صراع الذئاب في طهران: استخبارات الحرس تهاجم الخارجية وتتهمها بخدمة “حرب العدو النفسية”
صراع الذئاب في طهران: استخبارات الحرس تهاجم الخارجية وتتهمها بخدمة “حرب العدو النفسية”
في انعكاس واضح لحالة التخبط والمأزق الذي يعيشه النظام الإيراني، ومع اشتداد الأزمات الداخلية بفعل الضغوط الدولية، اندلعت جولة جديدة من “صراع الذئاب” بين أجنحة السلطة

في انعكاس واضح لحالة التخبط والمأزق الذي يعيشه النظام الإيراني، ومع اشتداد الأزمات الداخلية بفعل الضغوط الدولية، اندلعت جولة جديدة من “صراع الذئاب” بين أجنحة السلطة. ففي هجوم عنيف وغير مسبوق، شنت وسائل إعلام تابعة لاستخبارات حرس النظام هجوماً كاسحاً على الجهاز الدبلوماسي، وتحديداً فريق المفاوض عباس عراقجي ووزارة الخارجية، متهمة إياهم بالخيانة والتواطؤ مع العدو من خلال بث اليأس في الداخل الإيراني، وخدمة أهداف منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة.
اتهامات بـ”هندسة أزمة نفسية” داخل النظام
وفقاً لـ”بولتن نيوز”، التابع لاستخبارات الحرس، فإن الفريق الدبلوماسي بوزارة الخارجية، بقيادة عراقجي، وبدلاً من مواجهة العقوبات، قد “كرس وقته لشرحها وتفصيل آثارها المدمرة”. واعتبر التقرير أن هذا النهج، الذي وصفه بـ”الشفافية المتعمدة لخلق الأزمات”، يمثل “هندسة أزمة نفسية في قلب نظام صنع القرار في البلاد”. ووُجهت انتقادات لاذعة لتصريحات حميد قنبري، مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية، الذي شبه وضع إيران الحالي بوضع نظام صدام حسين وبرنامج “النفط مقابل الغذاء”، وهو تشبيه اعتبره الحرس بمثابة طعنة في الظهر وإعلاناً للهزيمة.
الخوف من مجاهدي خلق: “تنفيذ ما يريده العدو”
كان الاتهام الأخطر الذي وجهه الحرس لوزارة الخارجية هو أن بث اليأس وتفاصيل الانهيار الاقتصادي هو “بالضبط ما تسعى إليه منظمة مجاهدي خلق وتتابعه بكل ما أوتيت من قوة”. يرى الحرس أنه عندما يعلن دبلوماسي رفيع أن التحويلات المالية أصبحت مستحيلة، وأن مفتاح اقتصاد إيران قد ضاع، فإنه بذلك يلعب دور “العدو الخفي في الداخل” الذي يهدف إلى خلق “يأس ممنهج”. وبهذا، تتحول وزارة الخارجية، من وجهة نظر الحرس، من خط دفاع عن الدولة إلى أداة في الحرب النفسية التي يشنها “العدو”، وتحديداً منظمة مجاهدي خلق التي يعتبرها النظام خصمه اللدود.
الهدف: الضغط على خامنئي للقبول بشروط الغرب
يذهب تحليل استخبارات الحرس إلى أبعد من ذلك، حيث يرى أن الهدف النهائي من هذه “الشفافية” المزعومة هو خلق “ضغط من الأسفل” على “نظام صنع القرار الأعلى في البلاد” (في إشارة واضحة إلى خامنئي). ووفقاً لهذا التحليل، فإن فريق عراقجي يسعى من خلال ترويع الشعب من الآثار الكارثية للعقوبات، إلى إجبار القيادة العليا على الرضوخ وقبول الشروط الخارجية، مثل الانضمام الكامل إلى اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب (CFT). وهو ما أشار إليه أيضاً النائب في البرلمان آصفري، الذي اعتبر أن الانضمام إلى CFT يعني “إضفاء الشرعية على المزيد من الضغوط”، وتساءل كيف يمكن للغرب أن يطالب إيران بالشفافية بينما يرفض إدراج منظمة مجاهدي خلق في قوائم الإرهاب.
في المحصلة، يكشف هذا الهجوم الشرس عن حالة الذعر والانقسام العميق في قمة هرم السلطة. فمع تزايد الضغوط الدولية والخوف من انفجار الغضب الشعبي الذي تقوده المعارضة المنظمة، تحولت أجنحة النظام إلى اتهام بعضها البعض بالخيانة والعمالة للعدو، في مشهد يعكس مأزقاً وجودياً لنظام لم يعد يثق حتى بأقرب رجاله.