«الحديدة».. ملاذ الشتاء اليمني يلفظ أنفاسه تحت سطوة الجبايات الحوثية
مع دخول فصل الشتاء، تتحول مدينة الحديدة اليمنية، بفضل أجوائها المعتدلة، إلى وجهة وملاذ مفضل للعائلات القادمة من المناطق الجبلية التي يضربها الصقيع والبرد القارس.
غير أن هذا الملاذ الشتوي يكاد يلفظ أنفاسه هذا الموسم، إثر تدهور القطاع الفندقي في المدينة الساحلية الواقعة غرب البلاد، تحت وطأة الجبايات الحوثية، وانقطاع الكهرباء، وتنامي منافسة رجال الأعمال الموالين للمليشيات.
وبحسب مصادر عاملة في قطاع الفنادق والسياحة بمحافظة الحديدة، تحدثت لـ"العين الإخبارية"، فإن ما لا يقل عن 20 فندقاً أغلقت أبوابها خلال الأشهر الماضية، لأسباب متعددة، أبرزها الضرائب والجبايات المفروضة من قبل الحوثيين.
ومن بين أبرز الفنادق التي توقفت عن العمل: القدس، الفخامة، علي الخزان، أبراج الملوك، والأسطورة، فيما لا تزال المليشيات تتخذ من فندق مرديان في شارع شمسان ثكنة عسكرية ومعتقلاً سرياً.
ووفقاً للمصادر، فإن تدهور خدمة الكهرباء خلال فصل الصيف يُعد من أبرز أسباب إغلاق الفنادق، إضافة إلى الجبايات التعسفية التي تفرضها المليشيات تحت مسميات متعددة، منها "الضرائب" و"الزكاة" وأخرى تفرضها ما تُسمى بـ"الشرطة السياحية" التابعة للحوثيين.
كما كشفت المصادر أن بعض الفنادق أغلقت أبوابها نتيجة التعسفات المنظمة التي تمارسها المليشيات لدفع رجال أعمال موالين لها إلى إنشاء فنادق حديثة لا يتجاوز عمرها سنوات الحرب، بهدف الاستحواذ الكامل على القطاع الفندقي.
ومن أبرز هذه الفنادق التي شُيّدت مؤخراً: القمة العربية السياحية (4 نجوم)، فايف ستار (4 نجوم)، خيال السياحي (4 نجوم)، برستيج (5 نجوم)، فور سيزون (5 نجوم)، أماني (5 نجوم)، سيلفرمون (4 نجوم)، والساحل الغربي (4 نجوم).
تتراوح الأسعار في هذه الفنادق، وفقاً للتسعيرات التي يقرّها الحوثيون، بين 56 و65 دولاراً للغرف المطلة على البحر أو المدينة، فيما تصل تكلفة الشقق والأجنحة الفاخرة إلى 175 دولاراً في اليوم الواحد.
أما الأجنحة العادية المطلة على البحر أو المدينة، فتؤجَّر بأسعار تتراوح بين 95 و122 دولاراً، بينما تُؤجّر الطيرمانة (مجلس لمضغ القات أعلى الفندق يطل على البحر والمدينة) بأسعار تتراوح بين 34 و45 دولاراً لنظام 12 ساعة.
وأرجع عامل في أحد الفنادق التي أغلقت أبوابها – فضل عدم ذكر اسمه – في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن الجبايات الحوثية كانت السبب الأبرز خلف الإغلاق، إلى جانب ضعف الإقبال خلال المواسم السياحية كالأعياد وفصل الشتاء.
وأوضح أن نحو 38 فندقاً بمختلف تصنيفاتها في مدينة الحديدة تخضع لشروط وصفها بـ"التعجيزية" تفرضها الجماعة عبر ما يسمى "مكتب السياحة" و"الشرطة السياحية"، مؤكداً أن إغلاقها المحتمل سيشكل إعلان وفاة للنشاط السياحي في المدينة.
وتشير التقارير إلى أن الانقلاب الحوثي تسبب في تسريح نحو 95% من العاملين في القطاع السياحي، وفقدان آلاف فرص العمل التي كانت تشكّل مصدر دخل رئيسياً لعدد كبير من الأسر اليمنية.