الإمارات وباكستان 2025.. محطات هامة تعزز العلاقات التاريخية

وكالة أنباء حضرموت

تتوج زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى باكتسان عدد من المحطات الهامة شهدها مسار تعزيز علاقات البلدين على مدار 2025.

أبرز تلك المحطات تتمثل في عقد 4 قمم بين قيادة البلدين، وزيارات متبادلة رفيعة المستوى، وتوقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون، وإطلاق شراكة استراتيجية في تحديث العمل الحكومي، وتعزيز التعاون الإنساني.

4 قمم
ووصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى باكستان في زيارة رسمية، تُعد الثانية له خلال العام الجاري بعد الزيارة التي أجراها في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وتخللت الزيارتين زيارتان أجراهما محمد شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان، إلى دولة الإمارات في فبراير/ شباط، ويونيو/ حزيران الماضيين.

وشهد عام 2025 أربع زيارات متبادلة لقادة البلدين، تم خلالها عقد 4 قمم بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومحمد شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان، تناولت سبل تعزيز العلاقات الأخوية والشراكة الاستراتيجية.

وخلال قمة اليوم الجمعة، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومحمد شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان، مختلف مسارات التعاون والعمل المشترك بين البلدين وفرص تطويرهما، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، بما يخدم مصالحهما المشتركة ويدعم رؤيتهما نحو تحقيق التنمية والازدهار.

ورحب رئيس الوزراء الباكستاني في بداية اللقاء برئيس دولة الإمارات، مؤكداً أن زيارته تمثل دفعاً قوياً لمسار تطور العلاقات الإماراتية ـ الباكستانية، وتجسد الاهتمام المشترك بمواصلة تعزيز هذه العلاقات.

كما استعرض الجانبان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها، مؤكدين في هذا السياق أهمية دعم جميع الجهود والمبادرات الرامية إلى ترسيخ الاستقرار والأمن والسلام الإقليمي والدولي.

علما الإمارات وباكستان

وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، عن شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال التي حظي بها خلال الزيارة، مشيراً إلى العلاقات التاريخية التي تجمع دولة الإمارات وباكستان، والتي لها بعدان شعبي وثقافي مهمان، وقال إن المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان يولي هذه العلاقات اهتماماً كبيراً.

وأكد حرص دولة الإمارات على توسيع آفاق تعاونها مع باكستان، خاصة في المجالات التنموية، وفي مقدمتها الاقتصاد والاستثمار والطاقة والتكنولوجيا وغيرها، بجانب الحرص المتبادل على مواصلة التشاور بين البلدين بشأن القضايا الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن عضوية باكستان الحالية في مجلس الأمن الدولي تعزز من تعاونهما في الأمم المتحدة لدعم السلام في المنطقة والعالم.

كما أكد نهج دولة الإمارات الداعم لتسوية النزاعات عبر الحوار والحلول الدبلوماسية لمصلحة الجميع، انطلاقاً من إيمانها بأن الدبلوماسية هي الوسيلة الناجحة لمعالجة الأزمات والتحديات التي تعيق تحقيق التنمية والازدهار للشعوب.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الباكستاني عن تقديره لمبادرات دولة الإمارات التنموية في باكستان، وللتطور الذي تشهده علاقات البلدين لما فيه الخير لشعبيهما، مشيداً بجهودها في دعم الاستقرار والتعاون على المستويين الإقليمي والعالمي.

زيارات رفيعة المستوى
تخللت تلك القمم زيارات رفيعة المستوى من الجانبين، كان أبرزها الزيارة الرسمية التي أجراها الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، إلى باكستان في فبراير/ شباط الماضي، نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والزيارة الرسمية للسيدة آصيفة بوتو زرداري، السيدة الأولى لجمهورية باكستان، إلى الإمارات في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، للاطلاع على برامج ومبادرات تمكين المرأة في دولة الإمارات.

وأجرى الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، زيارة رسمية إلى باكستان في فبراير/ شباط الماضي، نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عقد خلالها جلسة مباحثات رسمية مع محمد شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان، في مقر رئاسة الوزراء في العاصمة إسلام آباد.

واستعرض الجانبان العلاقات الثنائية الوطيدة بين دولة الإمارات وجمهورية باكستان الإسلامية، والجهود التي يبذلها البلدان وقيادتهما على جميع المستويات للمضي قدماً بالعلاقات الإستراتيجية الراسخة بينهما إلى آفاق أوسع من التعاون الاقتصادي والتنسيق الإستراتيجي في مختلف القطاعات الحيوية والمجالات التنموية.

وأكد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، أهمية مواصلة توطيد علاقات التعاون المشترك وتوسيع نطاق الشراكات الإماراتية ـ الباكستانية، والبناء على ما تحقق من إنجازات كبيرة في هذا الصدد، مشيراً إلى الرؤى المشتركة التي تجمع البلدين وقيادتهما وشعبيهما الصديقين في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية، بهدف دعم جهود التنمية المستدامة في كلا البلدين.

وأشار إلى أن الشراكة الإستراتيجية بين دولة الإمارات وجمهورية باكستان تُشكّل نموذجاً للتعاون المثمر في مجالات تطوير مشاريع البنية التحتية لشبكات السكك الحديدية، والتنقيب عن الثروات الطبيعية والمعادن الثمينة، والاستثمار في قطاع البنوك والمصارف، ما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.

وعلى هامش اللقاء، شهد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ومحمد شهباز شريف توقيع عدد من مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون المشترك والشراكات الإستراتيجية في مجالات متنوعة بين مؤسسات وشركات من كلا البلدين.

وفي 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، استقبل الاتحاد النسائي العام بالإمارات السيدة آصيفة بوتو زرداري، السيدة الأولى لجمهورية باكستان الإسلامية، في زيارة رسمية للاطلاع على برامج ومبادرات تمكين المرأة في دولة الإمارات.

وكانت في مقدمة مستقبليها نورة خليفة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، التي رحبت بالزيارة، مؤكدة عمق العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية باكستان، والمكانة المتميزة للمرأة في مسيرة التنمية لدى البلدين.

وخلال اللقاء، استعرض الاتحاد النسائي العام أبرز جهوده وبرامجه الرائدة في مجالات تمكين المرأة، التي تنفذ بتوجيهات كريمة من الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام، ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.

علما الإمارات وباكستان

كما اطلعت السيدة الأولى لجمهورية باكستان الإسلامية على مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن، التي أطلقها الاتحاد تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، بالتعاون مع وزارة الدفاع وبالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة.

وأشادت السيدة آصيفة بوتو زرداري، خلال زيارتها، بما تقدمه دولة الإمارات من برامج نوعية ومبادرات متكاملة لدعم المرأة في ظل دعم وتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، واعتبرت مبادرة تمكين المرأة في السلام والأمن نموذجاً عالمياً يحتذى به.

كما التقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، محمد شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان، خلال زيارة عمل إلى إسلام آباد في أبريل/ نيسان الماضي، بحث خلالها سبل تعزيز مسارات التعاون الثنائي.

وفي 29 يونيو/ حزيران، عُقدت في العاصمة أبوظبي الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين دولة الإمارات وجمهورية باكستان الإسلامية.

وسبق هذه المشاورات اجتماع رفيع المستوى جمع بين الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ومحمد إسحاق دار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في باكستان، وذلك على هامش الدورة الثانية عشرة من اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين.

وفي 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، منح الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري اللواء الركن حميد محمد الرميثي، قائد القوات البحرية الإماراتية، وسام الامتياز العسكري، تقديراً لمساهماته في تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين.

إطلاق شراكة استراتيجية
وكان من أبرز ثمار الزيارات المتبادلة إطلاق شراكة إستراتيجية في تحديث العمل الحكومي، خلال زيارة وفد إماراتي إلى باكستان في يونيو/ حزيران الماضي، تم خلالها توقيع مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين.

تعاون إنساني
على الصعيد الإنساني، واصلت دولة الإمارات تعزيز جهودها الإنسانية في باكستان خلال عام 2025 بإطلاق مرحلة جديدة من خدمات العيادات المجتمعية المتنقلة.

علاقات تاريخية
وترتبط دولة الإمارات وباكستان بعلاقات راسخة في جميع المجالات منذ تأسيس العلاقات بين الدولتين عام 1971، وتواصل الإمارات دعم الشعب الباكستاني لتحقيق التنمية المستدامة، حيث تجاوز حجم الاستثمارات الإماراتية في باكستان 10 مليارات دولار خلال العقدين الماضيين.