«صمود» يفنّد مبادرة سلطة بورتسودان.. غطاء لاستمرار الحرب لا مشروع سلام
في لحظة يختنق فيها السودان تحت وطأة حرب دمّرت الإنسان والعمران، ويقف فيها الملايين على حافة المجاعة والتشريد، اختارت سلطة بورتسودان أن تصعد إلى منبر مجلس الأمن لا لتعلن وقف نزيف الدم، بل لتسوّق خطابًا مفرغًا من أي التزام حقيقي بالسلام.
وفي هذه الإطار أكد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» باستياء بالغ الخطاب الذي ألقاه رئيس وزراء سلطة بورتسودان أمام جلسة الإحاطة الخاصة بالسودان في مجلس الأمن الدولي.
وأكد أن ما سُمّي بـ«مبادرة حكومة الأمل للسلام» التي قدمها رئيس وزراء سلطة بورتسودان، لا تحمل من اسمها سوى العنوان، بينما يخلو مضمونها من أي التزام حقيقي بوقف الحرب أو إنهاء معاناة السودانيين.
ويؤكد التحالف أن ما طُرح لم يكن سوى محاولة جديدة لإعادة إنتاج خطاب الحرب، وتوفير غطاء سياسي لاستمرارها، في وقت يعيش فيه السودان واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
حيث يُقتل المدنيون يوميًا، وتُرتكب انتهاكات جسيمة على يد طرفي النزاع، وسط تصعيد خطير في جبهات القتال، ينذر بكوارث إنسانية إضافية.
ويشير «صمود» إلى أن خطاب سلطة بورتسودان جاء منحازًا بشكل فاضح للأقلية المستفيدة من استمرار الحرب، ومتجاهلًا إرادة غالبية الشعب السوداني التي عبّرت بوضوح عن رفضها للحرب وتمسكها بمسار ثورة ديسمبر/كانون الأول المجيدة، والانتقال المدني الديمقراطي، والسلام العادل والمستدام.
ويحذر التحالف من أن هذه المبادرات الشكلية تمثل محاولة مكشوفة للالتفاف على خارطة طريق الرباعية، وفتح سوق جديد للمبادرات الوهمية، فقط لإظهار سلطة بورتسودان بمظهر الباحث عن السلام أمام المجتمع الدولي، بينما تعمل فعليًا على تقويض المبادرة الأكثر جدية لإسكات صوت البنادق ووقف نزيف الدم.
ويؤكد «صمود» أن الطريق الأقصر والأكثر مصداقية لإنهاء الحرب يمر حصريًا عبر التنفيذ الكامل لخارطة طريق الرباعية الصادرة في 12 سبتمبر 2025، والتي حظيت بدعم واسع من مكونات الشعب السوداني، ولم يعارضها سوى منظومة المؤتمر الوطني/الحركة الإسلامية وواجهاتها الإرهابية، التي لا تزال تراهن على إطالة أمد الحرب وإجهاض أي مسعى حقيقي للسلام.
وفي هذا السياق، يجدّد التحالف دعوته للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع للاستجابة الفورية وغير المشروطة لمقترح الهدنة الإنسانية الذي طرحته مبادرة الرباعية، والالتزام بتنفيذه دون أي مماطلة أو شروط مسبقة، حمايةً للمدنيين ووقفًا للانتهاكات.
كما يطالب «صمود» المجتمعين الإقليمي والدولي بتوحيد مسار العملية السلمية، وإحكام التنسيق في هذه اللحظة المفصلية، وعدم السماح لأي طرف باستخدام المنابر الدولية للتضليل السياسي أو إطالة أمد الحرب.
ويشدد التحالف في ختام بيانه على أن هذه الحرب الإجرامية، التي تنتهك كرامة السودانيين وتهدد وجود الدولة نفسها، يجب أن تتوقف فورًا، دون أعذار أو ذرائع، ولا مجال للتسامح مع أي جهة تساهم في استمرارها يومًا واحدًا إضافيًا.
وبينما تتصاعد الانتهاكات وتتسع رقعة الدمار، بدا خطاب رئيس وزراء سلطة بورتسودان تعبيرًا صارخًا عن انحياز ضيق لمصالح قوى الحرب، وتجاهلًا فجًّا لصوت الضحايا ولأبسط استحقاقات السلام العادل والمستدام.