هدم دور السينما.. الحوثي يدمر ذاكرة تهامة اليمنية
قبل عقود، كانت دور السينما في الحديدة اليمنية نافذة على العالم، بينما ظلت مبانيها العتيقة شاهدة على الازدهار الثقافي في البلاد.
في مدينة الحديدة وحدها، بلغ عدد صالات عرض الأفلام السينمائية نحو سبع، ورغم إغلاقها منذ تسعينات القرن الماضي، فإن مبانيها التاريخية بقيت شاهدة على زمن الفن ومراكز للتعبير والتنوير.
ومع قدوم مليشيات الحوثي، تعرضت المباني التاريخية ودور السينما في عموم تهامة لهدم ممنهج من قبل الجماعة المدعومة إيرانياً في إطار حربها لكل الشواهد الزمنية والذاكرة الثقافية للبلاد.
آخر الجرائم
وكان آخر جرائم مليشيات الحوثي إقدامها مؤخراً على تدمير المعالم الثقافية والتاريخية في مدينة الحديدة، وفي مقدمتها سينما "26 سبتمبر" و"السينما الأهلية"، التي تعد أبرز رموز الفن والذاكرة الثقافية في المحافظة، في خطوة عدائية جديدة ضد الثقافة والهوية الوطنية.
ووفقاً لمصادر محلية فإن "المليشيات الحوثية تعمل على تحويل مباني السينما في تهامة إلى محلات تجارية لصالح قيادتها في تعد صارخ على الممتلكات العامة وتشويه ممنهج للمعالم الثقافية".
واعتبر مثقفون وناشطون في الحديدة، أن "هذه الممارسات تكشف الحقد الحوثي على الثقافة والفن وكل ما له علاقة بالحياة المدنية".
وأشاروا إلى أن "(السينما الأهلية) و(سينما 26 سبتمبر) كانتا تمثلان مراكز إشعاع ثقافي استقطبت على مدى عقود الفنانين والجمهور وأحيت ذاكرتهم الفنية".
وطالب الأهالي، بسرعة التحرك لحماية ما تبقى من المعالم الثقافية في الحديدة، واستعادة الممتلكات العامة التي باتت تُنهب وتُسخّر لمصالح شخصية ضيقة تحت سطوة المليشيات الحوثية.
شواهد زمنية
عرفت تهامة، دور السينما بعد ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962 والتي أرست النظام الجمهوري، حيث بلغ عدد دور عرض الافلام السينمائية في الحديدة، نحو 7 دور، والتي أغلقت منذ التسعينات.
وأبرز هذه الأدوار السينمائية هي سينما الشرق، وتقع في الكورنيش، مدخل الصبالية، وسينما الأندلس، وتقع في حي المطراق والسينما الأهلية وتقع في غرب حديقة الشعب، وقد هدمها الحوثيون مؤخراً.
كما هدمت المليشيات دار "سينما 26 سبتمبر" أو مبنى سابحة وتقع في الحي التجاري، وكذا دار السينما الشعبية الواقعة في حي الدهمية، وسينما الجرادي وسينما الحرية، في المطراق.