ليلة حاسمة.. «حديقة الورود» شاهدة على قمة ترامب مع عمالقة التكنولوجيا

وكالة أنباء حضرموت

يستعدّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستضافة قائمة مرموقة من كبار الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا في حفل عشاء يقام مساء الخميس بالبيت الأبيض.

ووفقًا لبيان رسمي صادر عن البيت الأبيض، تشمل قائمة الضيوف: بيل غيتس المؤسس المشارك لمايكروسوفت، وتيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل، ومارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، إلى جانب عشرات القيادات التنفيذية من كبرى شركات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

ورغم مكانة الحفل، يغيب عن القائمة إيلون ماسك، الحليف السابق لترامب، الذي كُلّف سابقًا برئاسة وزارة "كفاءة الحكومة" الهادفة إلى خفض الإنفاق الحكومي. ويأتي غياب ماسك بعد انفصاله العلني عن ترامب في وقت سابق من العام الجاري.

وفقا لوكالة "أسو شيتد برس"، كان مقررا إقامة العشاء في حديقة الورود، التي أعاد ترامب تهيئتها مؤخرا بإضافة طاولات وكراس ومظلات مستوحاة من أجواء ناديه الخاص "مار إيه لاغو" في بالم بيتش، فلوريدا.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، ديفيس إنجل، في بيان: "نادي روز جاردن في البيت الأبيض هو الوجهة الأبرز في واشنطن، وربما في العالم أجمع".

وأضاف: "يتطلّع الرئيس لاستقبال نخبة من قادة الأعمال والسياسة والتكنولوجيا في هذا الحفل، فضلا عن سلسلة من المناسبات المقبلة في الفناء الجديد".

ويأتي هذا الحدث عقب اجتماع عقده البيت الأبيض ظهر الخميس لفريق العمل الجديد المعني بتعليم الذكاء الاصطناعي، ترأسته السيدة الأولى ميلانيا ترامب، بمشاركة مجموعة من أبرز روّاد التكنولوجيا.

وقد افتتحت ميلانيا الاجتماع بقولها: "الروبوتات هنا.. مستقبلنا لم يعد خيالا علميا".

شارك في الاجتماع كلّ من: سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، وأرفيند كريشنا رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة آي بي إم، وكاميرون ويلسون رئيس Code.org.

كما أكد البيت الأبيض أن قائمة ضيوف العشاء تضم: سيرجي برين مؤسس غوغل، وساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، وسام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، وجريج بروكمان المؤسس المشارك لها، وسافرا كاتز الرئيسة التنفيذية لأوراكل، وديفيد ليمب الرئيس التنفيذي لبلو أوريجين، وسانجاي مهروترا الرئيس التنفيذي لشركة ميكرون، وفيفيك راناديف رئيس مجلس إدارة تيبكو سوفتوير، وشيام سانكار المدير التنفيذي لشركة بالانتير، وألكسندر وانغ المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سكيل إيه آي، وجاريد إسحاقمان الرئيس التنفيذي لشركة شيفت 4 بايمنتس.

جدير بالذكر أن إسحاقمان، أحد شركاء ماسك السابقين، كان قد رشّحه ترامب لرئاسة وكالة ناسا، لكن الترشيح ألغي مؤخرا، وهو ما وصفه ترامب بأنه سبب استياء ماسك، واصفا إسحاقمان بـ"الديمقراطي تماما".

وقد نشرت صحيفة ذا هيل تفاصيل هذا العشاء لأول مرة يوم الأربعاء.

ويبدو أن هذا التقرب بين ترامب وكبار قادة قطاع التكنولوجيا قد يفاقم الانقسامات داخل الحزب الجمهوري. فقد وجه السيناتور جوش هاولي، أحد أبرز حلفاء ترامب، انتقادا شديدا لصناعة التكنولوجيا خلال مؤتمر المحافظين بواشنطن صباح الخميس، مركزا على غياب الرقابة على الذكاء الاصطناعي وانتقد تحديدا ميتا وتشات جي بي تي.

وقال هاولي: "يجب على الحكومة مراجعة أنظمة الذكاء الاصطناعي الرائدة لفهم ما تخطط له شركات التكنولوجيا العملاقة، ولتقدير مخاطرها بشكل أفضل".

ورغم انتقاداته السابقة، يواصل ترامب نشر صور ومقاطع فيديو مولدة بالذكاء الاصطناعي بشكل متكرر على الإنترنت.

وفي ليلة الأربعاء، شارك سلسلة من الميمات الساخرة، منها فيديو يصوره وهو يتفاعل مع رجل يحمل شعار "كراكر باريل"، وآخر يظهر فيه السيناتور الديمقراطي آدم شيف برقبة طويلة للغاية، وفيديو ثالث يُظهر ترامب يقفز فوق لافتة "كراكر باريل" في لقطة مركبة، ضمن منشورات أخرى.

وفي وقت سابق من الأسبوع، شكك ترامب في مقطع فيديو يُظهر إلقاء أشياء من نافذة بالبيت الأبيض، مشيرا إلى أنه ربما صنع بالذكاء الاصطناعي، رغم أن فريقه أكد صحة المقطع سابقا. وقال مازحا: "إذا حدث أمر سيئ للغاية، فسألقي اللوم على الذكاء الاصطناعي".

وخلال كلمتها، سلطت السيدة الأولى الضوء على الإمكانات والمخاطر التي يحملها الذكاء الاصطناعي، مشددة على مسؤولية المجتمع تجاهه: "علينا كقادة وأولياء أمور أن ندير نموّ الذكاء الاصطناعي بمسؤولية، وأن نوجّهه بحذر كما نوجّه أبناءنا".

يُذكر أن ميلانيا ترامب أطلقت الشهر الماضي مسابقة وطنية لطلاب المدارس لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير مشاريع وحلول مجتمعية، في خطوة تهدف إلى إبراز إيجابيات التقنية مع التحذير من مخاطرها.

كما ضغطت على الكونغرس لإقرار تشريعات تجرّم الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت باستخدام صور حقيقية أو مزورة بالذكاء الاصطناعي.

وقد وقع الرئيس في مايو/أيار الماضي على قانون "إزالة المحتوى غير المرغوب فيه" كإجراء لمواجهة هذه المخاطر.