اخبار الإقليم والعالم
«اللواء 45».. انتشار ألماني غير تقليدي خارج الحدود ورهان على «ليوبارد»
بدأت ألمانيا أول عملية انتشار رئيسية دائمة في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية حيث تراهن على قدرات دبابتها ليوبارد.
اللواء الألماني الجديد المتمركز في ليتوانيا عند حدود روسيا يراهن على دور الدبابات، حتى في الوقت الذي تتعرض فيه المركبات المدرعة باهظة الثمن للتدمير والتلف بواسطة المسيرات رخيصة الثمن في أوكرانيا.
ألمانيا ليست استثناءً بين دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذين يشعرون بالقلق بشأن روسيا والذين يواصلون الاستثمار في الدبابات، وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وفي تصريحات للموقع، قال العميد كريستوف هوبر قائد اللواء 45 المتمركز في ليتوانيا "هذا اللواء يحظى بأولوية قصوى في ألمانيا وسيشهد أحدث المعدات العسكرية الألمانية".
وأضاف "من الضروري أن يمتلك اللواء دروعًا ثقيلة.. وهذا يعني إحضار "أحدث دبابة قتال رئيسية ألمانية".
وتُعد دبابة "2 ايه 8" أحدث دبابة ليوبارد وتتميز بتعديلات مثل إضافة نظام الحماية النشط للكشف عن التهديدات القادمة مثل الصواريخ المضادة للدبابات والمسيرات ات وترقيات دروع البرج المعرض للخطر، وتحسينات في أجهزة الاستشعار.
وبفضل حماية أفضل ضد المسيرات وأجهزة الاستشعار الأفضل، والدروع المعيارية، تقدم الدبابة قفزة نوعية في القدرات، والقدرة على البقاء، والفتك، مما يساعدها على مواكبة التطورات المستقبلية.
والآن، أصبحت هذه الدبابات أكثر توافقًا مع القتال الحديث من دبابات ليوبارد المصممة لمعارك الحرب الباردة، والتي حصلت عليها أوكرانيا.
وقال هوبر "علينا أن ندخل قدرات جديدة في قواتنا بناءً على الدروس المستفادة من حرب أوكرانيا" وأكد أن الدبابات تمكن لواءه من خوض حرب مناورة مشتركة، وهي نوع من العمليات السريعة والمنسقة اللازمة لانتزاع زمام المبادرة، إلا أنها كانت صعبة التنفيذ في أوكرانيا بسبب قيود القوة الجوية، والدفاعات المتعددة الطبقات، وتهديدات المسيرات.
ولا يوجد ما يضمن أن تشبه الحرب بين الناتو وروسيا الحرب في أوكرانيا، خاصةً بالنظر إلى نطاق القدرات القتالية المتاحة للحلف لذا تركز ألمانيا على الأمور التي قد تواجهها لاحقًا وهو ما يفعله الحلفاء.
ولا تزال الدبابات ضرورية وهو ما تراه ليتوانيا أيضًا حيث وصف وزير دفاعها، الجنرال فالديماراس روبسيس، العام الماضي الوحدات الميكانيكية ووحدات الدبابات بأنها "لا غنى عنها".
ولأول مرة في تاريخها، تشتري ليتوانيا الدبابات، كما قدم حلفاء آخرون في الناتو طلبات جديدة، بينما تُطور شركات غربية أيضًا تقنيات دبابات جديدة.
واعتبر هوبر أن الهدف هو "الاستعداد لحرب المستقبل، وليس لحرب الماضي، وربما ليس للحرب الدائرة حاليًا" وأضاف أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي امتلاك "مزيج جيد من القدرات المتاحة على الأرض".
وإلى جانب دبابات ليوبارد، يضم اللواء أيضًا مركبة المشاة القتالية من طراز "بوما إس 1" ومدفع الهاوتزر ذاتي الحركة "بي زد إتش 2000"، ومسيرات وأنظمة دفاع جوي.
وقال هوبر إن اللواء 45 موجود في ليتوانيا لردع روسيا وحماية الحافة الشرقية للناتو وقد بدأ عملياته بالفعل لكنه لن يصل إلى كامل قوته (أي 4800 جندي) إلا بحلول 2027.
وتعد ليتوانيا عرضة للخطر بشكل خاص وفقا لديفيد بترايوس، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه).
ويعتبر نشر اللواء في ليتوانيا خطوة كبيرة لألمانيا، التي اتبعت نهجا متحفظا منذ الحرب العالمية الثانية، وتجنبت إلى حد كبير القيام بانتشارات عسكرية كبيرة في الخارج لكن حرب أوكرانيا غيرت هذه الحسابات وإن كان ببطء.