تقارير وحوارات

الحواري الاسبوعي.النظام الايراني بين تأثيرات آلية الزناد

وكالة الانباء حضر موت

في مساء يوم الاحد الخامس من أيلول سبتمبر2025، وضمن برنامج الحوار الاسبوعي الذي يقدمه ويتحدث فيه کل من موسى أفشار، عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، ومهدي عقبائي، عضو المجلس الوطني للمقاومة الايراني، عبر الانترنت، والذي شارك في عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية والاعلامية، تم تسليط الاضواء على محوران أساسيان من جانب المتحدثين الرئيسيين، والمحور الاول تناول أبرز العناوين المتعلقة بالاوضاع السائدة في إيران، أما المحور الثاني فقد تناول تطورات الاوضاع في غزة وعلاقتها بالنظام الايراني.

المحور الاول: أبرز الاخبار والتطورات

في بداية البرنامج تحدث مهدي عقبائي عن أبرز الاخبار والتطورات، حيث قابأن إعادة تفعيل آلية «الزناد» (Snapback) بموجب إجراءات دولية أدت إلى إعادة فرض حزمة واسعة من العقوبات على النظام الإيراني. تمت مبادرة تفعيل الآلية من قبل دول أوروبية (فرنسا، ألمانيا، والمملكة المتحدة) أواخر أغسطس 2025، وبعد انقضاء مهلة الاعتراض في أيلول/سبتمبر 2025 دخلت العقوبات حيز التنفيذ رسميا في 27 سبتمبر 2025.

وبعد أن ذکر العقوبات التي شملتها إعادة تفعيل آلية الزناد على النظام الايراني، فقد لفت الانظار الى إن الوصول الى هذه المرحلة لم تکن بسهولة إذ أن المقاومة الايرانية وعلى مدى الاعوام الماضية کانت تدعو باستمرار لتفعيل آلية "الزناد"، لكن سياسة المماطلة والمساومة الدولية كانت تمنع ذلك. ومع ذلك، أدركت الدول الغربية في النهاية أن هذه السياسة لم تعد مجدية مع هذا النظام، وقررت المضي قدما في تفعيل الآلية. 

وأضاف عقبائي بأن حاول النظام الإيراني بكل ما استطاع أن يمنع هذا القرار ويعرقل التقدم، لكنه لم ينجح. ومن بين الأمثلة على ذلك: 

- تصريح عراقچي، وزير الخارجية، الذي قال إن إيران قدمت "اقتراحات بناءة"، لكن الطرف الآخر رفض قبولها أساسا. 

- تصريح فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة، التي ذكرت أن إيران كانت مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة بحضور ثلاثة وزراء خارجية أوروبيين، لكن الطرف الآخر لم يحضر. 

وأشار الى أن علي لاريجاني امین مجلس الأعلی للأمن القومي، قال في تصريح له إن إيران بذلت كل جهدها في المفاوضات، لكن الطرف المقابل طرح مطالب غير منطقية، منها تقليص مدى الصواريخ الإيرانية إلى أقل من ٥٠٠ بل حتى إلى ٣٠٠ كيلومتر. وأضاف لاريجاني أن مثل هذا الطلب يعني عمليا أن نوجه صواريخنا نحو كربلاء، متسائلا: «هل كنتم ستقبلون بذلك لو كنتم مكاننا؟».

وشدد عقبائي على إن هذه التصريحات تعكس حجم العقبات التي واجهت العملية الدبلوماسية، وتوضح أن العرقلة لم تأت من الخارج، فالدول الغربية كانت مرنة تماما ومستعدة للتفاهم، ولم تكن هناك أي مشكلة من خارج النظام. لكن المشکلة کانت من قبل النظام الإيراني نفسه حیث لم يظهر أي مرونة أو استعداد للتنازل، لأنه كان يخشى من تداعيات الإنتفاضة الشعبیة وارتفاع ضغط الاحتجاجات الداخلية، ولذلك رفض التنازل أو التهدئة، محافظا على سياسته الصارمة رغم كل الفرص الدولية.

الوضع الاقتصادي والاجتماعي الداخلي

وفي تناوله للوضع الاقتصادي والاجتماعي في إيران، نوه عقبائي من أن الانهيار في قيمة العملة والغلاء المستمران يضغطان بشدة على حياة الناس اليومية.

وذكر أن الريال الإيراني يشهد انهياراً حاداً في قيمته أمام الدولار، ما أدى إلى تفاقم الغلاء وأثر مباشرة على معيشة المواطنين. ففي حين يبلغ السعر الرسمي للدولار نحو 42,050 ريالاً، تجاوز سعره في السوق الحرة حالياً نحو 1,159,000 ريالاً (أي ما يعادل 115,900 تومان)، وهو فارق ضخم يعكس عمق الأزمة الاقتصادية. هذا التدهور النقدي ينعكس في ارتفاع أسعار المواد الأساسية، وتآكل قيمة الأجور، واتساع الفجوة الطبقية، وما سبق ذلك من زيادة في تكلفة سلة المعيشة — إذ ارتفعت سلة المعيشة في سبتمبر بنسبة تفوق 63% مقارنة بالعام السابق، وهو رقم أعلى بكثير من معدلات التضخم الرسمية، ما أدى إلى اتساع نطاق الاحتجاجات والإضرابات في مختلف القطاعات.

تصاعد الاحتجاجات وتفاعلات النظام

وإستطرد عقبائي فأشار تصاعد الاحتجاجات الشعبية وتفاعلاتها على النظام من خلال النقاط المدرجة أدناه:

شهدت المدن موجات احتجاجية متفرقة: في 29 سبتمبر 2025 شهدت الأهواز مسيرة لعمال «المجموعة الوطنية لصناعة الصلب» احتجاجا على الأوضاع المعيشية، وسط دعوات متصاعدة من فئات أخرى (متقاعدون، عمال، طلاب، وشرائح مدنية).

تکثیف عملیات وحدات الانتفاضة و توسیع نطاق عملها یوم بعد یوم و هولیس موضوع نقاشنا الیوم 

 

رد النظام تصاعدي:

 إعلان حالتي تأهب واسعة للقوات الأمنية، ونشر أعداد كبيرة من عناصر الحرس والباسيج والشرطة في شوارع طهران ومدن رئيسية للتمركز والسيطرة، مع تهديدات قضائية بالتعامل مع من يسمون مروجي «الاضطراب النفسي» في المجتمع.

القمع المتصاعد:

 التقارير الحقوقية والسياسية تشير إلى تصاعد حاد في عمليات الاعتقال والإعدام: وفق بيانات متراكمة عن الأشهر الأولى من 2025، بلغ عدد عمليات الإعدام رقما كبيرا (مأتي‌ 200 إعدام خلال شهر سبتمبر فقط)، بما يدل على سياسة قمعية تصاعدية كرد فعل على الانتفاضات والاحتجاجات. هذا التصعيد يفاقم الأزمة الداخلية ويزيد من حدة الاستقطاب والاحتقان الشعبي.

 

فيديو - احتجاجات تعمّ المدن الإيرانية

بعد تصريحات مهدي عقبائي، تم عرض مقطع فيديو يظهر اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية ضد النظام في عدد كبير من المدن الإيرانية، حيث ردد المتظاهرون شعارات مناهضة للنظام وسياساته.

وفي الفيديو، وردت مشاهد توضّح أن إيران شهدت في يومي 4 و5 أكتوبر 2025 موجة جديدة من الاحتجاجات شارك فيها المتقاعدون والعمال والمزارعون والطلاب والأطباء، تعبيراً عن غضب شعبي متزايد تجاوز المطالب المعيشية ليصل إلى رفض النظام القائم والتشكيك في شرعيته.

كما أظهر المقطع هتافات في كرمانشاه والأهواز وأصفهان من قبيل: «حسين حسين شعارهم، الكذب والسرقة عملهم»  و«لا مجلس لا حكومة، لا يفكرون في الأمة»، ما عكس وحدة الصوت الشعبي ضد الفساد والفقر والتمييز، ومؤشراً واضحاً على تحوّل هذه التحركات إلى حراك سياسي واسع يطالب بالتغيير الجذري.

 

المحور الثاني: موقف المقاومة الإيرانية من الحرب والسلام في المنطقة

ومن ثم تحدث موسى أفشار بإيجاز حول التطور الجديد في الأيام الأخيرة، وهو موضوع السلام في المنطقة وموقف المقاومة الإيرانية، وكذلك دور النظام الإيراني. وقال إنه سيتم التركيز على رسالة السيدة مريم رجوي باعتبارها التعبير الأوضح عن موقف قيادة المقاومة من التطورات الإقليمية.

وجاء في رسالة السيدة مريم رجوي:
«نرحب بأي أفق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، ونعرب عن الأمل في تحقيق سلام دائم وعادل في المنطقة. لكن لا شك أن خامنئي ونظام ولاية الفقيه لن يكفوا عن التخريب وإشعال الحرب ما داموا في السلطة.
كما أكدت المقاومة دائماً أن الدكتاتورية الدينية والإرهابية في إيران هي العامل الأول للإرهاب، وأساس الحرب والتخريب، وعرقلة أي مسار للسلام في العقود الماضية.
القمع الداخلي والقتل، الحرب الخارجية وتصدير الإرهاب، والسعي إلى السلاح النووي — هذه ثلاثة أركان لاستراتيجية النظام من أجل البقاء.
لقد استغل هذا النظام قضية فلسطين أكثر من أي طرف آخر خلال 45 عاماً، من خلال نشر التطرف، وإثارة الفتنة والانقسام، ومحاولات اغتيال قادة منظمة التحرير الفلسطينية. كل ذلك زاد من معاناة الشعب الفلسطيني وعمّق مآسيه».

وأوضح موسى أفشار في مداخلته أن جوهر رسالة السيدة مريم رجوي يتمثل في الترحيب بخطوات وقف الحرب وإحلال السلام العادل، مع التأكيد أن النظام الإيراني هو العقبة الرئيسية أمام أي استقرار في المنطقة. فالنظام يقوم على استمرار الأزمات والحروب لتبرير قمعه الداخلي، وأي تسوية سلمية حقيقية تُعد تهديداً مباشراً لبقائه.

وأضاف أفشار أن الرسالة تبعث برسائل متعددة المستويات:
أولاً، للشعب الإيراني بأن نضاله ضد الديكتاتورية مرتبط عضوياً بالنضال من أجل السلام في المنطقة.
ثانياً، للعالم الخارجي بأن النظام الإيراني ليس شريكاً في الحل، بل هو أصل المشكلة، وكل من يراهن عليه لتحقيق السلام إنما يراهن على المستحيل.
وأخيراً، أن تحقيق السلام الإقليمي سيقوّي إرادة الشعب الإيراني ومقاومته، ويضعف أسس النظام القائم على الحروب والدمار.

وختم أفشار بالتأكيد على أن طريق الحرية في إيران يتقاطع مع طريق السلام في المنطقة، وأن أي خطوة نحو وقف الحرب تمهّد لشرق أوسط أكثر استقراراً وإنسانية.

 

مداخلات وأسئلة المشارکين في البرنامج

وقد طرح أسئلة من قبل المشارکين کما جرت أيضا مداخلات حول المواضيع المطروحة خلال البرنامج، وکان أبرز المداخلات من قبل الدکتور الراهب صالح، رئيس لجنة حقوق الانسان عضو قيادة المجلس الوطني للمعارضة العراقية،  الدكتور عمر عبد العزيز السامرائي، الناطق الإعلامي لمركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان في جنيف، الشيخ عبدالوهاب معوضه عضو مجلس النواب الیمني، الأستاذ نزار جاف، کاتب وصحفي عراقي ومحلل سیاسي وآخرين.

وقد قام ضياء الکواز وهو ناشط عراقي، بالتساءل عن موقف المقاومة الايرانية من العرب الايرانيين قائلا بأنه لم يلمس موقفا لهم بهذا الصدد، وقد رد عليه موسى أفشار متسائلا هل إنه يتابع البيانات الصادرة من المقاومة الايرانية، فأجاب الکواز، لیس بإستمرار فأوضح أفشار بأن البيانات الصادرة تٶکد على إن المقاومة الايرانية تهتم بکل أطياف الشعب الايراني دون أي فرق وذکره بأن البيان الاخير قد تناول موجة الاعدامات التي إستهدفت  لأقليات القومية بشكل متعمد، وفي سجن سبيدار بالأهواز، أعدم ستة مواطنين عرب – علي مجدم، معين خنفري، سيد سالم موسوي، محمد رضا مقدم، سيد عدنان غبيشاوي، وحبيب دريس – بعد سنوات من السجن والتعذيب. وقد أدانتهم ما تسمى بالمحكمة الثورية التابعة للنظام بتهم غامضة تتعلق بالعمل ضد الأمن القومي.

وقد عقب الصحفي والکاتب نزار جاف على ما طرحه ضياء الکواز، فأشار الى إن للمقاومة الايرانية مواقف يشار لها بالبنان، وأکد بأنه شخصيا قد أجرى لقاءا صحفيا مع السيد محمد محدثين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لصحيفة"السياسة" الکويتية في ديسمبر من عام 2017، وتم الترکيز فيها على موضوع موقف المقاومة من قضية الاقليات العرقية والدينية في إيران فأکد السيد محدثين بأن المقاومة الايرانية تقف من جميع مکونات الشعب الايراني موقفا واحدا لا إختلاف أو تمييز، وإن مشروع الحکم الذاتي للأکراد في إيران والذي أقرته المقاومة الايرانية يمکن سحبه على کافة الاقليات العرقية الاخرى.

کما أشار جاف أيضا الى إنه وخلال متابعته لأکثر من ربع قرن لمواقف المقاومة الايرانية من الاقليات العرقية والدينية، فقد ثبت له بأنها تقف نفس المسافة من جميعدا دونما أي تغيير أو تمييز.

 

 

 

 

 

صاروخ خفيف وفاعلية قاتلة.. «آر بي جي-7» في ذاكرة المعارك


الإمارات تسلّم «الإيكاو» الإصدار الثالث من خطتها الوطنية لتقليل انبعاثات الطيران


إسرائيل في عين العاصفة الاقتصادية.. حرب تستنزف النمو وتفقد الأسواق ثقة المستثمرين


فقدان 4 أشخاص جراء انهيار مبنى في مدريد