دبلوماسية العشب الأخضر.. «نادي ويتكوف» ملعب غولف بنكهة السياسة
تحول ناد ريفي فاخر خارج مدينة ميامي إلى منصة دبلوماسية دولية غير مألوفة، بعد استضافته خلال عطلة نهاية
الأسبوع وفوداً رفيعة المستوى من تسع دول على الأقل.
ووفقا لموقع أكسيوس، شهد النادي محادثات متزامنة تناولت الحرب في أوكرانيا والأزمة في غزة، في مؤشر على تطور أساليب إدارة الملفات الجيوسياسية الحساسة بعيداً عن العواصم التقليدية.
«أكسيوس»: ويتكوف يستضيف اجتماعا بين قطر وإسرائيل لـ«إعادة بناء العلاقات»
واستضاف نادي "شِل باي" للغولف المملوك جزئياً لستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه اللقاءات بعيدا عن وسائل الإعلام.
ومنذ انضمامه لفريق ترامب في يناير/ كانون الثاني الماضي، يقسم ويتكوف وقته بين البيت الأبيض ومقره في النادي، مستخدماً طائرته الخاصة في تنقلاته بين العواصم الأوروبية والشرق أوسطية على نفقته الخاصة، لإدارة محادثات معقدة تتراوح بين أوكرانيا وغزة والبرنامج النووي الإيراني.
النادي، الذي افتتح عام 2023 وتتجاوز رسوم عضويته مليون دولار، تحوّل إلى مسرح متكرر للمفاوضات الحساسة، ويقع على بعد ساعة من منتجع "مار إيه لاغو" ونصف ساعة من "ميامي بيتش"، مما يوفر بيئة معزولة نسبياً عن ضجيج واشنطن وأضواء الإعلام، وهو ما يفضله الدبلوماسيون للتباحث في قضايا شديدة الحساسية.
اتفاقيات تاريخية
لعب النادي دورا محوريا في بلورة مبادرات سياسية كبرى. فداخله، أعدّ ويتكوف وصهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، بدعم من المبعوث الروسي كيريل دميترييف، المسودة الأولى لخطة السلام الأمريكية بشأن أوكرانيا.
وبعد ذلك بأسبوعين، اطّلع مستشار الأمن القومي الأوكراني، رستم عمروف، على تفاصيل الخطة خلال لقاء في النادي مع ويتكوف وكوشنر. كما استخدم وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الموقع ذاته في نوفمبر الماضي لعقد جولة مفاوضات رسمية مع وفد أوكراني.
محادثات مكثفة
شهد النادي خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً، حيث ناقش مستشارو الأمن القومي في أوكرانيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، في اجتماع مع ويتكوف وكوشنر، خطة السلام الأمريكية والضمانات الأمنية المقترحة لكييف.
وفي اليوم التالي، وصل المبعوث الروسي دميترييف إلى ميامي للاجتماع في النادي ذاته، بهدف الاطلاع على أحدث نسخة من خطة السلام واستطلاع موقف موسكو.
وبالتوازي، استضاف النادي محادثات منفصلة بشأن غزة، جمعت ويتكوف مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس جهاز المخابرات المصرية حسن رشاد، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان يوم الجمعة. وأصدرت الدول الأربع بياناً مشتركاً السبت شدد على ضرورة الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة وتهيئة الظروف لتولي هيئة فلسطينية جديدة إدارة القطاع.
ووصف ويتكوف المحادثات التي استمرت ثلاثة أيام مع الوفود الأوكرانية والأوروبية، واليومين الأخيرين مع المبعوث الروسي بأنها "مثمرة".