مريم رجوي في مؤتمر بالبرلمان الفرنسي: الحل النهائي لإنقاذ المنطقة والعالم ..هو تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية
مريم رجوي في مؤتمر بالبرلمان الفرنسي: الحل النهائي لإنقاذ المنطقة والعالم ..هو تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية
في العام الماضي، سعينا خلال جلسات متعددة، وخاصة في هذه القاعة (قاعة كستور)، إلى أن نُظهر بأنّ الديكتاتورية الدينية قد صنعت صورة زائفة عن قوتها من خلال الإعدامات والإرهاب وإشعال الحروب.

مريم رجوي في مؤتمر بالبرلمان الفرنسي: الحل النهائي لإنقاذ المنطقة والعالم ..هو تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية

عقد مؤتمر في البرلمان الفرنسي يوم الثلاثاء 27 أيار بحضور عدد من النواب الفرنسيين وشاركت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في المؤتمر والقت كلمة و فيما يلي نصها:
السيدات والسادة النواب، السيد فيدال كوادراس، الأصدقاء الأعزاء!
يسعدني كثيرًا لقاؤكم.
في العام الماضي، سعينا خلال جلسات متعددة، وخاصة في هذه القاعة (قاعة كستور)، إلى أن نُظهر بأنّ الديكتاتورية الدينية قد صنعت صورة زائفة عن قوتها من خلال الإعدامات والإرهاب وإشعال الحروب.
وللأسف، حاول أنصار سياسة المساومة في أوروبا والولايات المتحدة أن يُقنعوا الآخرين بأنّ هذا النظام قوي. لكنّ العالم بات اليوم مدركًا لضعف هذا النظام.
فلو كانت قوّته قائمة على أسس حقيقية، لما خسر بهذه السرعة النفوذ الذي كان قد كسبه في سوريا ولبنان، ولَما انهارت جحافله بهذه السرعة أمام هجمات الثوار خلال عملية الإطاحة بديكتاتور سوريا.
الضعف الجوهري للنظام الإيراني
أيها الأصدقاء الأعزاء!
أود الآن أن ألفت انتباهكم إلى الضعف الجوهري الذي يعانيه النظام في مواجهة الشعب والمقاومة اللذين يسعيان إلى إسقاطه.
في السادس من أيار من هذا العام، اعترف “إيجئي” رئيس السلطة القضائية التابعة للملالي، بأن حوالي 90 ألف متظاهر، كان العديد منهم من الطلاب والتلاميذ، قد تم اعتقالهم خلال احتجاجات عام 2022 [1].
في الواقع، فإنّ الشعب الإيراني، ولا سيما الجيل الشاب، يعيش في حالة تمرّد وانتفاض ضد النظام.
وفي الأسبوع الأخير من أبريل، وقّعت وزارة التعليم رسميًا مذكرة تفاهم مع قوى الأمن، تتولى بموجبها هذه القوات تنفيذ تدابير أمنية ورقابة سياسية على التلاميذ والمعلمين في المدارس والثانويات.
في العالم كلّه، يُعرف سجن إيفين بأنه رمز الاستبداد في إيران، وهو يذكّر إلى حدّ ما بسجن الباستيل في فرنسا.
لكن في الأسبوع الأخير من هذا الشهر، أطلق السجناء السياسيون داخل أجنحة إيفين هتافات جماعية ضد خامنئي.
أما عائلات السجناء فقد تظاهروا بشجاعة أمام هذا السجن.
وهذه الاحتجاجات تعبّر عن صورة المجتمع الإيراني اليوم.
خلال السنة الماضية، احتجّ العمال والعاملون في قطاع النفط والمعلمون والممرضون والمتقاعدون والسائقون آلاف المرّات ونفّذوا إضرابات متكرّرة.
وبالتوازي مع ذلك، تواصل وحدات الانتفاضة نشاطها يوميًا في جميع أنحاء البلاد، وهي تنفذ العمليات الخارقة للقمع.
وقد واجه الملالي هذه الانتفاضة بتنفيذ 1150إعدامًا في السنة الإيرانية الماضية.
وأحكام الإعدام ضد مؤيدي مجاهدي خلق في تصاعد خلال الأشهر الأخيرة، في محاکم دون محام دفاع.
تجربة ثلاثة عقود من المساومة
إذا أردنا أن نختصر، يمكننا القول إن نظام الملالي بات محاصرًا بسخط الشعب واستيائه.
وقد أشار خامنئي نفسه إلى هذا الأمر في مناسبة دينية بتاريخ 31 آذار/مارس.[2]
إذ قال إنه لا يتوقع تهديدًا من أمريكا أو إسرائيل، بل ركّز على ما سمّاه “الفتنة” داخل البلاد، أي الانتفاضات الشعبية، وتوعّد بالقمع.
لقد قلنا دائمًا لهذا النظام: يجب أن يتراجع عن برنامجه النووي وعن إشعال الحروب وعن القمع.
وقلنا للدول الغربية: إذا استطعتم إجبار هذا النظام على التخلّي عن القنبلة والصواريخ، فلا تترددوا.
لكنّ تجربة ما يقارب ثلاثة عقود من التفاوض واضحة أمام الجميع؛ فالنظام في كل مرة استخدم المفاوضات لشراء الوقت، ثم واصل استكمال منشآته النووية.
ولو لم يكن هذا النظام يسعى وراء القنبلة، لما أضاع ألفي مليار دولار من أموال الشعب الإيراني في هذا السبيل.
قبل ثلاثة أسابيع، كشفت المقاومة الإيرانية عن موقع نووي سري جديد تابع للنظام في منطقة سمنان شرق طهران، وهو جزء من الجهاز المسؤول عن تصنيع القنبلة النووية.
وكما أكدت المقاومة الإيرانية مرارًا، فإن الخطوة الأولى لمنع الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران من امتلاك القنبلة النووية، هي تفعيل آلية الزناد، وإعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن الدولي، والتفكيك الكامل للبرنامج النووي للنظام، وخاصة أنشطة التخصيب.
وهنا يلعب الاتحاد الأوروبي بقيادة فرنسا دورًا حاسمًا ومصيريًا.
لكن الحل النهائي لإنقاذ المنطقة والعالم من خطر امتلاك عرّاب الإرهاب في العالم المعاصر للقنبلة النووية، هو تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية، وإرساء الديمقراطية وسيادة الشعب في إيران.
وعلى الغرب، بدلاً من مواصلة سياسة المساومة التي فشلت مرارًا خلال العقود الثلاثة الماضية، أن يتخذ موقفًا حازمًا ضد هذا النظام، على غرار المبادرة الأخيرة التي اتخذتها فرنسا برفع دعوى ضد النظام بتهمة احتجاز الرهائن.
لذا، ينبغي مطالبة الحكومة الفرنسية بإدراج حرس النظام الإيراني في قائمة التنظيمات الإرهابية، والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني في كفاحه من أجل الحرية والديمقراطية.
مناشدة فرنسا والمجتمع الدولي
أصدقائي الأعزاء،
اليوم معنا البروفيسور آلخو فيدال-كوادراس، الذي كان هدفًا لهجوم إرهابي شنه النظام الإيراني في تشرين الثاني / نوفمبر 2023.
ولحسن الحظ، وبعزيمة لا تُقهر، استعاد عافيته. وهو اليوم أقوى من أي وقت مضى في فضح جرائم النظام ومؤامراته.
إننا ندعو فرنسا وأوروبا والعالم بأسره إلى الاعتراف بكفاح الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام، وبمعركة وحدات الانتفاضة ضد قوات الحرس.
إن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يدافع عن جمهورية ديمقراطية خالية من الإعدام والتعذيب، تقوم على المساواة بين النساء والرجال، وفصل الدين عن الدولة، والحكم الذاتي للقوميات، وكذلك على إيران غير نووية.
نحن نقول بوضوح:
لا للحجاب الإلزامي، لا للدين القسري، ولا لحكم الجور.
تحية لمقاومة الشعب الفرنسي
أيها الأصدقاء،
إن 27 أيار / مايو يصادف الذكرى السنوية لأول اجتماع لـ المجلس الوطني للمقاومة الفرنسية في عام 1943، الذي دعا إليه جان مولان.
وهي مناسبة لتجديد التذكير بقيم المقاومة: الشجاعة، الدفاع عن الجمهورية، العدالة، واحترام الآخرين.
ويجب أن نُعرب عن امتناننا للنساء والرجال الذين خاطروا بأرواحهم وضحّوا من أجل تحرير فرنسا من الاحتلال النازي.
وهذه تجربة مقاومة من أجل الحرية تتجدد مع تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على يد مسعود رجوي في تموز / يوليو 1981 بطهران.
أما بيان “إيران – 2025” الذي وقّعه عدد كبير من أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية مؤخرًا، فهو نموذج ملهم وجدير بالتقدير لمواصلة نهج قيم المقاومة الفرنسية عبر تبنّي سياسة صحيحة تجاه إيران.
وإنني أُعرب عن تقديري الخالص للموقّعين على هذا البيان.
[1] – وكالة أنباء تسنيم 6 أيار 2025
[2] – موقع مكتب حفظ ونشر آثار خامنئي 31 مارس 2025