فصل آخر في "رحلة مجموعة المعاقين" في لحج نحو حقوقهم
كغيرها من قضايا الأراضي في محافظة لحج ، هكذا بدت قضية " أراضي مجموعة المعاقين " المستحقة والممنوحة لهم من المحافظ منصور عبد الجليل في العام 1998 ، إذ ومن ذلك التاريخ إلى الآن لم تستطع مجموعة المعاقين "المكونة من ثلاثين معاق " من التصرف في كامل الأرض المصروفة لهم والمقدرة ب 150 فدان كانت قد صُرفت لهم في منطقة الحسيني العلم . وبموجب الوثائق الثبوتية والأحكام الصادرة ..فلا زالت هناك 35 فدان متنازع عليها مع المتنفذ هاني المزجاجي .. حيث بعد نزول هيئة محكمة الاستئناف اليوم إلى مساحة ال 35 فدان للمعاينة، وبحضور ممثل هيئة الأراضي غسان محمد قاسم،وبعد الإستماع إلى محامي الطرفين ..المحامي عادل ثابت محمد الحجيلي محامي رجل الأعمال هاني المزجاجي الذي "أصر على أحقية موكله بالأرض المصروفة له من هيئة وعقارات الدولة" ، و ألفت بكيل محامية مجموعة المعاقين ..تم التوجه بعد ذلك إلى مقر محكمة الاستئناف .
المحامية ألفت تروي الحكاية قانونا
المحامية ألفت بكيل مرشد أحمد محامية فئة من المعاقين بلحج وعددهم 30 معاق ، والموكلة للدفاع عنهم في القضية المنظورة أمام محكمة الاستئناف/ لحج والمقامة من المدعي هاني المزجاجي ، حيث أن موضوع النزاع هو 35 فدان، هي بالأصل تقع ضمن ال 150 فدان الممنوحة لمجموعة المعاقين من المحافظ منصور عبد الجليل علم 1998م والمصادقة من قبل هيئة الأراضي ..حيث تم النزول اليوم الموافق 27 مايو 2025 إلى الأرض موضع النزاع من قبل ممثلي محكمة الإستئناف كلا من القضاة خالد صالح العيسائي وقاسم الديفاني،وعلي عوض..
كما أكدت المحامية ألفت قائلة :
"تم صرف عقود انتفاع لفئة محدده من معاقين محافظة لحج عددهم 30 معاق ولكل معاق 5 فدان حسب عقود الانتفاع والكشف المرفق الصادره من الهيئة العامة للأراضي م/لحج منذ عام 98م وتم توثيق تلك العقود أمام قلم توثيق محكمة الحوطة الابتدائية م/لحج وان استحقاقهم للأرض بناء على أوامر نيابة الاموال العامة وكذا اللجنة المشكلة من قبل المحافظة وذلك تقديرا لهم كحالة استثنائيهة لايقاس عليها والأرض المحدده لهم من الدولة بموجب العقود والكشف .
وبموجب ذلك الصرف تم تسليم المعاقين (99) فدان وبقي لهم (51) فدان من اصل المساحه المصروفه لهم( 150)فدان وان مساحة (16) فدان والى يومنا هذا وهي تحت يد وبسط الهيئه ومساحه (35) فدان مع المعتدي عليها هاني المزجاجي وقد صدر حكم جنائي من محكمه الحوطه الابتدائيه م/ لحج ضد المتهم عبدالله علي عبدالله داؤود بالمساحه المعتدي عليها (35) فدان و كما يزعم هاني المزجاجي بأنه اشترى بعقد عرفي لتلك المساحه المشار إليها بالحكم من المتهم عبدالله علي عبدالله داوؤد . اثناء تنفيذ الحكم قامت الهيئه العامه للأراضي م/ لحج بإصدار عده مذكرات الى محافظ محافظة لحج وايضا إلى نيابه الاموال العامه بأن هاني محمد المزجاجي هو المعتدي على أرض المعاقين وتفاجئنا بعدها بقيام الهيئه العامه للأراضي باستخدام سلطتها الممنوحة لها وقامت بإصدار مذكرة بوقف تنفيذ الحكم، وقامت بالصرف وتسليم محضر الأرض بمساحه (35) لهاني المزجاجي بعد دخولنا إلى المحكمه رغم وجود مذكره صادرة من محكمه الحوطه الابتدائيه م/ لحج بوقف اي إجراءات صرف للمدعى عليه (هاني المزجاجي) و للاسف ان الهيئه العامه للأراضي م/ لحج لم تلتزم لأوامر القضاء ضاربه أوامرها عرض الحائط وقامت بعمل محضر تسليم للأرض وقيامها بالصرف للمعتدي ( هاني ) على أرض مجموعه المعاقين مستغلين ظروفهم الصعبه ولم تكتفي بذلك بل قامت بالاستيلاء على(16) فدان وقيامها بتلك الأفعال لغرض فرض الأمر الواقع والعوده بالمنافع الشخصيه لهما( هاني المزجاجي و الهيئه العامه للأراضي والمساحه والتخطيط العمراني م/ لحج ) وهذا الظلم بعينه والظلم ظلمات يوم القيامه. وكما هو ثابت وقاطع للشك من سلامه الوضع القانوني لمجموعه المعاقين المنتفعين م/ لحج بموجب الوثائق الذي بحوزتهم . "
ومن ثم توجه القضاة والمتنازعين إلى محكمة الاستئناف حيث تم تأجيل النطق بالحكم إلى جلسة 13_7_2025 .
صوت المعاقين
من جانبه أكد الوكيل الاول لمجموعة المعاقين "هاني سالم محمد" أن الثلاثين معاق المنتفعين من ال 150 فدان الممنوحة لهم من المحافظ منصور عبد الجليل في العام 1998 م هم من مؤسسي جمعية المعاقين الأوائل حينها، كما أوضح أن غالبية المعاقين طريحي الفراش ومستحقين لأبسط دعم نظير ظروفهم المعيشية الصعبة ، لاسيما تمكينهم مما تبقى من أرضهم والمقدرة ب 35 فدان تحت يد المتنفذ المزجاجي و 16 فدان متحفظة عليها هيئة أراضي الدولة ولم تمنحها المعاقين ، رغم صدور حكم قضائي بذلك، مشيرا إلى أن المنطقة الواقعة فيها الأفدنة المستحقة هي منطقة مهمة مما جعلها محط أطماع المتعديين، مستنكرا ما يتعرض له المعاقين من حملات إساءة وتعدي وصلت إلى القول بأن المعاقين لا يستحقون هذه الأرض المهمة مؤكدا أننا أبناء المنطقة ولسنا غرباء وقد صرفت لنا بطرق قانونية وعبر القنوات الرسمية وتم إصدار حكم محكمة يوافق موقفنا وحقنا فيها . داعيا الجميع إلى تغليب ضمائرهم وتمكين المعاقين مما تبقى لهم من أرضهم والمقدرة ب 51 فدان وعدم استضعافهم، مؤكدا في الوقت ذاته أنه لا توجد هناك عداوات شخصية بينهم وبين شخص المزجاجي ، وان مطلبهم الوحيد هو تنفيذ أحكام القانون والامتثال لها . كما أشار إلى عدم تنازلهم عن حقهم واتباعهم الطرق القانونية احتراما منهم وتقديرا للقانون وأحكام القضاء .
وفي سياق متصل عبرت "عضوة جمعية المعاقين " يسرى محمد سعيد كرد " والتي تعاني من إعاقة شلل أطفال وترقد حاليا في منزل أهلها في حالة صحية حرجة، عبرت عن بالغ حزنها من محاولة الإستيلاء على حقهم مما تبقى من الأفدنة التي لم تُصرف لهم، مؤكدة أنها وزميلها المتوفي " فكري مصطفى حبيش "من أوائل مؤسسي الجمعية والذين تم منحهم الأراضي من قبل محافظ لحج منصور عبدالجليل كهدية في عيد المعاقين، مشيرة إلى أن مدير مؤسسة الأمل الزراعية" الراحل " قد سهل للمعتدين البسط على أراضيهم المصروفة لهم، كما قالت إن هاني المزجاجي يلجأ لنقض الأحكام الصادرة والقاضية بتمكيننا من أرضنا، مؤكدة التعرض للمعاقين مرات عديدة عند نزولهم إلى الأرض من قبل الباسطين بقوة السلاح، مشيرة إلى أنهم معاقين ضعفاء لا يقدرون على المقاومة بالمثل ،و مؤكدة أن الأمر ليس فيه أي لبس فالثلاثين معاق مثبتة إعاقتهم مستحقين للأرض بأوراق ثبوتية مصدقة من المحكمة وأن ما يحدث هو بفعل الإستقواء . مناشدة الجميع بالوقوف إلى جانبهم وتمكينهم من أرضهم بغرض التصرف فيها .
أما عماد جماعي أحمد سعيد الوكيل الثاني للمعاقين والذي يجر رجله بصعوبة كما إحدى يديه ..أضاف قائلا ..منذ العام 1998 م ونحن نتابع لأجل هذه الأرض موضحا أن هيئة الأراضي في البداية أشارت عليهم بالجلوس في الأرض رغم إعاقتهم وقد جلسنا فيها ثلاث سنوات وتعرضنا فيها للأخذ من قبل الأمن والسجن بإدعاءات مضادة من المتنفذين لكن ما يلبثوا أن يفرجوا عنا نظير حالتنا الجسدية " الإعاقة" بالإضافة إلى ما نمتلكه من أوراق ثبوتية . مشيرا إلى وفاة أربعة معاقين من الثلاثين المصروفة لهم، إذ ينوب عنهم الورثة الآن مؤكدا إلى عدم تنازلهم عن حقهم وعدم رضاهم إلا بالخمسة فدان المصروفة قانونا لكل واحد من الثلاثين معاق .
"منذر مصطفى حبيش" وكيل أخيه المعاق المتوفي "الدكتور فكري مصطفى حبيش" من جهته عبر عن أمله في تجاوب السلطات مع مناشدات المعاقين المستمرة في استخراج ما تبقى من أرض تخصهم بحوزة هاني المزجاجي، إذ أن المعاقين في أمس الحاجة لها الآن نظرا لظروفهم الصحية والمعيشية الصعبة .
أما "رياض عبدالله سعد علايه" أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية المعاقين و واحد من الثلاثين معاق المصروفة لهم الأرض، أجاب بعد معاناة في فهم السؤال ..فبالإضافة لإعاقته الحركية هو أصم كليا ، وأوضح قائلا ..منذ التسعينات ونحن نتابع في حقنا في الأرض شاكرا أخوتهم الوكلاء في استخراج الجزء الأكبر من الأرض وداعيا إلى تسليمهم ما تبقى منها كونهم في أمس الحاجة للإستفادة منها فالحق حق وما ضاع حق وراءه مطالب متمنيا أن يصدر الحكم بمحكمة الاستئناف لصالح المعاقين وتمكينهم مما تبقى من أرضهم .
وختاما وجه المعاقون الذين تحملوا عناء المجيئ وقطع كل هذه المسافة الطويلة رغم ظروفهم الصحية الصعبة ..وجهوا كلمة إلى ذوي الشأن في محكمة الإستئناف لمساعدتهم وإنصافهم مبدين ثقتهم واحترامهم لأحكام القضاء الذي سبق وأنصفهم في المحكمة الإبتدائية .