زيارة أخيرة.. كيف ودّعت سمية الألفي ابنها أحمد الفيشاوي؟

وكالة أنباء حضرموت

قبل أسابيع من رحيلها، بدت الفنانة المصرية سمية الألفي وكأنها تكتب سطور الوداع بهدوء، بعيدًا عن الأضواء، في مشهد إنساني مؤثر لم يدرك معناه المقربون منها إلا بعد وفاتها.

بعد سنوات طويلة من الغياب عن الساحة الفنية بسبب المرض، اختارت الألفي أن يكون آخر حضور لها داخل لوكيشن تصوير فيلم "سفاح التجمع"، العمل الذي يتولى بطولته ابنها الفنان أحمد الفيشاوي.

على مدار أكثر من 8 سنوات، ابتعدت سمية الألفي عن الفن والحياة العامة، منذ إعلانها في عام 2017 إصابتها بسرطان الثدي والغدد اللمفاوية، لتبدأ رحلة علاج شاقة تنقلت خلالها بين مصر والولايات المتحدة.

ورغم قوة التجربة، فضّلت الألفي الابتعاد عن التمثيل، مكتفية بظهور محدود في بعض البرامج التلفزيونية، كان آخرها لقاءها مع الإعلامية وفاء الكيلاني في برنامج "السيرة" عام 2023، حيث فتحت قلبها للحديث عن مسيرتها الفنية، وحياتها الأسرية، والآلام التي رافقتها منذ فقدان والدها في سن مبكرة.

أما الظهور الأخير، فحمل طابعًا مختلفًا تمامًا، ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، توجهت سمية الألفي إلى موقع تصوير فيلم "سفاح التجمع" دون ترتيب مسبق، في زيارة مفاجئة لابنها وفريق العمل.

ولم تخبر سمية الألفي ابنها بقدومها، وحرصت على الجلوس لأكثر من ساعة تتابع التصوير عن قرب، مطمئنة على تفاصيل العمل.

ولم تقتصر الزيارة على المتابعة من بعيد، بل جلست الألفي لفترة طويلة مع ابنها، وحرصت على توجيه كلمات دعم وتشجيع له، داعية إياه إلى التركيز والاجتهاد في هذا العمل تحديدًا، نظرًا لحساسية موضوعه المستند إلى قصة حقيقية عن سفاح وقاتل متسلسل شغلت الرأي العام مؤخرًا.

بدت كلماتها آنذاك صادقة ومشحونة بالعاطفة، كما لو كانت رسالة أخيرة تحمل بين طياتها نصح الأم وقلقها وحبها.

وأشار المصدر إلى أن تلك الزيارة كانت استثنائية بكل المقاييس، إذ لم يسبق لسمية الألفي أن حضرت موقع تصوير لأي من أعمال ابنها من قبل، ما جعل هذا الظهور محمّلًا بدلالات خاصة.

وبعد أيام قليلة فقط، تدهورت حالتها الصحية بشكل ملحوظ، واضطرت إلى ملازمة الفراش حتى وافتها المنية صباح اليوم السبت، عن عمر ناهز 72 عامًا.