إيران تهاجم القواعد الأميركية في قطر والعراق
أعلنت إيران أنها شنت هجوما على القوات الأميركية في قاعدة العديد الجوية في قطر وقواعد في العراق، بينما أعلنت الدوحة أنه بفضل يقظة قواتها لم تسفر العملية عن سقوط قتلى أو جرحى، مؤكدة احتفاظها بحق الرد المباشر على ما وصفته بـ"الانتهاك الإيراني الصارخ" لسيادتها.
وأطلقت القوات الإيرانية على العملية اسم "بشائر الفتح"، فيما نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قوله الاثنين إن إيران أطلقت ستة صواريخ باتجاه قواعد أميركية في قطر. وأكد شاهد من رويترز سماع دوي انفجارات في سماء العاصمة القطرية، بينما قال دبلوماسي غربي في وقت سابق إن قاعدة العديد الجوية التي تديرها الولايات المتحدة في قطر تواجه تهديدا إيرانيا موثوقا منذ الظهر. والعديد هي أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط وتضم نحو 10 آلاف جندي.
ونقلت وسائل اعلام محلية عن وزارة الدفاع القطرية قولها إن الدفاعات الجوية اعترضت هجمة صاروخية استهدفت قاعدة العديد الجوية، مضيفة "بفضل الله ويقظة القوات المسلحة والإجراءات الاحترازية لم ينتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات".
ونددت الخارجية القطرية بشدة بالهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد الجوية. وقالت إنه "انتهاك صارخ لسيادة قطر ومجالها الجوي وللقانون الدولي"، مضيفة أن الدوحة "تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم الاعتداء السافر وما يتوافق والقانون الدولي".
وكان الحرس الثوري الإيراني قد وجه الأحد تحذيرات للقواعد الأميركية في المنطقة، بينما يخيم القلق في الخليج بسبب احتمال رد انتقامي من طهران على الضربات الأميركية التي تؤكد واشنطن أنها دمرت قدرات إيران النووية.
وقبل الهجوم بساعات قليلة أكدت قطر على استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد وذلك بعد أن أرسلت السفارة الأميركية تنويها عبر البريد الإلكتروني إلى الرعايا الأميركيين توصيهم فيه بالبقاء في أماكنهم حتى إشعار آخر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في بيان إن تنويه السفارات "لا يعكس وجود تهديدات محددة" في البلاد، مضيفا أن الدولة "على أهبة الاستعداد لاتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان أمن المواطنين والمقيمين والزوار".
وأرسلت السفارة الأميركية في الدوحة رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى رعايا الولايات المتحدة هناك توصيهم فيها بالبقاء في أماكنهم حتى إشعار آخر، مشيرة إلى أن التوصية تأتي "من باب الحيطة والحذر"، ولم تُقدم أي معلومات إضافية.
واتخذت دول الخليج إجراءات احتياطية تحسبا لذلك الرد الانتقامي مع استضافة عدد منها قوات وقواعد أميركية قد تكون هدفا محتملا لأي هجوم إيراني.
وإلى حدّ الآن ورغم تهديد الحرس الثوري بالرد، لا يبدو أن طهران مستعدة لتوسيع نطاق الصراع وسط جهود دبلوماسية دولية لاحتواء النزاع ومنع اتساعه أو امتداده لساحات أخرى.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد نددت بالهجمات الإسرائيلية على إيران كما عبرت عن قلقها العميق إزاء الضربات الجوية الأميركية وحذرت من تداعياتها على استقرار المنطقة.
واتسمت ردود فعل دول الخليج بالدعوة إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد والتركيز على الحلول الدبلوماسية مع اتخاذ إجراءات داخلية لتعزيز جاهزيتها لمواجهة أي تطورات محتملة.
وبدأت بعضها في اتخاذ إجراءات احترازية لضمان الجاهزية في حال حدوث تطورات ميدانية مفاجئة. وتضمنت هذه الإجراءات تفعيل الأنظمة المالية من خلال أجهزة بديلة، وتمكين العمل عن بعد ضمن بيئة إلكترونية آمنة.
وتم تحديث خطط الطوارئ بشكل مستمر بالتنسيق مع الجهات المعنية، مثل وزارات الداخلية وإدارات الدفاع المدني. كما تقرر الإغلاق الجزئي أو المؤقت لبعض أجزاء المجال الجوي المتأخم لإيران وسوريا والعراق، مع توصية شركات الطيران بإعادة توجيه رحلاتها بعيدًا عن الأجواء الخليجية، داعية إلى وقف فوري وشامل للتصعيد، مؤكدة على ضرورة التروي والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وشددت كذلك على أن الوضع الأمني في المنطقة متقلب للغاية، وأن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للمضي قدماً نحو السلام.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي أن ما شهدته المنطقة من أحداث سيزيد من حدة التوترات ويؤثر على الأمن والاستقرار.
وبذلت بعض الدول الخليجية جهودا دبلوماسية كبيرة وشاركت في مفاوضات مع الجانبين الإيراني والأميركي وسعت لعقد لقاءات بين الوفود. كما أبلغت قلقها للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ضرب المنشآت النووية في إيران.