خط أنابيب نيتسانا.. بوابة الغاز الإسرائيلي إلى مصر وأوروبا
وقعت شركة شيفرون وشركاؤها الإسرائيليون في حقل ليفياثان اتفاقية بقيمة 610 ملايين دولار، لبناء خط أنابيب الغاز "نيتسانا" الذي يربط بين إسرائيل ومصر.
أعلنت شركة شيفرون الأمريكية العملاقة للطاقة، وشركاؤها في حقل ليفياثان البحري للغاز الطبيعي (نيو ميد إنرجي وريشيو إنرجيز)، عن توقيع اتفاقية بقيمة 610 ملايين دولار مع شركة خطوط الغاز الطبيعي الإسرائيلية المملوكة للدولة، وذلك لإنشاء خط أنابيب جديد يهدف إلى تعزيز صادرات الغاز إلى مصر.
وتتولى شركة شيفرون، التي تمتلك 39.66% من حقل ليفياثان، قيادة المشروع الذي يتضمن عقدًا من نوع الهندسة والتوريد والبناء (EPC) لبناء خط أنابيب بطول 65 كيلومترًا، يربط بين رمات حوفاف في جنوب إسرائيل ومعبر نيتسانا على الحدود مع مصر. وتبلغ مدة العقد 15 عامًا.
وبمجرد اكتمال المشروع في عام 2028، سيتيح مسار التصدير عبر نيتسانا نقل ما لا يقل عن 600 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا، مع إمكانية زيادة إجمالي القدرة التصديرية لإسرائيل إلى مصر إلى أكثر من 2.2 مليار قدم مكعب يوميًا، بحسب ما أعلنته شيفرون.
وقال جاك بيكر، المدير التنفيذي لوحدة أعمال شيفرون في شرق البحر المتوسط:"يمثل هذا الإنجاز دليلًا على التزام شيفرون بدعم أمن الطاقة في إسرائيل والمنطقة ككل. وسيسهم مسار نيتسانا في تحقيق فوائد اقتصادية كبيرة محليًا، إلى جانب دعم أمن الطاقة في منطقة شرق المتوسط."
أكبر صفقة تصدير في تاريخ إسرائيل
تأتي هذه الخطوة بعد إعلان شركاء حقل ليفياثان في أغسطس/آب الماضي عن توقيع اتفاقية تصدير تاريخية بقيمة 35 مليار دولار لتوريد الغاز إلى مصر، وهي أكبر صفقة تصدير في تاريخ إسرائيل، ومن المتوقع أن تدر مئات الملايين من الشواكل كعوائد من الضرائب والإتاوات على خزينة الدولة.
وقال يوسف أبو، الرئيس التنفيذي لشركة نيو-ميد إنرجي (سابقًا ديليك دريلينغ)، التي تمتلك 45.3% من الحقل:"ليفياثان هو مشروع وطني، وتوسعة بنيته التحتية تمثل حجر الأساس لأمن الطاقة الإسرائيلي لعقود مقبلة. ومشروع خط أنابيب نيتسانا هو امتداد مباشر للصفقة الكبرى التي وقعناها مع شركائنا المصريين، ويشكلان معًا خطوة نحو اتخاذ قرار استثماري نهائي بمليارات الدولارات لتوسعة المشروع."
ليفياثان... كنز الغاز في أعماق البحر
ويقع حقل ليفياثان، أحد أكبر اكتشافات الغاز في المياه العميقة في العالم، على بعد 120 كيلومترًا غرب مدينة حيفا، وعلى عمق مياه يبلغ 1.7 كيلومتر، ويحتوي على ما يُقدّر بنحو 600 مليار متر مكعب (bcm) من الغاز الطبيعي.
أما الشركاء الآخرون في المشروع فهم: نيو-ميد إنرجي بحصة 45.3% (التابعة لمجموعة ديليك التي يملكها يتسحاق تشوفا) وشركة Ratio Oil Corp، بحصة 15%
وبدأ الغاز من حقل ليفياثان بالتدفق إلى السوق المحلية في ديسمبر/كانون الأول 2019، وتبع ذلك بدء تصدير الغاز إلى مصر في يناير/كانون الثاني 2020 بموجب اتفاقية لتوريد 60 مليار متر مكعب حتى أوائل الثلاثينيات. وحتى الآن، تم تصدير 23.5 مليار متر مكعب من الغاز إلى مصر.
ورغم استمرار الحرب في قطاع غزة، سجلت صادرات إسرائيل من الغاز إلى مصر والأردن خلال عام 2024 زيادة بنسبة تفوق 13% على أساس سنوي، لتشكل حوالي نصف الإنتاج المحلي من الغاز.
وفي العام ذاته، ارتفعت عائدات الدولة من الإتاوات على الغاز بنسبة 11% تقريبًا لتصل إلى 2.37 مليار شيكل (713 مليون دولار) — وهو رقم قياسي.
شراكة مع أوروبا عبر مصر
وقد تحوّلت كل من إسرائيل ومصر إلى دولتين مُصدّرتين للغاز الطبيعي خلال السنوات الأخيرة، بعد اكتشافات بحرية ضخمة. وتُساهم صادرات الغاز الإسرائيلي بما يتراوح بين 15% و20% من استهلاك الغاز في السوق المصرية، وفقًا لبيانات مبادرة المنظمات المشتركة للبيانات (JODI).
وفي يونيو/حزيران 2022، وقّعت كل من إسرائيل ومصر والاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم لتصدير الغاز الإسرائيلي لأول مرة إلى أوروبا، عبر محطات تسييل الغاز المصرية، ما يمثل خطوة استراتيجية في تنويع مصادر الطاقة للقارة الأوروبية.