صوت المعارضة الإيرانية

تشديد العقوبات على تشابهار يفضح مأزق نظام ولاية الفقيه وعزلته المتزايدة

إعلان الولايات المتحدة عن إعادة فرض العقوبات على مشروع ميناء تشابهار الاستراتيجي جاء بمثابة ضربة جديدة لنظام ولاية الفقيه الغارق في أزماته. فقد حاولت طهران تسويق هذا الميناء كمنفذ للتعاون الإقليمي وجذب الاستثمارات، ل

صوت المعارضة

حفظ الصورة
وكالة الانباء حضر موت

إعلان الولايات المتحدة عن إعادة فرض العقوبات على مشروع ميناء تشابهار الاستراتيجي جاء بمثابة ضربة جديدة لنظام ولاية الفقيه الغارق في أزماته. فقد حاولت طهران تسويق هذا الميناء كمنفذ للتعاون الإقليمي وجذب الاستثمارات، لكن القرار الأمريكي وضع حداً لهذه الأوهام وأكد أنّ النظام يزداد عزلة يوماً بعد يوم. ورغم أنّ هذه العقوبات وُصفت بأنها "نكسة كبيرة" للهند، إلا أنّ وقعها الأكبر كان على النظام الإيراني الذي فشل في تحويل المشروع إلى ورقة قوة حقيقية.

مشروع استراتيجي محاصر بالفشل
كان ميناء تشابهار بالنسبة لنيودلهي أداة لتجاوز باكستان والانفتاح على آسيا الوسطى، غير أنّ التطورات الإقليمية، ولا سيما سيطرة طالبان على كابول، أفرغت المشروع من جدواه. وزادت العقوبات الأمريكية الأخيرة الطين بلّة، حيث باتت استثمارات الهند عبر شركة "إينديا بورتس جلوبال ليميتد" في مهبّ الريح. لقد أثبتت التجربة أنّ أي مشروع اقتصادي في ظل هذا النظام يبقى رهينة الفساد، القمع، وانعدام الاستقرار الذي يفرضه على الداخل والخارج.

سياسة الضغط الأقصى وتوسّع العزلة
قرار واشنطن بإلغاء الإعفاءات الخاصة بتشابهار يعكس عودة سياسة الضغط الأقصى ضد نظام ولاية الفقيه. هذا الإجراء ليس مجرد خلاف اقتصادي، بل هو جزء من تحرك دولي متنامٍ لمحاسبة النظام على سياساته النووية والتوسعية. وفي الوقت نفسه، خرجت تظاهرات كبرى للإيرانيين في نيويورك خلال سبتمبر الماضي لتعلن أمام العالم أن ممثلي هذا النظام لا يمثلون الشعب، وأنّ مكان طهران الحقيقي هو قفص الاتهام وليس المنابر الدولية. لقد تلاقت العقوبات الدولية مع غضب الشعب في الداخل والخارج، لتؤكد أن عزلة النظام ليست ظرفاً عابراً بل مساراً متصاعداً.

البديل الديمقراطي طريق المستقبل
في مقابل مأزق النظام، تطرح المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي حلاً واضحاً يقوم على الحرية والديمقراطية وفصل الدين عن الدولة. المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يقدم برنامجاً متكاملاً لإعادة بناء اقتصاد البلاد وضمان انفتاح حقيقي على العالم. وعندها فقط يمكن لمشاريع مثل تشابهار أن تتحول إلى بوابات للتنمية، لا أوراق مساومة بيد نظام معزول يحاول شراء الوقت.

الخاتمة
لقد بات ميناء تشابهار مثالاً حياً على تهاوي رهانات نظام ولاية الفقيه: مشروع استراتيجي مشلول بالعقوبات، اقتصاد يتهاوى، وعزلة تتعمق يوماً بعد يوم. ومع تواصل الاحتجاجات الشعبية في الداخل والتظاهرات الكبرى في الخارج، تتجلى الحقيقة الساطعة: لا مستقبل لهذا النظام. المستقبل يكتبه الشعب والمقاومة المنظمة التي تمهّد الطريق لإيران حرة، ديمقراطية، ومزدهرة.