تقارير وحوارات

ناي تهامة اليمنية.. صوت الرعاة ولحن الحقول وموال الحزن والفرح

وكالة أنباء حضرموت

في سهول تهامة اليمنية، يصدح صوت الناي من الحقول الزراعية، يؤديها رعاة الماشية والأبل وكأنه لحن لعذاباتهم اليومية وسط الحر القائظ.

صوت الناي هذه أو "المزمار" أو "القصاب" و"الشبابه" كما يطلق عليه التهاميون، لا ترافق الرعاة فحسب أو تقتصر كلحن للحقول الزراعية وانما تمتد إلى كونها عزف وموال للحزن والفرح في آن واحد.

والناي هو قصبة مفتوحة من الطرفين تعتمد على النفخ المباشر من الفم وتعد "آلة موسيقية هوائية مزمارية ذات صوت شجيّ وعذب" وتكتسب في تهامة أهمية قصوى ويحترفها الكثيرون خصوصا لدى قبيلة الزرانيق وقبائل الشام جنوب وشمال الحديدة.

احتراف ومهارة
ويوجد في تهامة العديد من عازفي "القصبة" المهرة الذين يتميزون بمهاراتهم العالية وقدرتهم على عزف أجمل الألحان، حتى أن البعض يؤديها من على ظهور الجمال.

وتعد آلة الناي "القصبة" من أول وأقدم الآلات الموسيقية التي اخترعها الإنسان إلى جانب الطبل والمزمار وغيرها، كما تعد هذه الآلات بتنوعها وتنوع ألحانها ومناسبات استخدامها، إلى جانب تنوع الأهازيج والأغاني الشعبية والأشعار التي تؤدى وفق ألحان معينة.

والناي أو المزمار التهامي يتميز بنغمته القوية والجريئة ويُعزف في الأعراس اليمنية، ويشتهر بين أنواع المزمار الأخرى مثل المزمار الحضرمي، الذي يتميز بنغمة حزينة، والمزمار الصنعاني، الذي يتميز بنغمة سريعة وراقصة، وفقا لتقارير.

ولا تكتمل الموسيقى والألحان في أي احتفال أو مناسبة إلا بوجوده أو حتى عند الألعاب التهامية إلا بوجود الناي أو المزمار أو القصبة والذي يخط فيه العشاق أروع الألحان بالعيون والغناء والمشي والانتظار حتى تنتهي كل الجمل الخارجة من القلب.

صوت فريد
يقول المشرف الفني لفرقة نادي شباب الزرانيق للموروث الشعبي التهامي عبد الودود قعيبل الزرنوقي إن آلة "القصبة" التهامية هي آلة موسيقية تقليدية تتواجد في مناطقنا التهامية وتصنع من القصب والخيزران والنحاس والصفر ويتم صنعه باحترافية بحيث يكون فيه 5 ثقوب موزونة بنفس الحجم والمسافة لتشكيل اللحون ويتميز بصوته الفريد والجميل.

وفي حديثه لـ"العين الإخبارية"، يرى الزرنوقي أنه "لا يوجد تاريخ محدد لظهور المزمار التهامي لكنه يعتبر جزءًا من التراث الثقافي التهامي وقد تم توارثه عبر الأجيال وبما أن التراث التهامي والزرنوقي له عمقه التاريخي فإن المزمار (القصبة) هي من ضمن هذا التراث المتوارث منذ مئات السنين".

ويتسم المزمار "القصبة" التهامي، بحسب الزرنوقي، بسمات صوتية عديده مثلا دور محمد أحمد والتوريد والتطويح، وكثير من المسميات للأصوات التي تستخدم في الألعاب الشعبية التهامية الزرنوقية مثل الحقفة والبرش والشرجي والتقحيل وقفز الجمال ويتميز بصوت يعكس جمالية الموسيقى التقليدية التهامية.

وتُستخدم هذه الآلة في العديد من المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والاحتفالات الوطنية والسمرات بحيث يكون شاعر وحوله القصاب فيكون الشاعر يلقي الشعر بصوت جميل أهزوجي يتغنى به والقصاب يعزف حيث يكوت صوت الناي مطابق لصوت الشاعر مما يضيف جوًا من الفرح والبهجة وهذا يوجد في قبائل الزرانيق والأشاعرة.

وللمزمار التهامي رمزية ثقافية كبيرة في مجتمعنا التهامي، إذ يمثل جزءًا من الهوية الثقافية والتراثية، ويعتبر رمزًا للتراث الشعبي التهامي ويُستخدم في العديد من الفعاليات الكرنفاليه الثقافية والفنية، ووفقا للزرنوقي.

مقتل قيادي بارز.. ضربة موجعة لتمويل «الشباب» الإرهابية بالصومال


تركيا تقترب من إغلاق ملف «العمال الكردستاني» بقانون «عودة المقاتلين»


الإمارات تواصل جسرها الجوي الإغاثي إلى أفغانستان


مصر.. حظر سير «التوك توك» في شوارع القاهرة