واشنطن تستعد لـ«ضربة صامتة محتملة» من إيران

وكالة أنباء حضرموت

في وقت أحجم الرئيس دونالد ترامب عن حسم انضمام واشنطن إلى الضربات التي توجهها إسرائيل إلى إيران، تستعد شبكات البنية التحتية الأمريكية لهجمات سيبرانية محتملة.

واستنفرت المنظمات التي تُمثّل الشبكات الحيوية التي تُحافظ على استمرار الكهرباء، وتدفق المياه، وأنظمة النقل في جميع أنحاء الولايات المتحدة، لمواجهة موجة محتملة من الهجمات السيبرانية الإيرانية، وذلك على الرغم من عدم الإبلاغ علنًا عن أي تهديد جديد كبير حتى الآن.

وتعزز هذه الجهات دفاعاتها بشكل استباقي، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.

وقال جون هولتكويست، كبير المحللين في مجموعة "جوجل لاستخبارات التهديدات": "لم يكن النشاط السيبراني الإيراني واسع النطاق خارج الشرق الأوسط، لكن الأمر قد يتغير في ضوء العمليات العسكرية".

وأضاف أنه إذا قررت الولايات المتحدة توجيه ضربة مباشرة لإيران "فقد تُعاد ترتيب أولويات الأهداف في الولايات المتحدة من خلال قدرات إيران السيبرانية".

وخلال فترات التوتر الجيوسياسي السابقة، كثفت الوكالات الأمريكية، بما في ذلك وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، جهودها لتحذير مشغلي الشبكات الأمريكية الحيوية من التهديدات الناشئة.

ففي 2022 وقبل اندلاع حرب أوكرانيا، أطلقت وكالة الأمن السيبراني برنامجها "درع الحماية" لرفع مستوى الوعي بالمخاطر المحتملة التي قد تتعرض لها الشركات الأمريكية.

وفي ذلك الوقت، نسقت آن نيوبرغر نائبة مستشار الأمن القومي لشؤون الإنترنت والتكنولوجيا الناشئة في البيت الأبيض في إدارة الرئيس السابق جو بايدن، مع وكالة الأمن السيبراني ووكالات أخرى، مثل مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، لدعم قطاعات البنية التحتية الحيوية قبل الحرب وأكدت على أهمية دور الحكومة في مساعدة هذه الشركات على تعزيز دفاعاتها خلال الأزمات.

وإلى جانب الموارد الفيدرالية، يلجأ آلاف من مشغلي البنية التحتية الحيوية في البلاد إلى مراكز ومنظمات تبادل المعلومات وتحليلها للحصول على معلومات استخباراتية حول التهديدات.

وأصدر مركز تبادل المعلومات والتحليل الغذائي والزراعي تنبيهًا أواخر الأسبوع الماضي يحثّ الشركات الأمريكية بشدة على تكثيف جهودها الأمنية استعدادًا لهجمات إلكترونية إيرانية محتملة وحذر من أنه حتى في حال عدم استهداف أي شركة أمريكية بشكل مباشر، فإن الترابط العالمي يعني أن "الهجمات الإلكترونية الموجهة إلى إسرائيل قد تؤثر بشكل غير مقصود على الكيانات الأمريكية".

وفي الوقت نفسه، تبقى مراكز تبادل المعلومات والتحليل لقطاعات الكهرباء والطيران والخدمات المالية وحكومات الولايات والحكومات المحلية في حالة تأهب.

وقال جيفري تروي، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة معنية بتبادل وتحليل المعلومات إن شركات الطيران تأثرت في الماضي بهجمات إلكترونية عطّلت أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS) لذا "يظل أعضاؤنا في حالة يقظة دائمة، يتبادلون المعلومات الاستخباراتية ويتعاونون في استراتيجيات الوقاية والكشف والتخفيف".

وقال آندي جبور، المؤسس والمستشار الأول للمنظمة إن منظمته تراقب الجهود المحتملة التي يبذلها قراصنة مرتبطون بإيران للتسلل إلى مواقع أمريكية أو نشر معلومات مضللة.

ووفقا لـ"بوليتيكو"، فإن مجموعة القرصنة الإلكترونية المرتبطة بالحكومة الإيرانية "Cyber Av3ngers" اخترقت العديد من مرافق المياه الأمريكية التي كانت تستخدم لوحات تحكم إسرائيلية الصنع عقب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ورغم أن عمليات الاختراق لم تعطل إمدادات المياه، لكنها مثلت تحذيرا لمشغلي المرافق بشأن الأجهزة التي يُمكن اختراقها بسهولة واستهدافها أولًا في أي صراع إلكتروني مع إيران.

ويرجع نقص الدعم الفيدرالي للاستعدادات إلى هجمات سيبرانية محتملة إلى التغييرات واسعة النطاق في جميع الوكالات منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه، فمن المتوقع أن تفقد وكالة الأمن السيبراني حوالي 1000 موظف، كما تم تقليص العديد من برامجها أو إيقافها مؤقتًا، بما في ذلك تمويل المنظمة التي تدعم مراكز أمن المعلومات والحماية المحلية.

كما أن وكالة الأمن السيبراني تفتقر إلى قيادة معتمدة من مجلس الشيوخ منذ رحيل المديرة السابقة جين إيسترلي في يناير/كانون الثاني الماضي.