الإمارات وإنهاء حرب السودان.. دعم أمريكي لصوت السلام
في خضم أهوال الحرب السودانية المستمرة منذ أبريل/نيسان 2023، برزت دولة الإمارات كركيزة أساسية في الجهود الدولية والإقليمية الرامية لوقف النزيف الدموي وإعادة البلد الأفريقي إلى مسار السلام والاستقرار.
توجه إماراتي توافق بشكل كامل مع خارطة طريق الرباعية والتي تعد دولة الإمارات عضوا بارزا فيها، والتي تضع السودان وكرامة شعبه في صدارة أولوياتها، وتؤكد أن الحل السياسي المدني الشامل، هو الطريق الوحيد لإنهاء الصراع المستمر.
تلك التوجهات والتي تناغمت مع تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، عكست التوافق الدولي والإقليمي بشأن آلية حل أزمة السودان، عبر إنهاء الاقتتال ووقف الدعم العسكري الخارجي الذي يطيل أمد الحرب ويزيد معاناة المدنيين.
وقال روبيو لصحفيين أثناء مغادرته اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا: «ما يحدث هناك أمر مرعب»، مؤكدًا ضرورة قطع إمدادات الأسلحة والدعم، في تصريحات تنسجم مع الدعوات الإماراتية والرباعية لفرض هدنة إنسانية سريعة، تمهد لحوار سياسي مدني شامل.
صوت السلام
هذه التوافقات تؤكد أن صوت السلام الذي رفعته دولة الإمارات عاليا، أصبح مدعومًا بإرادة دولية وإقليمية قوية، ويضع الأسس لعملية انتقالية شفافة وقيادة مدنية قادرة على إعادة السودان إلى طريق الوحدة والاستقرار والكرامة لشعبه.
رؤى دولية وإقليمية ألقت بثقلها خلف مساعي وقف حرب السودان، رحبت بها القوى المدنية الداعية للسلام في البلد الأفريقي.
فالقيادي في «صمود»، وزير شؤون الرئاسة في الحكومة السودانية السابقة، خالد عمر يوسف، قال في تغريدة عبر حسابه الرسمي بمنصة «إكس»، الخميس، إن القوى المدنية ترحب بكل الجهود الدولية التي ترمي لوقف الاقتتال، ومنع تسييس المساعدات الإنسانية، والبدء الفوري في هدنة إنسانية تمهّد لحل سياسي سلمي مدني ديمقراطي.
ووصف يوسف، تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأخيرة بـ«المهمّة»، وهي -على عكس ما يروج لذلك دعاة الحرب-، مشيرًا إلى أنها أكدت على مبادئ أساسية وردت في خارطة طريق الرباعية التي تضطلع فيها الولايات المتحدة الأمريكية بدور محوري، وهي ضرورة الوقف الفوري للحرب في السودان، وقطع توريد الأسلحة إلى جميع الأطراف المتحاربة.
وبحسب القيادي في «صمود»، فإن صوت السلام سيعلو على أصوات المدافع، مؤكدًا أن السودانيين يستحقون «حياةً كريمة بعيداً عن جحيم الحرب».
وشدد على «ضرورة العمل معاً لإنهاء هذا النزيف، وبناء وطن الحرية والسلام والعدالة الذي يستحقه شعب السودان».
مطالب مدعومة إماراتيا
تلك المطالب المدنية تدعمها دولة الإمارات، وتسعى لتحقيقها في البلد الأفريقي؛ عبر شحذ همم المجتمع الدولي لفرض هدنة إنسانية فورية ووقف شامل لإطلاق النار في السودان، بما يتيح وصول المساعدات المتضررين ويضع حدا لمعاناة المدنيين المستمرة.
ففي بيان صادر عنها في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعربت دولة الإمارات عن إدانتها الشديدة واستنكارها العميق للانتهاكات الإنسانية والجرائم المروّعة التي ارتكبت بحق المدنيين في مختلف أنحاء السودان المتضررة من الحرب الأهلية، بما فيها مدينة الفاشر، مؤكدةً أن استهداف المدنيين والأحياء السكنية والمرافق الحيوية في كافة المناطق التي تشهد مواجهات عسكرية مسلحة يشكل تصعيداً خطيراً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ولجميع القيم والمبادئ الإنسانية، وأن ما تشهده البلاد من اعتداءات مروّعة يمثل جريمة بحق الإنسانية تتطلب موقفاً دولياً موحداً وحازماً.
وشددت وزارة الخارجية الإماراتية على ضرورة اضطلاع الأطراف المتحاربة بمسؤولياتها الكاملة في حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وأمن ودون عوائق، مؤكدةً أن استغلال المعاناة الإنسانية أو المساعدات لأغراض سياسية أو عسكرية أمر مرفوض ومدان.
عناصر تابعة للجيش السوداني - أرشيفية
وجددت دولة الإمارات التأكيد على أن لا حل عسكرياً للأزمة السودانية، وأن التوافق الإقليمي والدولي يمثل دعماً مهماً لمسار السلام ووحدة السودان، مشددة على ضرورة اعتماد الحل السياسي والحوار الوطني الشامل طريقاً وحيداً لإنهاء الحرب الأهلية، وصون وحدة السودان واستقراره، ودعم الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب السوداني الشقيق."
بيان إماراتي، جاء متوافقًا مع الجهود الدولية والإقليمية، والتي عبر عنها بيان مشترك صادر عن المجموعة الرباعية في سبتمبر/أيلول 2025، أكدت فيه البلدان الأربعة (الإمارات، السعودية، مصر، أمريكا)، أن الصراع في السودان، تسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأنه يشكل مخاطر جسيمة على السلم والأمن الإقليميين.
وحددت الرباعية مجموعة من المبادئ المشتركة لإنهاء الصراع في السودان، ترتكز على:
سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه ضرورية للسلام والاستقرار.
لا حل عسكري مجدٍ للصراع، واستمرار الوضع الراهن يُسبب معاناةً غير مقبولة ومخاطر على السلم والأمن.
على أطراف النزاع تسهيل الوصول السريع والآمن للمساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع أنحاء السودان
مستقبل حكم السودان يقرره الشعب السوداني من خلال عملية انتقالية شاملة تتسم بالشفافية، ولا يخضع لسيطرة أي طرف متحارب
الدعم العسكري الخارجي لأطراف النزاع في السودان يؤدي إلى زيادة حدة النزاع وإطالة أمده والإسهام في عدم الاستقرار الإقليمي، وبناءً على ذلك، فإن إنهاء الدعم العسكري الخارجي هو ضرورة لإنهاء النزاع.