مقبرة أحمد شوقي.. أزمة تثير جدلًا واسعًا بين المثقفين في مصر

وكالة أنباء حضرموت

أثارت أزمة إزالة مقبرة أمير الشعراء أحمد شوقي ردود فعل واسعة في الأوساط الثقافية والفكرية، وسط انتقادات لاذعة لطريقة التعامل مع رموز التراث المصري، ومطالبات بإعادة النظر في سياسات التطوير التي تمس الذاكرة الثقافية.

ووصف الدكتور محمد أبو الغيط، الكاتب والمفكر، ما حدث بأنه «كارثة ثقافية جديدة»، معتبرًا أن الحادث يعكس غياب الوعي بقيمة الرموز الثقافية العربية.

وأضاف في تدوينة على «فيسبوك» أن هدم المقبرة يبرز تجاهلًا للتراث، حيث لو كان أحمد شوقي مواطنًا في أي دولة عربية أخرى، لتمت المحافظة على مقبرته وتحويلها لمزار لكل مثقفي العرب.

وأشار أبو الغيط إلى أن المصريين اعتادوا هدم عدد كبير من الآثار مع الاحتفاظ فقط بالآثار الفرعونية لأسباب مادية، متسائلًا عن سبب ما وصفه بـ«كراهية الحكام للتراث والفن»، وموضحًا أن السبب الرئيسي هو غياب الثقافة بين صناع القرار الذين «لم يقرأوا كتابًا واحدًا في التاريخ أو الفلسفة أو الفنون».

وتابع: «الحكومة تعمل على إنشاء مقبرة الخالدين، لكن الخالدين وفق نظر الشعب يختلفون عن رؤية الحكومة»، في إشارة إلى الفجوة بين الإدراك الرسمي والمجتمعي لقيمة الرموز الثقافية.

ويأتي هذا في ظل استمرار الجدل حول مصير المقابر التاريخية، أبرزها مقبرة أحمد شوقي، مع مطالبات بالحفاظ على التراث ووضع رؤية متكاملة توازن بين التطوير العمراني وصون الذاكرة الثقافية لمصر.

وأفاد شهود بأن المقبرة الأصلية أُزيلت بالكامل، وتم نقل رفات شوقي إلى «مقبرة الخالدين» بحضور حفيدته وذويه، بينما بقي مصير بعض الشواهد المعمارية غامضًا، ما أثار تساؤلات حول التوثيق والمعايير المعتمدة قبل الإزالة.

وفي المقابل، اقترح الدكتور السيد العيسوي، مسؤول النشاط الثقافي بمتحف شوقي، نقل رفات الشاعر إلى حديقة وبيت أحمد شوقي داخل المتحف، معتبرًا أن شوقي لا يوجد له ورثة يمثلونه رسميًا في مصر.

من جانبه، طالب خبير التراث الدكتور خالد عزب محافظة القاهرة بتقديم إجابات واضحة وشفافة حول مصير الشواهد الخاصة بالمقبرة، وما إذا كانت قد نُقلت أو تم توثيقها معماريًا قبل الإزالة، حفاظًا على الذاكرة التاريخية والثقافية للبلاد.

من جهتها، نشرت محافظة القاهرة الصور الأولى لقبر أمير الشعراء أحمد بك شوقي بعد إعادة دفن رفاته في "مقابر تحيا مصر للخالدين" بمنطقة عين الصيرة والتي أقامتها الدولة خصيصًا لنقل رفات الشخصيات التاريخية التي أثرت فى حياة الوطن، بمكان يليق بما قدموه لبلدهم.

ويضم المكان الجديد التراكيب ذات الطراز المعماري المتميز الخاصة بمقبرة أمير الشعراء بعد إعادة ترميمها بأسلوب علمى للحفاظ عليها بالتنسيق مع جهاز التنسيق الحضاري، بحسب بيان المحافظة.