«قاتل المسيرات» في الواجهة.. تعرف إلى «ليونيداس»
في سماء ولاية إنديانا الهادئة، تحولت لحظة استعراض إلى مشهد يختصر مستقبل الحروب: عشرات الطائرات المسيّرة تسقط دفعة واحدة.
سقوط مدوِ لم يكن مجرد نتيجة اختبار، بل رسالة استراتيجية عميقة، مفادها: أن كابوس أسراب الدرون الذي يؤرق الجيوش بات له خصم جديد يغيّر قواعد المعركة.
فماذا حدث؟
قال موقع «أكسيوس» الأمريكي، إن أمواجًا من الطائرات بدون طيار سقطت من السماء فوق معسكر أتربيري بولاية إنديانا يوم الثلاثاء، بعد اختبار أجرته شركة «إبيروس» للمقاولات الدفاعية، أمام مراقبين من مختلف الخدمات العسكرية الأمريكية ودول أجنبية، بما في ذلك بعض الدول في منطقة المحيطين الهندي والهادئ .
وبحسب الموقع الأمريكي، فإنه في ذروة العرض الذي استمر ساعتين، واجهت طائرات ليونيداس، 49 طائرة رباعية المراوح، وهو أكبر تجمع واجهته على الإطلاق، مشيرًا إلى أن «نظام مجال القوة»، الذي يُسلّح التداخل الكهرومغناطيسي، شل هذه المسيرات جميعها دفعة واحدة، «بدون مقذوفات باهظة الثمن، أو كرات نارية».
لماذا يعد هذا الحدث هاما؟
يقول «أكسيوس»، إن أسراب الطائرات بدون طيار تشكل كابوسًا لمسؤولي الأمن في جميع أنحاء العالم، سواء كانوا يسيطرون على قاعدة جوية روسية أو يحومون بالقرب من مطار أمريكي.
وعبر الرئيس التنفيذي لشركة إبيروس، آندي لوري، عن تفاؤله، قائلا لموقع «أكسيوس»: «أسمي هذا حدثًا استثنائيا».
وأشار إلى أن هذه الآلية الجديدة لـ«قتل» الطائرات بدون طيار، تقلب الإنفاق العسكري وديناميكيات القوة رأساً على عقب، وفي الوقت نفسه تجبر الولايات المتحدة على إعادة التفكير في أمنها (فكر في محطات الطاقة أو كأس العالم المقبلة ).
وتتلاشى الخطوط الفاصلة بين الصواريخ والطائرات بدون طيار. فلم تعد المركبات المدرعة والخنادق العميقة ملاذًا آمنًا. أما «المفترسون الأقوياء» في ساحة المعركة، كالدبابات، فهم يواجهون منافسة شرسة.
وعلى الصعيد المحلي، فإن «جنون الطائرات بدون طيار في شمال شرق الولايات المتحدة في أواخر العام الماضي يسلط الضوء على مدى عدم استعداد الولايات المتحدة لشن هجوم جوي حقيقي».
وقال لويري الذي التقى مؤخرًا وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم : «ستكون هذه المنصة ضرورية في الملاعب والموانئ والمطارات. والقائمة تطول».
وتأسست شركة إبيروس في عام 2018، وعملت مع الجيش الأمريكي والبحرية ومشاة البحرية واختبرت في العديد من المسارح الخارجية.
وفي الآونة الأخيرة، طرحت الولايات المتحدة مبدأها «المجال السادس»، الذي يزعم أن عدداً هائلاً من الآلات الرخيصة والمتصلة بالشبكات والخطيرة تشكل تحدياً لخطوط التقسيم التقليدية للحرب.
والمجالات الخمسة الموجودة - المعروفة جيدًا في عالم الدفاع - هي الجو والبر والبحر والفضاء والسيبراني.
ماذا نعرف عن ليونيداس؟
سلاح ميكروويف عالي الطاقة
مصمم لتحييد أسراب المسيرات
يُصدر نبضات كهرومغناطيسية لتعطيل المسيرات بشكل فردي أو على نطاق واسع
يعد نظاما واعداً في مجال الحرب الإلكترونية
يُطلق الجيش الأمريكي عليه اسم (HPM)
سبب التسمية:
سمي بهذا الاسم: تيمناً بالملك الإسبرطي الأسطوري الذي صمد في وجه الصعاب في معركة تيرموبيلاي
يمكن استخدامه ضد:
الطائرات التقليدية
صواريخ كروز
التهديدات الروبوتية على الأرض أو في البحر
كيف يعمل؟
باستخدام تقنية HPM المتطورة، يُقدّم النظام بديلاً غير حركي للأنظمة التقليدية
يعالج أحد أكثر تحديات القرن الحادي والعشرين إلحاحاً (المسيرات).
يتمتع بقدرة «واحد إلى متعدد» على تعطيل إلكترونيات عدة طائرات بدون طيار في وقت واحد.
يحقق ذلك عن طريق نقل طاقة الموجات الدقيقة طويلة النبض عبر نطاقات تردد متعددة، مما يُثقل كاهل الأنظمة الكهربائية للطائرات بدون طيار التي تحلق في المجال الكهرومغناطيسي الذي يُحدثه.