صواريخ «سبايك».. ذراع إسرائيل الطويلة في العمق الإيراني

وكالة أنباء حضرموت

في تطور يعكس تحولًا جذريًا في المواجهة العسكرية، كشفت أدلة ميدانية قيام تل أبيب بإطلاق صواريخ "سبايك" متطورة من داخل العمق الإيراني.

ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات تظهر عناصر من الموساد يشاركون في عمليات داخل إيران، بينما أظهرت لقطات نشرتها وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية وجود بقايا من أنظمة صواريخ "سبايك" داخل إيران عقب الموجة الأولى من الضربات، ما يثير تساؤلات حول إمكانية تشغيل إسرائيل لهذه الصواريخ عن بُعد داخل الأراضي الإيرانية، بحسب مجلة "ناشيونال إنترست".

سابقة تاريخية.. ماذا حدث عندما أطاحت الولايات المتحدة بحكومة إيرانية؟
وقد تناولت قناة "برس تي في" الإيرانية المملوكة للدولة هذا الموضوع، مشيرة إلى أن قوات الاستخبارات الإيرانية اكتشفت منصات إطلاق صواريخ سبايك معدلة خصيصًا لضرب أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.

ويشير التقرير إلى أن الثورة التقنية تكمن في آلية التشغيل التي وصفها التقرير الإيراني بأنظمة تحكم عن بعد تعتمد على الإنترنت والتشغيل الآلي، مما يلغي الحاجة لوجود مشغلين في الموقع.

هذا التوصيف يتوافق مع تصريحات مسؤول إسرائيلي لموقع "ذا وور زون" أكد فيها أن وحدات الموساد تدير منذ سنوات منشآت سرية داخل طهران لتجميع الطائرات المسيرة والصواريخ، بعد عمليات تهريب ناجحة للمواد الخام عبر الحدود.

وقد عززت هذه الصورة تقارير إيرانية إضافية عن اكتشاف مصنع طائرات مسيرة إسرائيلي في مبنى جنوب العاصمة، وإن ظلت هذه الادعاءات غير مؤكدة رسميًا من الجانب الإسرائيلي.

تمثل صواريخ "سبايك" - التي طورتها شركة "رافائيل" الإسرائيلية - الخيار الأمثل لمثل هذه المهمات بفضل مميزاتها الفريدة، فهي تعمل بتقنية "أطلق وانسَ" التي تسمح بإصابة أهداف على بعد 30 كم بدقة قاتلة، وتستخدم كاميرا مدمجة وكابل ألياف ضوئي يمكّن من تعديل مسارها أثناء الطيران.

وقد اكتسبت هذه الصواريخ سمعة عالمية بعد استخدامها الفعال ضد الدبابات في حروب سابقة، حيث تعاقدت عليها أكثر من 40 دولة.

تعيد تداعيات هذا التطور تشكيل موازين القوى الإقليمية، فتحويل الأراضي الإيرانية إلى ساحة لإطلاق الصواريخ يمثل اختراقًا للعمق الاستراتيجي، ويتجاوز أنظمة الدفاع الجوي عبر هجمات تنطلق من الداخل بسرية تامة.