تقارير وحوارات

صرخاتٌ بلا صدى… نذيرُ نفادِ الصبر واقترابُ التغيير في إيران

صرخاتٌ بلا صدى… نذيرُ نفادِ الصبر واقترابُ التغيير في إيران

صرخاتٌ بلا صدى… نذيرُ نفادِ الصبر واقترابُ التغيير في إيران

وکالة الانباء حضر موت

الملخّص:

تتواتر التحركاتُ العماليةُ والمطلبيةُ في إيران من عمّال النفط إلى الخبّازين والمزارعين، فيما تبقى وعودُ السلطة حبرًا على ورق. «الصمتُ كافٍ»—هذا ما تقوله ميادينُ الاحتجاج اليوم، في إشارةٍ إلى أنّ نفاد صبر الناس بات يترجم إلى دعواتٍ صريحة لتغيير النظام.

 

أبادان: عمّالُ التكرير وعودٌ تُنفَخ في الهواء

نفّذ عمّالُ «الأركان الثالثة» في مصفاة أبادان وقفةً احتجاجية تنديدًا بعدم تحويل أوضاعهم الوظيفية واستمرارِ الشركاتِ المتعاقدة التي تبتلع حقوقَهم. مطلبُهم كان واضحًا منذ الانتخابات: إلغاءُ شركاتِ المقاولة وضمانُ الأمنِ الوظيفي—لكن لا تنفيذ. أحدُ العمّال لخّص المشهد: «كلُّ وعدٍ أعطوه كان هواءً في هواء، وكلُّ كلمةٍ قالوها كانت زورًا ورياءً.» النتيجة: تصعيدٌ جديد ورسالةُ انعدامِ الثقة تتّسع.

 

مشهد: خبّازون إلى الشارع للمرّة السادسة

السبت 18 تشرين الأوّل/أكتوبر 2025، خرج خبّازو مشهد مجددًا—للمرّة السادسة—احتجاجًا على عدم صرف المستحقّات والدعم المالي، وتنديدًا بما وصفوه بـ«الاستيلاء العلني» لشركة «نانينو». ثلاثةُ أشهرٍ من الوعود واللجان والمراسلات بين القائم مقام والوزارة واللجان البرلمانية لم تُنتج سوى مزيدٍ من التأخير، فيما تتآكل القدرةُ على تحمّل الأكلاف والالتزامات. الغضبُ هنا لم يعد اقتصاديًا فحسب، بل سياسيًا أيضًا: لعبةُ الوقت التي تمارسها السلطة تُفقد مؤسّساتِها ما تبقّى من مصداقية.

 

مَغان: مزارعون أثقلتهم الوعودُ والدُّيون

في سهلِ مغان، ينتظر المزارعون أثمانَ قمحِهم الذي زرعوه بعرق الجبين وحصدوه بمرارة، لكنّ الدولة لا تُسدّد، بل تُعيد تدويرَ الوعود. الديونُ تتراكم، الأقساطُ تتأخّر، وخطرُ الحجز على الأراضي يلوح. سؤالُهم لوزارة الجهاد الزراعي واضح: أين ضاعت الحقوقُ في دهاليزِ البيروقراطية والفساد؟ ورسالتهم تتجاوز مغان: إنّه صوتُ مزارعي إيران من خوزستان إلى کلستان، ومن سيستان إلى أذربيجان—صرخةُ اليوم هي أنينُ الأرضِ غدًا.

 

ما وراء المشهد: من المطالب المعيشية إلى شعار التغيير

سلسلةُ الاحتجاجات المتزامنة—عمّالُ التكرير، خبّازو مشهد، مزارعو مَغان، وسائقون في مدنٍ عدّة—تُظهر اتّساعَ الفجوة بين المجتمع ونظامِ ولايةِ الفقيه. الوعودُ الانتخابية لم تُترجَم سياساتٍ، بل تحوّلت إلى وقودٍ للاحتجاج. وحين تصبح «الكهرباءُ والماءُ والخبز» مفرداتٍ سياسية، فهذا يعني أنّ الأزمةَ بنيوية، وأنّ شرارةَ الغضب تتغذّى من كلّ قطاع.

 

الخلاصة

صَرَخاتُ العمّال والمزارعين والخبّازين—بل عموم الإيرانيين—بلا جواب، تُشير إلى نهايةِ مرحلةِ الصبر وولادةِ طورٍ جديدٍ عنوانُه: «الصمتُ كافٍ». ومع اتّساع موجةِ الاعتراض، يتقدّم خطابُ «التغيير الجذري» إلى واجهة المشهد. الرسالةُ واضحة: كفى صمتًا؛ انهضوا في وجه الحكم الدموي، وساندوا مقاومةَ الشعبِ الإيراني من أجل الحرية والكرامة.

المايسترو هاني فرحات: لهذا قبلت يد محمد عبده


تريليون دولار تحت الضغط.. كيف تنعكس الرسوم على الاقتصاد الأمريكي؟


للمرة الثالثة.. القبض على «كروان مشاكل» بتهمة نشر محتوى خادش وأخبار كاذبة


بعد مادورو.. ترامب يضم رئيسا جديدا لـ«كارتيلات المخدرات»