فوضى وصراخ بـ«الكنيست».. لجنة تحقيق 7 أكتوبر تفجر الانقسام والغضب
شهد الكنيست الإسرائيلي فوضى وصراخ خلال مداولات حول تشكيل لجنة تحقيق رسمية لفحص أحداث السابع من أكتوبر.
ولخصت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية بالقول: "رئيس الوزراء نتنياهو لن يشكل لجنة تحقيق حكومية في هجوم 7 أكتوبر".
وفي إشارة الى معارضته قام عدد من أقارب القتلى والرهائن الإسرائيليين الذين تواجدوا في قاعة الحضور بإدارة ظهورهم لنتنياهو عندما بدأ كلمته. وهاجم عدد من أعضاء الكنيست نتنياهو وقاطعوه مرارا خلال كلمته بالصراخ.
وافتتح عضو الكنيست رون كاتس "جلسة 40 توقيعا" بالقول: "بعد عامين من الكارثة الأكبر في تاريخ الشعب اليهودي بعد المحرقة، نقف هنا اليوم دون استخلاص العبر، لا عدل ولا قضاء، وقبل كل شيء دون تحمل المسؤولية. هناك حكومة تخاف الحقيقة".
غضب
وتوجه إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالقول: "عندك أنت يوجد للفشل الكثير من الآباء عدا عن التي اخترتها وعلى إيمانك بهذا الطريق. إذا لم تكن أنت المسؤول يا رئيس الحكومة، فمن المسؤول؟ لماذا تتهرب من المسؤولية كما من النار؟".
وأضاف: "الشعب يريد أن يعرف ماذا حدث هناك، الشعب يريد أن يعرف الحقيقة. بعد عامين كاملين لم تقل للجمهور "أنا أخطأت، فشلت، أنا المسؤول". طوال الحرب كانت الحكومة تعيش من قضية إلى قضية. أين اختفت المسؤولية الرسمية؟ هذا ليس الليكود الذي عهدناه، هذا حزب ليكود شخص واحد يخاف أن تسحب الكرسي منه".
وتابع موجها كلامه لنتنياهو: "نعلم لماذا تفعل كل شيء لتجنب الحقيقة. رئاسة الحكومة هي ليست وظيفة، إنها رسالة. مرة واحدة خذ المسؤولية، وقف أمام الشعب. وإذا فعلت ذلك ربما يتذكروك بالخير".
لكن نتنياهو رد بالقول: "نحن بحاجة إلى إنشاء لجنة تحقيق بتوافق واسع في الآراء. سأكون أول من يقف ويجيب على أي أسئلة. لكن لن أجيب فقط، بل سيسأل الجميع وسيتعين على الجميع الإجابة. يجب فحص كل شيء. نحن مستعدون لأيام الاختبار المشتركة. هذا ليس شيئا مفروغا منه".
وقال نتنياهو إن السؤال المحوري هو "ليس فقط من يُحقَّق معه، بل من يُحقِّق في الحقيقة أيضًا". وجادل بأن تحقيقًا لا يحظى بدعم سوى نصف الشعب سيفتقر إلى الشرعية.
وقال: "نريد إنشاء لجنة تحظى بأكبر قدر ممكن من الدعم الشعبي، وليست لجنة يرفضها نصف الشعب أو يعتقد أنها مُزوَّرة مُسبقًا".
المعارضة تنتقد
وردا على ذلك، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية ياير لابيد موجها كلامه لنتنياهو: "السبب في عدم صدمة أحد من أي شيء هو أن الجميع يعرفون أنك هكذا، وأن هذه الحكومة فاسدة من الألف إلى الياء. لا تخطئ، لم ننس ولن ننسى أبدا. يجب على أي شخص كان في منصب قيادي في 7 أكتوبر 2023 أن يرحل".
وأضاف موجها كلامه لنتنياهو: "في رئاستك، لا أحد يتحمل المسؤولية، لا أحد يقول، "أنا آسف"، "أشعر بالخجل"، "إنه أمر فظيع، أعلم أنه إذا كنت على رأس النظام، فإن المسؤولية تقع على عاتقي".
وتابع في انتقاد حاد لنتنياهو: "شخص لم يتحمل المسؤولية عن 7 أكتوبر، عن أكبر كارثة في تاريخنا، كارثة حدثت في ولايته، لماذا يتحمل فجأة المسؤولية عن شيء آخر؟".
وأردف أن "أي شخص كان في منصب قيادي في 7 أكتوبر 2023 لا يمكنه ولن يكون قادرا أبدا على إعفاء نفسه من المسؤولية واللوم. عليه أن يذهب".
وقال موجها كلامه لنتنياهو: "أنت، سيدي رئيس الوزراء، أنت. هذا هو السبب في أنك تبذل قصارى جهدك لمنع إنشاء لجنة تحقيق حكومية. الغالبية العظمى من المواطنين الإسرائيليين، بمن فيهم ناخبو الليكود، يؤيدون إنشاء لجنة تحقيق حكومية. لأنه سيبحث في الحقيقة، ولن يكون هناك مفر من الحقيقة: والحقيقة هي أنك مسؤول وأنت مذنب ويجب أن ترحل".
من جهتها، قالت عضو الكنيست من حزب "الديمقراطيين" المعارض نعمة لحيمي: "أنا ألومك يا نتنياهو على 7 أكتوبر. حدثت أكبر كارثة عرفتها البلاد على الإطلاق قي ولايتك. حتى لو كنت تنام بضمير مرتاح، فلن ننساك".
وأضافت: "ستكون لجنة التحقيق الحكومية رمزا لبداية إحياء إسرائيل وإعادة إعمارها. إسرائيل التي تنتمي مرة أخرى إلى المواطنين والشعب".