هل تمهّد B-2 لضربة أميركية ضد إيران؟.. تحركات سرّية تكشف الاحتمالات
أكد متابعو الطيران العسكري إقلاع قاذفتين من طراز بي-2 سبيريت" الشبحية من قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميزوري في الساعات الأولى من 21 يونيو/حزيران 2025، متجهتين إلى قاعدة أندرسن في جزيرة غوام بالمحيط الهادئ.
تحركت الطائرتان مصحوبة بطائرات التزود بالوقود من طراز KC-135 "ستراتوتانكر" وKC-46 "بيغاسوس" التي انطلقت من عدة مواقع في الولايات المتحدة لتوفير الدعم الجوي خلال الرحلة الطويلة عبر المحيط الهادئ، بحسب موقع ذا أفيشنست المتخصص في مجال الطيران.
أمريكا تعزز قواتها بالشرق الأوسط.. طائرات مقاتلة إضافية
تأتي هذه التحركات في سياق التصعيد المتزايد بين إسرائيل وإيران وتكهنات حول تدخل أمريكي محتمل في العمليات الجوية إلى جانب إسرائيل.
يشار إلى أن واشنطن بدأت بتحريك أعداد كبيرة من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا، تلتها مقاتلات إف-22 "رابتور" التي عبرت الأجواء البريطانية، مع الحفاظ على موقف عدم التدخل المباشر حتى الآن.
تُعد قاذفة B-2 من الطائرات النادرة ذات القدرات الفريدة، فهي الوحيدة القادرة على حمل القنبلة الخارقة للتحصينات GBU-57، المعروفة بـ"القنابل الثقيلة الخارقة"، والتي يمكنها استهداف المنشآت النووية الإيرانية المحصنة بشدة.
ورغم أن وجهة هذه القاذفات هي قاعدة أندرسن في غوام، إلا أنه لم يتضح ما إذا كانت هذه المحطة مؤقتة تمهيدًا لنقلها لاحقًا إلى قاعدة دييغو غارسيا، التي توفر خط سير مباشر فوق المحيط نحو إيران، دون الحاجة للمرور بأجواء دول أخرى قد تكشف سرية العمليات.
تاريخيًا، نفذت طائرات B-2 مهام طويلة، مثل المهمة التي استمرت 44 ساعة عام 2001 من وايتمان إلى أفغانستان، حيث تزودت بالوقود عدة مرات جواً قبل الهبوط في دييغو غارسيا عقب تنفيذ الضربة.
لكن مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الصعب الحفاظ على سرية مثل هذه العمليات اليوم.
وتضم قاعدة أندرسن حظيرة دائمة واحدة مخصصة لطائرات بي-2، مقارنة بأربع حظائر قابلة للنشر في دييغو غارسيا، حيث بقيت معظم الطائرات مكشوفة في الهواء الطلق خلال الانتشار الأخير.
وكانت الولايات المتحدة قد نشرت ست قاذفات بي-2 في وقت سابق من هذا العام في دييغو غارسيا خلال توترات سابقة مع إيران، وشاركت في ضربات جوية ضد أهداف الحوثيين في اليمن، قبل أن يتم استبدالها بطائرات بي-52 وتعود إلى قاعدة وايتمان.
في سياق متصل، أمرت الولايات المتحدة بنشر مجموعة حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" في الشرق الأوسط، لتلتحق بحاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون. وتُعد هذه المهمة الأخيرة لحاملة نيميتز قبل إحالتها للتقاعد. وتختلف نيميتز عن فينسون بعدم حملها لطائرات إف-35سي الشبحية، مكتفية بمقاتلات إف/إيه 18 سوبر هورنت".
ومن المتوقع أن تلعب طائرات الحرب الإلكترونية إي إيه-18جي غراولر" دورًا حيويًا في تعطيل الدفاعات الجوية الإيرانية باستخدام صواريخ مضادة للرادارات وأنظمة تشويش متقدمة.
كما تستعد حاملة الطائرات الأحدث "يو إس إس جيرالد فورد" لمغادرة الساحل الشرقي للولايات المتحدة في مهمة تبدأ في أوروبا، ومن المرجح أن تتجه شرقًا لدعم حاملتي "نيميتز" و"فنسون" إذا تصاعدت الأوضاع مع إيران.
يشكل هذا الانتشار العسكري الأمريكي المتنوع رسالة ردع واضحة لطهران، مع تأكيد قدرة واشنطن على تنفيذ ضربات جوية دقيقة وقوية ضد المنشآت الإيرانية الحساسة، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتنامي المخاوف من تصعيد عسكري أوسع في المنطقة.