الخلافات تخفي التشابه.. ممداني اتبع «دليل ترامب» في انتخابات نيويورك
يتشارك زهران ممداني، عمدة نيويورك المنتخب، والرئيس دونالد ترامب، في بعض الأمور، رغم خلافاتهما العلنية خلال الأشهر الماضية.
فالعمدة الديمقراطي، والرئيس الجمهوري سلكا نفس الطريق تقريبا للوصول إلى المجد، رغم أن أحدا لم يتوقع صعودهما السريع وقت دخولهما الأول من باب السياسة.
وفي غضون عام واحد فقط، تحول زهران ممداني الشاب الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 34 عامًا من شخص غير معروف، إلى "الشخصية الرئيسية" في أكبر مدينة أمريكية.
ممداني أصبح أول عمدة مسلم وأول عمدة من أصل هندي لمدينة نيويورك بعد فوزه على كل من أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك السابق الذي خاض السباق مستقلا بعد هزيمته في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، وكورتيس سيلوا المرشح الجمهوري.
ورغم انتقادات وتهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لممداني، فإن هناك الكثير من الأمور المشتركة بين حملاتهما الانتخابية، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
المجلة أشارت إلى أنه على غرار ترامب، ابتعد ممداني عن أساليب الحملات الانتخابية التقليدية، مستغلاً قوة وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام البديلة لكسب أصوات الناخبين.
وفي حملته الانتخابية لولاية ثانية في البيت الأبيض العام الماضي، تجنب ترامب المقابلات مع وسائل الإعلام التقليدية، وتبنى جولة إعلامية غير تقليدية، فأجرى مقابلات مطولة مع مقدمي برامج صوتية، مثل جو روغان في استراتيجية وصفها آنذاك مستشاره، جيسون ميلر بأنها "مدروسة وتهدف إلى الوصول إلى ناخبين جدد، وخاصة الشباب".
ودائما ما استخدم ترامب منصات التواصل الاجتماعي للوصول المباشر إلى الأمريكيين، بداية من "تويتر" المعروف الآن باسم "إكس" ثم بات ينشر بانتظام على منصته "تروث سوشيال".
واليوم يمكن تأكيد صعود ممداني إلى استخدامه الماهر لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن فوزه المفاجئ على كومو في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في يونيو/حزيران الماضي "كان مدعومًا بمقاطع فيديو رائجة وتعاونه مع مبدعين من مختلف الأطياف السياسية".
وفي مقابلة حديثة مع مجلة "وييرد"، أوضح ممداني أهمية وسائل التواصل الاجتماعي لحملته قائلاً: "إذا قمت بتحضير فيديو إنستغرام بنفس طريقة تحضير مقابلة في وسائل الإعلام المطبوعة، فسترى أن هناك إمكانية للوصول إلى عدد أكبر بكثير من الناس".
كما انخرط ممداني في عالم البودكاست والمؤثرين، حيث استضاف مؤخرًا مؤتمرًا صحفيًا حصريًا لصانعي المحتوى قالت حملته إنه يهدف إلى الوصول إلى جماهير جديدة وأقل انخراطًا في السياسة.
وفي هذا السياق، قال كوستاس باناغوبولوس، الخبير الأمريكي في الحملات الانتخابية والانتخابات، لـ"نيوزويك": "يتجه عدد متزايد من الناخبين، وخاصة الشباب، إلى مصادر إعلامية غير تقليدية، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والبودكاست، للحصول على أخبارهم ومعلوماتهم السياسية".
وأضاف: "السياسيون الذين يتبنون هذه المنافذ ويستخدمونها بفاعلية وصدق، يمكنهم دعم حملاتهم الانتخابية وخلق نوع من الضجة التي قد تتراكم في نهاية المطاف لتتحول إلى دعم في صناديق الاقتراع".
وخلال الحملة الأخيرة، تميزت المقاطع الترويجية لممداني ببراعتها، لكنه دائمًا ما كان ملتزما برسالته في الترويج لسياساته المتعلقة بتكاليف المعيشة في كل مناسبة.
فخلال مشاركته في فعالية "ٌقفزة الدب القطبي" وركضه في ماراثون نيويورك العام الماضي، تحدث ممداني عن خططه لتجميد الإيجارات لمن يعيشون في شقق مقيدة الإيجار.
وفي منشور بمناسبة عيد الحب، تجول ممداني في نيويورك حاملا بالونات على شكل قلب وتحدث عن خططه لجعل المدينة أقل تكلفة.
وقبل أيام قليلة من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في يونيو/حزيران، سار بطول مانهاتن، قائلًا إنه يفعل ذلك لأن سكان نيويورك يستحقون عمدة "يستطيعون رؤيته وسماعه، بل وحتى الصراخ عليه".