فشل خيارات الاسترضاء ودعم المقاومة هو الحل الوحيد

ماتيو رينزي: الحوار مع النظام الإيراني وصل لطريق مسدود والتغيير في طهران شرط للسلام العالمي

وكالة أنباء حضرموت

أكد ماتيو رينزي، رئيس وزراء إيطاليا الأسبق، أن المحاولات الدبلوماسية لاحتواء النظام الإيراني قد فشلت تماماً، مشيراً إلى أن النظام يعيش أضعف مراحله رغم وحشيته. ودعا رينزي إلى التخلي عن سياسات الاسترضاء ودعم حركة المقاومة بقيادة السيدة مريم رجوي كأولوية قصوى لإنهاء الحروب في الشرق الأوسط وضمان الأمن العالمي.
في كلمة ألقاها أمام مؤتمر بالبرلمان الأوروبي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وصف ماتيو رينزي (رئيس وزراء إيطاليا 2014-2016)، الفترة الحالية بأنها مرحلة اضطرابات عالمية، مشدداً على ضرورة توجيه رسالة واضحة وحازمة تجاه طهران.
واستعرض رينزي تقارير تشير إلى إعدام 46 شخصاً في سجون طهران خلال الأيام الخمسة الماضية، معتبراً أن هذه الوحشية ليست دليلاً على القوة، بل هي مؤشر على أن النظام يمر بأكبر مرحلة «ضعف» في تاريخه، مما يجعل الوقت الحالي هو الأنسب للتحرك.
فشل الدبلوماسية وسياسات الاسترضاء
تحدث رينزي عن تجربته الشخصية، مشيراً إلى زيارته لطهران قبل 10 سنوات ومحاولات المجتمع الدولي (مجموعة السبع والدول الأوروبية) لفتح حوار مع النظام ومحاولة جعله «معتدلاً».
وقال رينزي بصراحة: «لقد بذلنا كل جهد ممكن لاستخدام المسار الدبلوماسي… والآن يجب أن نعترف أن هذا الأمر مستحيل».
ورفض رينزي الخيارين التقليديين اللذين يُطرحان عادة:
القصف الخارجي: وهو خيار غير ممكن ولم ينجح.
الاسترضاء : وهو النهج المتبع منذ عقد والذي أثبت فشله أيضاً.
دعم حركة مريم رجوي: الخيار الثالث والوحيد
أكد السياسي الإيطالي البارز أن الحل يكمن في تشجيع ودعم الحركة التي تقودها السيدة مريم رجوي، والتي تعمل داخل وخارج إيران لتقديم رسالة أمل ومصداقية.
وأوضح أن السلام في الشرق الأوسط يعتمد كلياً على التغيير في إيران، خاصة بعدما اتضح مصير الوكلاء الذين مولهم النظام . وأضاف: «الآن هو الوقت المناسب لاعتبار التغيير في طهران الأولوية رقم واحد لإنهاء الحرب الطويلة في المنطقة بشكل نهائي».
الفراغ السياسي وخطر الإرهاب في أوروبا
حذر رينزي من تكرار أخطاء الماضي، مذكراً بموجات الإرهاب التي ضربت بروكسل وباريس وعواصم أوروبية أخرى قبل عقد من الزمان. وعزا ذلك إلى «الفراغ السياسي» وتخاذل المؤسسات الدولية في الشرق الأوسط، مما أعطى الضوء الأخضر للإرهاب للوصول إلى قلب المدن الأوروبية. وأكد أن إيران تمثل اليوم المشكلة الأهم التي يجب معالجتها لحماية الأمن العالمي.
رسالة أمل: من الظلام إلى النور
اختتم رينزي كلمته برسالة رمزية مؤثرة، مشيراً إلى أن المؤتمر يُعقد في قاعة تحمل اسم ألتشيدي دي غاسبيري، الزعيم الإيطالي الذي أبقى شعلة المقاومة متقدة خلال حقبة الفاشية المظلمة وقاد إيطاليا نحو النور والعودة للمجتمع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.
وخاطب الحضور والسيدة رجوي قائلاً: «وجودنا في قاعة باسم دي غاسبيري هو رسالة لكم جميعاً، بأنه يمكنكم العودة إلى النور بعد عقود من الظلام».