تآكل صواريخ آرو يضع إسرائيل في مرمى صواريخ إيران الفرط صوتية

وكالة أنباء حضرموت

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال اليوم الأربعاء نقلا عن مسؤول أميركي كبير لم تسمه أن إسرائيل تواجه نقصا حادا في صواريخ آرو الاعتراضية، مما يثير المخاوف بشأن قدرتها على مواجهة الهجمات البالستية بعيدة المدى القادمة من إيران.

ويأتي هذا الكشف في وقت حرج، مع إعلان إيران إطلاق صواريخ "فاتح-1" الأسرع من الصوت على إسرائيل اليوم الأربعاء، وهي صواريخ، تشكل تحديا غير مسبوق لأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة.

ويشكل نظام "آرو" الإسرائيلي جزءًا حيويًا من الدفاع الصاروخي متعدد الطبقات، المصمم خصيصا لاعتراض التهديدات الباليستية بعيدة المدى.

وقد يُعرض النقص الحاد في صواريخ "آرو" الاعتراضية، خلال اليوم السادس من الصراع النشط مع إيران، المراكز السكانية الرئيسية في إسرائيل لخطر متزايد، خاصة مع دخول صواريخ "فاتح-1" الفرط صوتية الإيرانية خط المواجهة.

وهذه الصواريخ، التي تتجاوز سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت وتمتلك قدرة فائقة على المناورة أثناء الطيران، قد تُغير بشكل جذري مشهد التهديدات وتُلقي بظلالها على قدرة إسرائيل على اعتراض النيران الواردة.

يُعزى نقص صواريخ آرو الاعتراضية إلى القصف الصاروخي المكثف في الأيام الأخيرة، إضافة إلى محدودية القدرة الإنتاجية لهذه الصواريخ.

وأكد مسؤول أميركي لم تُفصح الصحيفة عن اسمه أن الولايات المتحدة تدرك هذا الوضع، ولذلك "اتخذت خطوات لتعزيز دفاع إسرائيل برًا وبحرًا وجوًا ضد الهجمات التي ستتعرض لها".

وأشار المسؤول إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أرسلت أنظمة دفاعية إضافية إلى إسرائيل منذ بدء هجماتها على إيران، محذرا في الوقت ذاته من أن الصواريخ الاعتراضية الموجودة في المخزون الأميركي معرضة أيضا لخطر النفاد بسبب تزايد عمليات الاعتراض.

ولم يحدد المسؤول عدد الصواريخ الاعتراضية المتبقية، أو متى قد يُجدد الإنتاج مخزون إسرائيل.

وتتألف منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي من أربع طبقات رئيسية هي القبة الحديدية (من 4 إلى 70 كيلومترًا) ومقلاع داوود (من 40 إلى 300 كيلومتر) وسهم 2 (مدى 500 كيلومتر)، وسهم 3 (2400 كيلومتر)، حيث يتم اعتراض معظم الصواريخ البالستية القادمة من إيران بواسطة منظومتي سهم 2 وسهم 3.

ودخل سهم 2 المصنع لاعتراض الصواريخ داخل الغلاف الجوي، الخدمة عام 2000، بينما بدأ استخدام سهم 3 المطور لاعتراض الصواريخ البالستية خارج الغلاف الجوي، عام 2017.

منذ انطلاق عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية ضد إيران الجمعة، زادت وزارة الدفاع الأميركية عدد أنظمة الدفاع الصاروخي المنتشرة في المنطقة، ومع ذلك، أثار تزايد عمليات الاعتراض قلقًا في واشنطن بشأن استدامة المخزونات الأميركية أيضًا.

وبعد اندلاع الحرب في غزة قبل عامين تقريبا في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر، تلقى الدفاع الجوي الإسرائيلية دفعة قوية من الولايات المتحدة في شكل نظام الدفاع الصاروخي للمناطق المرتفعة (ثاد)، ويرجع ذلك جزئيا إلى هجمات إيران على إسرائيل في مناسبتين منفصلتين: في أعقاب اغتيال زعيم حزب الله حسن نصرالله في لبنان، والضربة على مجمع دبلوماسي مرتبط بإيران في دمشق.

"لا تستطيع الولايات المتحدة ولا إسرائيل الاستمرار في اعتراض الصواريخ طوال اليوم. على الإسرائيليين وأصدقائهم التحرك بسرعة ووعي لفعل كل ما يلزم، لأننا لا نستطيع أن نتحمل البقاء مكتوفي الأيدي"، هذا ما صرح به توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، لصحيفة وول ستريت جورنال.

في ظل هذه التحديات، لم تُجب شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، المصنعة لصواريخ "آرو" الاعتراضية، على طلبات التعليق.

من جهته، اكتفى الجيش الإسرائيلي ببيان مقتضب قال فيه "جيش الدفاع الإسرائيلي مستعد وجاهز للتعامل مع أي سيناريو. للأسف، لا يمكننا التعليق على المسائل المتعلقة بالذخائر".

يشير هذا الوضع المتأزم إلى سباق تسلح محتدم بين القدرات الهجومية الإيرانية والدفاعات الإسرائيلية، ما ينذر بتداعيات إقليمية ودولية خطيرة. فقدرة إسرائيل على تجديد مخزونها من صواريخ "آرو" في الوقت المناسب ستحدد بشكل كبير موازين القوى في المنطقة، في ظل التهديد المتزايد.