اخبار الإقليم والعالم
حكومة نتنياهو تقطع طريق تركيا إلى غزة.. في انتظار موقف واشنطن
مع تصاعد حدة الخلاف بين تل أبيب وأنقرة، حسمت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفها
من مشاركة تركيا في القوة الدولية المقترحة في غزة.
وبموجب وقف إطلاق النار الموقع برعاية أمريكية ووساطة مصرية قطرية تركية، من المقرر أن تتشكل قوة دولية لحفظ الأمن في القطاع وتسلمه من الجيش الإسرائيلي الذي يُفترض أن يخلي مواقعه ويغادر كليًا.
وبحكم الدور التركي في الوساطة وتوقيع الرئيس رجب طيب أردوغان على اتفاق الهدنة، كان من المتوقع مشاركة تركية في القوة الدولية.
لكن المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان قالت اليوم الأحد إنه لن يتم نشر جنود أتراك في غزة ضمن قوة متعددة الجنسيات من المفترض أن تحل محل الجيش الإسرائيلي.
وردًا على أحد الأسئلة، أكدت المتحدثة للصحفيين أنه "لن يكون هناك جنود أتراك على الأرض".
نتنياهو مطلوب في تركيا
والجمعة الماضي، قال بيان صادر عن السلطات القضائية في تركيا إن مذكرات توقيف صدرت بحق نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين بتهم ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.
وقالت النيابة العامة في إسطنبول في بيان إن مذكرات التوقيف تستهدف 37 مشتبهًا بهم، لكنها لم تنشر قائمة كاملة بأسمائهم.
ومن بين المطلوبين للقضاء التركي وأعلنت عنهم أنقرة: وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وتضع هذه الخطوة حدًا أمام أي تخفيف في حدة التوتر بين تركيا وإسرائيل.
وقال أمير بحبوط، المحلل العسكري في موقع "واللا" الإخباري، على "تليغرام": "إن إصدار مذكرات اعتقال في تركيا بحق رئيس الوزراء ووزير الدفاع وضباط الجيش الإسرائيلي يُفسر للجميع مجددًا لماذا يجب على إسرائيل معارضة أي وجود تركي في قطاع غزة بأي شكل من الأشكال. فالأتراك ممنوعون من العمل في القطاع".
الأمر نفسه أكده وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض أفيغدور ليبرمان، الذي كتب على منصة "إكس": "إن مذكرات الاعتقال التي أصدرها أردوغان ضد كبار المسؤولين الإسرائيليين توضح لماذا لا ينبغي لتركيا أن تكون موجودة في قطاع غزة، بشكل مباشر أو غير مباشر".
موقف واشنطن
ورغم قطعية التصريح الإسرائيلية، لا يزال موقف الأمريكي المعلن تأييد مشاركة تركية في القوة المزمع تشكيلها.
وفي وقت سابق الشهر الجاري صرح به السفير الأمريكي لدى تركيا توم براك، وهو أيضا المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان، خلال مؤتمر أمني في المنامة، قائلا إن تركيا ستشارك في المهمة. وكان تصريحه ردا على سؤال حول اعتراضات إسرائيل على نشر قوات تركية في غزة.
وقال نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس الشهر الماضي إن أنقرة يمكن أن تضطلع "بدور بناء"، مضيفا أن واشنطن لن تفرض في الوقت نفسه أي شيء على إسرائيل عندما يتعلق الأمر بقوات أجنبية "على أراضيها".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه «موثوق به» وقادر على لعب دور محوري في تسوية الأزمة في غزة، خلال مؤتمر السلام الذي عُقد في شرم الشيخ المصرية.
وفي خطة ترامب للسلام، التي تضمنت 20 بندًا من بينها إنشاء قوة دولية، ذكر بوضوح أنها «ستضم شركاء عربًا ودوليين، خصوصًا مصر وقطر وتركيا».
وعلى ما يبدو، يميل ترامب إلى مشاركة تركيا في القوة الدولية، خاصة أن أنقرة عضو في حلف الناتو الذي تقوده الولايات المتحدة.