدارة بعد أن طالب مشرعون من الحزبين بمزيد من المعلومات حول مبررات هذه الضربات.
وترك الرئيس ترامب الباب مفتوحًا أمام عمليات برية محتملة في فنزويلا، كما منح الشهر الماضي وكالة الاستخبارات المركزية تفويضًا بتنفيذ عمليات سرية داخل البلاد.
ولا يزال مدى استعداد الإدارة للتصعيد غير واضح، لكن يُعتقد عمومًا أن «غزوًا بريًا» لفنزويلا مستبعد، لأنه يتعارض مع شعار «أمريكا أولًا»، وقد يعيد إلى الأذهان تدخّلات عسكرية أمريكية سابقة في بنما وأفغانستان وفيتنام.
ضغوط دبلوماسية
مسؤول رفيع في إدارة بايدن السابقة، قال إن وزارة الخارجية ألغت بحلول سبتمبر/أيلول 2024، قرابة 2000 تأشيرة لمسؤولين فنزويليين بسبب تورطهم المفترض في الفساد وتقويض الديمقراطية وانتهاكات حقوق الإنسان.
أما إدارة ترامب، فقد قيّدَت بعض أنواع التأشيرات الممنوحة للفنزويليين.