رد رسمي: مكتب صحة دار سعد ينفي "الحميات الغامضة" ويوضح الحقائق العلمية في عدن

وكالة أنباء حضرموت

تحية طيبة وبعد،،،
اطلعنا باهتمام على المقال المنشور تحت العنوان أعلاه، والذي تناول ما وصفه الكاتب بـ"غموض الحُمّيات المنتشرة" في محافظة عدن، واشتمل على مجموعة من التحليلات والفرضيات التي نراها، انطلاقًا من مسؤوليتنا الصحية والفنية، غير دقيقة من الناحية العلمية وتفتقر إلى الأسس الوبائية المبنية على الدليل التجريبي، وقد تسهم في إثارة البلبلة بدلًا من تقديم الوعي والتثقيف.

وانطلاقًا من التزامنا بمسؤولياتنا في توضيح الحقائق أمام المجتمع والكوادر الصحية، نود التأكيد على النقاط الآتية:

أولًا: لا وجود لما يُسمى بـ"حُمّيات غامضة" في عدن 
تم رصد ومتابعة الحالات التي تعاني من أعراض الحُمّى من قبل مكاتب الصحة في جميع المديريات، بما فيها مديرية دار سعد. وتبيّن أن تلك الحالات تعود إلى أمراض معروفة تم توثيقها وتشخيصها من خلال الفحوصات السريرية والمخبرية المعتمدة، ومن أبرزها:
- حُمّى الضنك (Dengue Fever)
- الملاريا (Malaria)
- التهابات الجهاز التنفسي الموسمية
- الإنفلونزا الفيروسية وغيرها

تُجرى هذه التشخيصات بدقة وفقًا لبروتوكولات معتمدة، تشمل فحص الدم  (Blood Film) واختبارات الحُمّى النقطية السريعة، بالتعاون مع مختبرات مرجعية رسمية.

ثانيًا: لا توجد أدلة علمية أو مخبرية على وجود متحوّر جديد لفيروس كورونا 
الإشارة في المقال إلى احتمال وجود "متحور جديد" لفيروس كورونا، استنادًا إلى ملاحظات غير موثقة، لا تُعد دليلًا علميًا أو وبائيًا. وفي ظل غياب نتائج موثقة لفحوصات PCR، لا يمكن القفز إلى استنتاجات من هذا النوع. تجدر الإشارة إلى أن تنوّع الأعراض بين الحالات أمرٌ شائع ومعروف في الأمراض الفيروسية، ولا يُعد بحد ذاته مؤشرًا على ظهور فيروس جديد.

ثالثًا: تحسن الحالات بعد استخدام أدوية الملاريا لا يعني تشخيص الإصابة بها 
ما ورد في المقال من أن "حالات الحمى الفيروسية تتحسن باستخدام أدوية الملاريا" هو استنتاج غير دقيق، وقد يضلل القارئ. إذ أن التحسّن قد يكون مرتبطًا بالتطور الطبيعي للحالة المرضية أو تعافي المناعة الذاتية، ولا يُعد دليلًا على فعالية العلاج ضد فيروسات لا تتبع لطفيليات الملاريا. كما نؤكد أن الاستخدام العشوائي لأدوية الملاريا يخالف تعليمات وزارة الصحة، ويشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة العامة من خلال زيادة احتمالية نشوء مقاومة دوائية.

رابعًا: التشخيص الطبي لا يُبنى على تحليلات صحفية أو استنتاجات شخصية
يعتمد التشخيص الطبي على معايير علمية ثابتة، تتضمن التقييم السريري والفحوصات المخبرية، ووفق بروتوكولات منظمة الصحة العالمية. إن التوصيات والتحليلات التي تضمنها المقال، دون سند علمي صادر عن جهة مختصة، تُعد تجاوزًا خطيرًا قد يُربك الكوادر الطبية ويُضعف ثقة المواطنين بالمؤسسة الصحية.

خامسًا: نناشد الكُتّاب والناشطين توخّي الدقة والمسؤولية عند تناول القضايا الصحية
في ظل التحديات الصحية الراهنة، تزداد الحاجة إلى التعامل الرشيد والمسؤول مع المعلومات الصحية. ونؤكد أن إصدار التصريحات أو التوصيات الطبية يجب أن يكون مقتصرًا على الجهات المختصة فقط، وبالاستناد إلى بيانات موثقة وتحاليل علمية دقيقة، وليس إلى مشاهدات ميدانية أو تأويلات غير ممنهجة.

وبناءً على ما سبق، ينفي مكتب الصحة والسكان في مديرية دار سعد بشكل قاطع صحة ما ورد في المقال المشار إليه من فرضيات غير دقيقة، ويدعو وسائل الإعلام والمجتمع المحلي إلى اعتماد المعلومات الصحية من مصادرها الرسمية، والامتناع عن تداول الشائعات أو نشر تكهنات لا تخدم الجهد الصحي، بل تُضعف من أثره وتُشوش صورته أمام الرأي العام.

كما نؤكد استعدادنا الدائم لتقديم المعلومات الموثقة والتقارير الميدانية لجميع الجهات المهتمة، من باحثين أو إعلاميين أو كوادر طبية، دعمًا للصحة العامة وحماية للمواطنين.

والله ولي التوفيق،،،

الدكتور/ علي صالح الربيزي
مدير مكتب الصحة والسكان
مديرية دار سعد