جيش السودان يرفض الهدنة.. تعنت يفاقم محنة المدنيين

وكالة أنباء حضرموت

لحظة الحقيقة في السودان تعري الجيش وتفضح تشبثه بالحرب في بلد يشهد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية جراء اقتتال داخلي دامٍ.

ومساء الثلاثاء، أعلن حسن كبرون، وزير الدفاع في حكومة عبد الفتاح البرهان بالسودان، أن الجيش سيواصل قتال قوات الدعم السريع.

ويأتي القرار بعدما ناقش ما يعرف بمجلس الأمن والدفاع التابع لحكومة البرهان مقترحا أمريكيا لوقف إطلاق النار.

وقال كبرون في خطاب بثه التلفزيون الرسمي "نشكر إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب على جهودها ومقترحاتها لتحقيق السلام"، مضيفا أن "التجهيزات لمعركة الشعب السوداني متواصلة".

ووفق مراقبين فإن استمرار الحرب يمثل الضمان الوحيد لبقاء الجيش كقوة سياسية واقتصادية رغم دعوات التهدئة عربيا ودوليا.

وامتدت رقعة الحرب التي أودت بعشرات الآلاف وهجّرت الملايين في السنتين الماضيتين، إلى أماكن جديدة في السودان في الأيام القليلة الماضية مثيرة المخاوف من اشتداد الكارثة الإنسانية بشكل أكبر.

وبعد وساطة في نزاعات أخرى بأفريقيا والشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، تسعى الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في السودان.

ورفضت السلطات الموالية للجيش مقترح هدنة في وقت سابق كان ينص على استبعادها واستبعاد قوات الدعم السريع المتقاتلتين، من عملية الانتقال السياسي بعد إنهاء النزاع.

وتأتي المحادثات الأخيرة عقب تصعيد ميداني إذ تستعد قوات الدعم السريع لشن هجوم على ما يبدو على منطقة كردفان (وسط) بعد أن استولت على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور في الغرب.

جهود
وأجرى الموفد الأمريكي الخاص لأفريقيا مسعد بولس اجتماعات في القاهرة الأحد مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وخلال المحادثات، شدد عبد العاطي على "أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان بما يمهد الطريق لإطلاق عملية سياسية شاملة في البلاد"، وفق بيان للخارجية.

والتقى بولس أبوالغيط وقدم له "شرحا مفصلا (...) حول الجهود الأخيرة في السودان لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات بشكل سريع والبدء في عملية سياسية سودانية داخلية، وفقا لبيان صادر عن جامعة الدول العربية مساء الإثنين.

وانخرطت "المجموعة الرباعية"، التي تضم  دول الإمارات والمملكة العربية السعودية، ومصر وأمريكا، منذ أشهر، في جهود دبلوماسية بهدف التوصل لهدنة في الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من 30 شهرا.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، اقترحت "الرباعية" هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، يليها وقف دائم لإطلاق النار وفترة انتقالية مدتها تسعة أشهر بعد إنهاء النزاع، لكن السلطات المتحالفة مع الجيش رفضت الخطة فورا آنذاك.