واشنطن تكشف سلاحها الخفّي.. أول اختبار لصاروخ كروز نووي متطور
في مشهد استثنائي يكرّس التفوق التقني الأمريكي، كشفت الصور الأولى للصاروخ النووي الجديد "إيه جي إم-181 لونغ-رانج ستاندوف" عن مرحلة متقدمة من التطور في ترسانة الردع الاستراتيجي الأمريكية.
ووفقا لصحيفة ذا صن، فقد تمكن المصورون المتخصصون من توثيق اللحظات التاريخية لأول رحلة اختبارية للصاروخ النووي السري، وهو مثبت على قاذفة القنابل الاستراتيجية من طراز "بي-52 إتش ستراتفورستريس" خلال تحليقها فوق سماء كاليفورنيا في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2025.
والتقط المصور الجوي إيان ريكيو هذه اللحظات الفارقة عندما شاهد الطائرة تحلق على ارتفاع 5000 قدم فوق وادي أوينز في 29 أكتوبر/تشرين الأول، حيث صرح بأن "الاستماع إلى إشارة مرور الطائرة على أجهزة الراديو دفعنا إلى التوجه فوراً لمراقبة السماء في التوقيت المناسب، مما أتاح لنا توثيق هذا المشهد النادر. وعند تحليل الصور بدا جلياً أننا أمام نموذج سلاحي يختلف جذرياً عن كل ما شهدناه سابقاً".
يتميز الصاروخ البالغ طوله 20 قدماً بمواصفات تقنية متطورة تجعله أحد أبرز أنظمة التسليح في العصر الحديث، حيث تجتمع فيه قدرات متطورة في التخفي تجعله عصياً على الرصد، إلى جانب أنظمة متقدمة لمقاومة التشويش الإلكتروني، مع إمكانية حمل رؤوس حربية نووية حرارية يمكن ضبط قوة تفجيرها بين 5 و150 كيلو طن، أي ما يعادل عشرة أضعاف قوة القنبلة التي أُلقيت على هيروشيما.
ويأتي الكشف عن هذا الصاروخ في إطار السباق الاستراتيجي المحتدم مع القوى النووية العالمية، حيث أكدت مصادر في سلاح الجو الأمريكي نجاح سلسلة الاختبارات الجوية، مع توقع دخول السلاح الخدمة الفعلية بحلول عام 2030.
ويشكل الصاروخ الجديد حجر الزاوية في تحديث الثالوث النووي الأمريكي، حيث سيحل محل صواريخ "إيه جي إم-86 بي" التي ظلت في الخدمة لأكثر من 40 عاماً.
إضافة إلى ذلك، كشف تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية عن استثمار ضخم في البرنامج بلغ 16 مليار دولار، يشمل إنتاج 1020 صاروخاً بمتوسط تكلفة 14 مليون دولار للصاروخ الواحد.
وتتولى شركة "رايثيون" الأمريكية عملية التصنيع ضمن خطة طموحة لتحديث الأسلحة النووية الأمريكية، حيث من المقرر أن يحمل الصاروخ على الطائرات الاستراتيجية المتطورة "بي-21 رايدر" إلى جانب الطرازات المطورة من "بي-52".
تمثل هذه التطورات أهمية استراتيجية بالغة في مشهد التوازنات النووية العالمية، حيث يشكل الصاروخ الجديد حلقة وصل حيوية في سلسلة الردع النووي الأمريكي، ويسد فراغاً استراتيجياً مع تقادم الأنظمة الحالية وغياب صواريخ كروز نووية أخرى في الخدمة.
كما يمثل رادعاً متطوراً للتحديات التي تفرضها الترسانة النووية الصينية المتسارعة والنفوذ الاستراتيجي الروسي، في مؤشر على إعادة تشكيل موازين القوى النووية العالمية خلال العقد المقبل.