صحف عربية: اليمن...الفرصة الأخيرة للحوثيين

متابعات

أعلن مجلس التعاون الخليجي استضافة مشاورات يمنية-يمنية، برعاية دوله في الرياض، بمن حضر، في محاولة مننه لجمع ممثلي الشعب اليمني على حل سياسي يخرج اليمن من أزمته، رغم ترجيح مقاطعة الحوثيين للمباردة الجديدة، إصراراً على رفض السلام والحلول السياسية. ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، لم تتوقف دول الخليج عن العمل على تغليب الحوار من أجل اليمن وشعبه اليمني، في حين يصر الجانب الحوثي على رفض الفرصة تلو الأخرى، والمبادرات السلمية المختلفة، ما يجعل دعوة المجلس الأخيرة، آخر فرصة تتاح للحوثيين للعودة إلى مسار التفاوض قبل التفكير في إجراءات أخرى، إقليمياً، ودولياً، وهو ما أشارت إليه الإمارات مثلاً، بمطالبتها أخيراً المجتمع الدولي بالضغط على الجماعة الإرهابية للعودة إلى المسار السياسي.

مشاورات في الرياض
وفي هذا الإطار قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، إن هذه المشاورات التي دعا لها المجلس، ستكون برعاية دوله في مقر الأمانة العامة بالرياض، بين 29 مارس (آذار) الجاري و7 أبريل (نيسان) المقبل.

ونقلت الصحيفة عن أمين عام المجلس الدكتور نايف الحجرف، خلال مؤتمر صحافي عقده في الرياض، أن المشاورات "تهدف إلى توحيد الصف ورأب الصدع بين الأشقاء ودعم الشرعية وتعزيز مؤسسات الدولة، وخلق مقاربة تدفع بهم لطاولة المشاورات تلبية لتطلعات الشعب اليمني ودعم الجهود الدولية والأممية، لافتاً إلى أن الدعوات سوف ترسل إلى جميع الأطراف والمكونات اليمنية، وستعقد في مقر الأمانة العامة بمن حضر، متمنياً أن يشارك الجميع وعدم تفويت الفرصة".

وكشف الحجرف وفق الصحيفة، أن المجلس يعرف أن الحوثيين، يسعون إلى التملص من المفاوضات والمشاورات، بعد الدعوة إلى نقل اللقاء إلى خارج الرياض، قائلاً: "هذه المشاورات تعقد تحت مظلة مجلس التعاون وتحتضنها الأمانة العامة بالرياض، وبالتالي مهم جداً ألا يكون مكان عقد هذه المشاورات هو المعضلة، نتمنى أن يغتنم الكل الفرصة، قد يكون هناك أكثر من مشاورات، ونحن مؤمنون أن هذه الفترة مجرد خريطة طريق، ولن تنتهي في 7 أبريل".

ويبدو حسب الحجرف، أن المجلس، ماضٍ في مشروعه، ولن يُغير موقفه إذا قاطع الحوثيون المشاورات، أو عملوا على عرقلتها، قائلاً: "لن تستثني الدعوة أي مكون، ولن نفرض على الأشقاء ما يناقشونه، وما لا يناقشون، كل ما يرونه مستحقاً للنقاش الخيار متروك لهم، وضعنا المحاور كخطوط عريضة، وكثير من التفاصيل سيضعها الأشقاء في اليمن وسنتبنى كل ما يتبنوه، سنعول دائماً على من حضر وتفاعل وشارك ومن وضع مصلحة الشعب اليمني أولاً".

الفرصة الأخيرة.. بمن حضر
ومن جهتها استبعدت صحيفة "العرب" نقلاً عن أوساط سياسية يمنية مشاركة المتمردين الحوثيين في المشاورات بعد مطالبتهم بنقل مكان انعقادها. 

وتنقل الصحيفة، عن أوساط متابعة أن السعودية ومن خلال دعوة مجلس التعاون الخليجي تقدم الفرصة الأخيرة للحوثيين للجنوح إلى السلام، لكن المتمردين لا يبدو أنهم في وارد التقاطها، ليس فقط لموقفهم من الرياض بل أيضا لارتباط بموقف طهران، التي تتخذ من الأزمة ورقة لمقايضة السعودية والمجتمع الدولي.

وترى الأوساط أن إصرار المملكة على تجاهل مقترح "الأرض المحايدة" يشكل إحراجاً كبيراً للمتمردين، ويكشف أمام المجتمع الدولي خاصةً تعنتهم ورفضهم مبادرات السلام المختلفة، والمتكررة، ما يمهد الطريق لمزيد من الإجراءات ضد الجماعة الإرهابية، بعد القرار الأممي الأخير بحظر تسليحها وإدراجها منظمة إرهابية، إلى جانب القرار الأوروبي، بإدراجها على اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي.

وبحسب الصحيفة، فإن "رفض المتمردين المشاركة في المفاوضات المقبلة، سيزيد من إضعاف موقفهم سواء كان في الداخل اليمني وأيضا لدى المجتمع الدولي، في المقابل فإن تدارك الموقف المتحفظ لن تسمح به إيران، كما أنه من غير الوارد أن يقبله الجناح المتشدد داخل الجماعة حيث سيعدّ تنازلاً"، كما أشاروا إلى أنه في حال لم يشارك الحوثيون في المشاورات المرتقبة فإنه في الغالب ستتحول الأجندة إلى بحث إعادة هيكلة السلطة الشرعية، تمهيدا لمرحلة جديدة من المواجهة مع المتمردين.

مفاوضات وضغط
ومن جانبها، قالت صحيفة "البيان" الإماراتية إن "دعوة الإمارات للمجتمع الدولي للضغط على جماعة الحوثي الإرهابية للدخول في التسوية السياسية" امتداد لسياسة الإمارات التي تشدد على أن المفاوضات هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق السلام، ووضع حد للحرب المدمرة، التي فرضتها الميليشيا على اليمنيين، شرط توفر الرغبة في السلام والحل.

وأكدت الصحيفة، أن هذا الموقف السياسي والإنساني للإمارات، التي كانت أبرز الداعمين لليمنييين على امتداد سنوات الحرب بالمساعدات والدعم الإنساني والإغاثي، كان دائماً "على توازٍ مع مواقف مجلس التعاون الخليجي، الذي أعلن هذا الأسبوع استضافة مفاوضات يمنية يمنية هذا الشهر، على اعتبار أن ما يقدمه مجلس التعاون ليس مبادرة جديدة، إنما تأكيد أن الحل بأيدي اليمنيين، وأن جميع أطراف الصراع اليمني بلا استثناء مدعوة للمشاركة في هذه المفاوضات والدخول بمفاوضات سلام برعاية الأمم المتحدة وبدعم خليجي، مضيفة أنه هذا الموقف الإيجابي، يفرض على المجتمع الدولي أن يعيد النظر في موقفه من الأزمة اليمنية، ومواقف مختلف أطرافها، "والتفكير في الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع المتردي في اليمن، ومن أهم أسبابه رفض جماعة الحوثي الإرهابية لأي تسوية سياسية".

واختتمت الصحيفة بالقول: "لعل إدراج مجلس الأمن الدولي لهذه الميليشيا جماعة إرهابية، وتوثيق فريق خبراء الأمم المتحدة الكثير من تجاوزاتها وانتهاكاتها، يسهمان في دفعها للقبول بمنهج التفاوض، لصنع السلام وإنقاذ شعب اليمن من محنته، التي تسببت فيها هذه الميليشيا، التي لا تكترث بمصير هذا الشعب".

فرص يجب اغتنامها
وبدورها، قالت صحيفة "الرياض"، إن دول مجلس التعاون لم تتوقف عن الدعوة إلى "تغليب الحوار من أجل صالح اليمن والشعب اليمني، فالمشاورات اليمنية اليمنية المزمع عقدها فرصة لا تعوض لنزع فتيل أزمة طال أمدها".

وأضافت "يعد هذا التجمع، فرصة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في مختلف أنحاء البلاد، والشروع في مفاوضات جدية من أجل السلام، والعمل على رسم رؤية مستقبلية لواقع يمني جديد يجنح إلى السلم وينصرف إلى التنمية".

وأضافت في الختام، أن"إنهاء الصراع خطوة أولى في عملية ترسم مساراً يمنياً جديداً، يقوده اليمنيون أنفسهم وبرعاية خليجية، فهم مطالبون في هذه المشاورات بتقديم جميع ما يمكن تقديمه لإتمام جهود المصالحة بين مختلف الأطراف، وصولاً إلى سلام شامل ومستدام...الفرص التي تلوح يجب اغتنامها".