المعارضة الإيرانية الإطاحة بنظام الأسد وحزب الله دمر الدرع الخارجي لإيران
المعارضة الإيرانية الإطاحة بنظام الأسد وحزب الله دمر الدرع الخارجي لإيران
المعارضة الإيرانية سقوط حزب الله في لبنان والإطاحة ببشار الأسد في سوريا قد دمر “الدرع الخارجي” الذي يعتمد عليه خامنئي، مشيرة إلى أن فقدان الحلفاء الموثوقين دفع النظام إلى التركيز بشكل أكبر على مشروع الأسلحة النووية، الذي أصبح مصدر أزمة جديدة له

المعارضة الإيرانية الإطاحة بنظام الأسد وحزب الله دمر الدرع الخارجي لإيران
طهران
الشرق نيوز
المعارضة الإيرانية سقوط حزب الله في لبنان والإطاحة ببشار الأسد في سوريا قد دمر “الدرع الخارجي” الذي يعتمد عليه خامنئي، مشيرة إلى أن فقدان الحلفاء الموثوقين دفع النظام إلى التركيز بشكل أكبر على مشروع الأسلحة النووية، الذي أصبح مصدر أزمة جديدة له
قالت زعيمة المعارضة الإيرانية في حديث إلى نيوزماكس حول إسقاط النظام
في مقابلة حصرية مع صحيفة نيوزماكس، من مقرها في باريس عبر البريد الإلكتروني، أكدت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن “انتفاضة الشعب الإيراني ليست طموحًا بعيدًا، بل هي جارية بالفعل”. جاء ذلك في أعقاب الغارات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية في 21 يونيو، والدعوات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتغيير النظام.
تصاعد المقاومة داخل إيران
أوضحت رجوي أن المقاومة داخل إيران كانت تتقدم حتى قبل الغارات الجوية، وقالت: “في السنوات السبع الماضية وحدها، شهدت إيران خمس انتفاضات وطنية اندلعت في أكثر من 150 مدينة، مما هز أركان النظام الديني الذي يقف اليوم في أضعف نقاطه منذ عام 1979. الأسباب واضحة: الانهيار الاقتصادي غير المسيطر عليه، فشل النظام في توفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والغاز والماء، الفساد المستشري، والقمع المستمر — وهي العوامل التي أشعلت انتفاضة 2022”.
وأضافت أن سقوط حزب الله في لبنان والإطاحة ببشار الأسد في سوريا قد دمر “الدرع الخارجي” الذي يعتمد عليه خامنئي، مشيرة إلى أن فقدان الحلفاء الموثوقين دفع النظام إلى التركيز بشكل أكبر على مشروع الأسلحة النووية، الذي أصبح مصدر أزمة جديدة له.
شبكة المقاومة ودورها الحيوي
ردًا على الانتقادات التي توجه إلى المنفيين الذين يُتهمون بعدم وجود حضور داخل البلاد أو صلة حقيقية بالشعب، أكدت رجوي أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وخاصة منظمة مجاهدي خلق، بنى شبكات واسعة داخل إيران. وحدات المقاومة التابعة للمجاهدين، المكونة من رجال ونساء شجعان من مختلف الطبقات، هي القلب النابض للحركة داخل البلاد، حيث تنظم الاحتجاجات وتوزع المواد المناهضة للنظام وتكسر جدران الرقابة والخوف.
كما أشارت إلى وجود شبكة اجتماعية واسعة من المؤيدين تشمل عائلات السجناء السياسيين الذين أُعدموا، والسجناء السابقين، والمنفيين، الذين يلعبون دورًا فعالًا في الاحتجاجات الاجتماعية.
قوة المقاومة وتنظيمها المتزايد
أكدت رجوي أن وحدات المقاومة تزداد نشاطًا وانتشارًا يومًا بعد يوم، مركزة جهودها على التنظيم، رفع الوعي، إلهام الآخرين، واستهداف الحرس الثوري والجهات القمعية الأخرى. وقالت: “سقوط هذا النظام ليس مسألة ‘إذا’ بل ‘متى'”.
وأشارت إلى أن كبار المسؤولين في النظام، بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي ورئيس البرلمان، أقروا مرارًا بالدور المحوري لمنظمة مجاهدي خلق في إشعال انتفاضات 2018 و2019 و2022 وتنظيم المقاومة الأوسع.
الكشف عن أسرار النظام
أوضحت رجوي أن العمليات السرية داخل إيران تمكنت من الحصول على معلومات حساسة وسرية عن النظام وتسليمها إلى منظمة مجاهدي خلق، مما مكّن من فضح مشاريع الأسلحة النووية للنظام خلال 34 عامًا، بالإضافة إلى مؤامراته الإرهابية وجرائمه الخفية.
وقالت إن المنظمة كشفت أكثر من 130 ملفًا عن برنامج الأسلحة النووية في طهران، مستندة إلى شبكتها المنظمة وقاعدتها الاجتماعية الواسعة داخل إيران.
أسباب غضب الشعب الإيراني اليوم
ردًا على سؤال عن سبب تصاعد الغضب الشعبي الآن مقارنة بالأحداث السابقة مثل انتخابات 2009 ومقتل مهسا أميني، أوضحت رجوي أن الوضع اليوم مختلف تمامًا وأكثر خطورة على النظام. وقالت: “النظام أضعف بكثير مما كان عليه قبل 16 عامًا أو حتى قبل 3 أعوام، والغضب الشعبي والكراهية تجاهه تضاعفت. القاعدة الاجتماعية للنظام تقلصت بشكل كبير، والوضع الاقتصادي كارثي، والبلاد على حافة الإفلاس”.
وأضافت أن قيادة انتفاضة 2009 جاءت من داخل النظام نفسه، حيث تخلى هؤلاء القادة عن الشعب وحركة التغيير، مفضلين الحفاظ على النظام على حساب الديمقراطية وسيادة الشعب.
أما اليوم، فالمقاومة المنظمة داخل البلاد أقوى بكثير، ووحدات المقاومة للمجاهدين تمتلك الهيكل والتنظيم والحضور الوطني اللازمين لتحويل الغضب الشعبي إلى انتفاضة مستمرة ومركزة.
كما أشارت إلى خسارة خامنئي للدروع الحامية للنظام في المنطقة، وهزائمه في انتخابات 2024 التي قاطعها الشعب، بالإضافة إلى الانتكاسات التي تعرض لها الحرس الثوري.
وأخيرًا، أشارت إلى الدعم الدولي المتزايد للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وخطة النقاط العشرة التي يدعمها غالبية مجلس النواب الأمريكي وآلاف المشرعين حول العالم، مما خلق مناخًا عالميًا مؤيدًا للتغيير في إيران.
موقفها من رضا بهلوي ودوره المحتمل
ردًا على سؤال عن رضا بهلوي، ابن شاه إيران السابق، قالت رجوي إن بقايا نظام الشاه يسعون فقط لإعادة ديكتاتورية الحزب الواحد الوحشية، وهم يفتقرون إلى تنظيم حقيقي للتغيير أو قاعدة اجتماعية داخل إيران. وأضافت أن النظام يروّج لهم ليُظهر أن البديل الوحيد هو العودة إلى الماضي، مما يثني الشعب عن المطالبة بالتغيير الحقيقي.
وأكدت أن الشعب الإيراني، الذي عانى من كل من التاج والعمامة، لا يريد الماضي ولا الحاضر، بل يسعى إلى مستقبل خالٍ من كل أشكال الاستبداد — جمهورية ديمقراطية.
احتمالات انشقاق القوات الأمنية
حول احتمال انشقاق الشرطة أو الجيش للانضمام إلى المقاومة، قالت رجوي إن القيادة العليا للحرس الثوري والقوات القمعية الأخرى تعين فقط الأشخاص الأكثر ولاءً للنظام، الذين يرون بقاءهم مرتبطًا ببقاء النظام. وأضافت أن هؤلاء يخضعون لمراقبة يومية من قبل رجال دين يمثلون المرشد الأعلى.
لكنها أشارت إلى وجود علامات متزايدة على الاستياء والتآكل داخل صفوف القوات الأمنية بسبب الضغوط الاقتصادية والإرهاق المعنوي وتراجع الشرعية، وأن الجهاز القمعي لا يزال قائمًا لكنه يزداد هشاشة مع اتساع الشقوق داخله.